داليا داغر الجبناء كثر و المنقذون قلة و يواجهون بالاستهزاء و التخوين بدل الاحتضان

حوالي ٤ سنوات فى تيار

مقدمة داليا داغر في حلقة ضروري نحكي بتاريخ ٢٤/٢/٢٠٢٠:
هل رأيتُم ما كان يُمكن أن يَحصُلَ عند أسوارِ المصرفِ المركزي؟ هذا ما هم مستعدونَ لفعلِه حين يتعلقُ الأمرُ بسؤالٍ، مجردِ سؤالٍ، لحارسِ مصالحِهم الماليةِ, كيف يسمحُ بتهريبِ السياسيين لثرواتِهم من المصارفِ فيما ترفضُ المصارفُ نفسُها السماحَ للمواطنِ العادي باستعادةِ أموالِهِ.احفظوا المشهدَ وتذكروا أن من كانوا يبشرون بسقوطِ الخطوطِ الحمراءِ المذهبيةِ والمناطقيةِ والسياسيةِ إنما رسموا هم هذه المرة الخطوطَ الحمراءَ للدفاعِ عن الحاكمِ بحججٍٍ مختلفةٍ.شَغلَ أسبوعُ الكورونا اللبنانيين قليلاً عن مُصابِهم الاقتصادي، فتحوّلنا سريعًا من خبراءَ اقتصاديين إلى خبراءَ صحةٍ، فخبراءَ بيئةٍ ثم أخصائيين في التنظيمِ المدني. بينما المعركةُ معركةُ رغيفٍ غير أن البعضَ يريدُ للرأي العام أن يتلهّى:بمعركةٍ ثقافيةٍ وهميةٍ، بعد اختراعِ اعتداءٍ غيرِ موجودٍ بأيِ شكلٍ من الأشكالِ على الأثارِ في نهر الكلب. وبمعركةِ حرياتٍ وهميةٍ، بعد استدعاءِ مضلِّلينَ للرأي العام حولوا حادثَ سيرٍ عاديٍ إلى جريمةٍ عونيةٍ للتحريضِ على العونيين في سياقٍ متوترٍ كان يمكنُ أن يلحقَ ضرراً لا تُحمد عقباه, علماً أن جميعَ اللبنانيين يشهدون على تجاهلِ الرئيسِ والعونيين لردحِ الشتائمِ بحقِهم بكلّ الأشكالِ والألوانِ والأغانيِ. واللافت أن من يريدون تحويلَ معركةٍ قانونيةٍ بامتيازٍ إلى معركةِ حرياتٍ هم أنفسُهم من هللوا للاعتداءِ الاشتراكيّ على الحقِ بالتعبيرِ قبالة المصرفِ وحرقِ المكاتبِ الحزبيةِ ومنعِ الناسِ – جميع الناسِ – من التنقلِ.
باتت هواتفُنا معبرًا لإضاعةِ الوقتِ بكلِ أشكالِ وأنواعِ الإشاعاتِ فيما نحن نغرقُ. تشدنا رمالُ رياض سلامة الماليةُ المتحركةُ إلى القعرِ فيما نحن نتلهى بمعاركَ جانبيةٍ بدل تركيزِنا جميعاً على ما يمكن فعلُه للخروجِ من هذه الأزمةِ المالية. وهنا الأساس: إلهاءٌ واستهزاءٌ وانتقادٌ لمجردِ الانتقادِ من دون مبالاةٍ أو حتى سؤالٍ عمن سينقذ الناسَ من الانهيارٍ الاقتصاديٍ الشاملِ والانفجارِ الاجتماعي، وكيف؟ هل يمكنُ إيقافُ انهيار قيمةِ العملةِ الوطنيةِ عند حدٍّ ما، وكيف؟ هل يمكنُ الحفاظُ على الأمنِ الغذائيِ أو لا؟ما ينتظرُنا كبيرٌ وخطيرٌ، والسؤالُ الرئيسيُّ اليومَ ماذا نفعلُ لمواجهةِ هذا الخطرِ الكبير؟ من غسلوا أياديهم مما اقترفوه طوال ثلاثين عامًا كثرٌ... من يتهربون من تحملِ أيةِ مسؤوليةٍ كثرٌ أيضاً…من يكتفون بتحميلِ غيرِهم المسؤوليةَ كثرٌ…من يعزلون أنفسَهم في قصورِهم بعيداً عن ناسِهم كثرٌ…من يسعون للشهرةِ الفارغةِ فوق أنقاضِ الأوجاع كثرٌ...باختصارٍ، الجبناءُ كثرٌ ومن يناضلون لإنقاذِ الناس – جميع الناس – ما هم إلا قلةً قليلةً تواجَه بالاستهزاءِ بدلَ الدعمِ وبالتخوين بدل التشجيعِ وبالإساءةِ بدل الاحتضانِ؛ لا بل يحاولُ كثيرون إلهاءَهم عن المعركةِ الاقتصاديةِ الكبيرةِ بمعاركَ جانبيةٍ.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على