مسامير فى نعش حكومة شريف إسماعيل

أكثر من ٩ سنوات فى التحرير

الخلاف بينها وبين عبلة عبد اللطيف ومع كثيرات من السيدات التي تحسب أنهن يقفن في طريقها كما لا يطيقها الاقتصاديون لاستعلائها عليهم ولمكائدها.
وبعد أيام ملأت الصحف بكلام سطحي عن المشروعات الصغيرة وجمالها.

لكن لم تطل مدتها فى المجلس الاستشاري فسرعان ما أصبحت وزيرة للتعاون الدولي بعدما فشلت فى الإقناع بأهمية وجود وزارة للمشروعات الصغيرة. وعندما دخلت الوزارة قامت بـ٣ أشياء. 
1- طرد كل المستشارين والخبراء من عهد فايزة أبو النجا ونجلاء الأهواني، منهم سفراء مثل جمال بيومي وفتحي الشاذلي، ككا أن كثيرًا منهم كانوا يعاملونها على أنها مجرد موظفة صغيرة فى مكتب القاهرة 
2- تغيير ديكورات مكتبها بمبالغ باهظة. 
3- تعيين أبناء المحاسيب فى وظائف حيوية ليقدم أهاليهم العون لها، بالإضافة إلى ذلك تأليف قلوب بعض الإعلاميين بمجالات شتى للترويج لها وتعيين مصورة خاصة تجرى وراءها تلتقط لها صورا بأي مناسبة ولو هايفة لتوزيعها. 
ورغم اهتمامها بالإعلام فإنها لم تكلف خاطرها بالإفصاح عن أي شيء مفيد فكل ما يصدر عن وزارتها مجرد صور مقابلات مع سفراء ووفود، وما استحدثته من زيارات ميدانية لكل قرض بغض النظر عن الجهة المستفيدة لتتصور جانبه وتنشر صورها.

وقد نقل عن اجتماعات مجلس الوزراء أنها توجه الوزراء وتعاتبهم على أنهم لا يستخدمون قروضها وإذا بالأيام تسفر عن كارثة فى أول قرض حاولت أن تحصل عليه من البنك الدولي الذي كانت -وربما ما زالت- تعمل به. 

قرض البنك الدولي هو ما يستوجب محاكمتها سياسيا من البرلمان على الأقل، فقد كانت موظفة بالبنك الدولي بمكتب القاهرة (يقال إنها لم تقدم استقالتها، بل هي فى إجازة بدون راتب) ورطت البلاد فى قرض بمليار جنيه كشريحة أولى من ٣ مليارات لتمويل الموازنة بدلا من الاقتراض لمشروعات وهي اختصاص البنك.

المهم ذهبت للاقتراض من البنك بنفسها كوزيرة وهو ما لم يتم من قبل فى تاريخ التعامل مع البنك (زياد بهاء الدين له مقال هام فى "الشروق" عن كوارث هذا القرض) وتضليل المواطنين وقد كان وزيرًا سابقا للتعاون الدولي. 

قرض البنك رغم وعودها وتوريط الرئاسة فى التوقيع عليه وتعشيم "المركزي" فى الحصول عليه ليعين الاحتياطي وسعر الصرف لم يأتِ كما وعدت فى ديسمبر، ونحن بعد شهور من الوعود لم تصل مصر إلى دولار منه!!

أتحدى أي مواطن أو متخصص أن يتابع أرقام سحر نصر. فأرقام القروض التى تصورها على أنها إنجازات، مرة ٤ مليارات ومرة ٦ ومرة... ستصل إلى عشرين مليار دولار. ماذا تفعل ولأي هدف؟ 
إذا تابعت الصحف أو لم تتابع ستظهر لك صورة لسحر نصر مرة وهي فى العريش 
ومرة فى الصعيد ومرة تأكل فطيرا. مرة بفستان قصير ومرة بإيشارب وشال. مرة سافرة ومرة منافقة لوزراء عرب بِمَا يشبه الحجاب في السعودية.
العتب هنا ليس عليها لكن على رئيس الحكومة الذي لم يحدد لها اختصاصا وعلى موظفى البروتوكول الذين يجب أن يوجهوها فيما يليق وما لا يليق بمظهر ومنظر الوزير فى بلد بحجم مصر. 

قروض أسرة سحر للبنوك بمئات الملايين وهي لم تسدد منذ سنوات. ويقتضي القانون أن يفصح المسئول عن ذمته المالية هو وأقاربه بما يشمل ذلك الزوج الذي لم يترك بنكا إلا واقترض منه وعجز عن السداد فيجدول ويعيد الجدولة حتى اشتهر بين المصرفيين 
والمستثمرين بأنه محترف إعادة جدولة، خاصة بعد تورطه فى مشروعات خاسرة مع إسرائيل/ الكويز، وتركيا وتتعرض لخسائر جعلته يطرد العمال بلا ذنب، والأولى أن يسدد ويحكم الإنفاق البذخي.

 
والسؤال: كيف غاب هذا كله عن جهات الرقابة والمحاسبة والأمن؟ 
يقال إن مجموعة الأمن الوطني التى قامت بطردها من الوزارة كانت على علم بهذه الكوارث وبدأت فى فتح ملفاتها وهو ما فطنت إليه بخبثها فطردتهم قبل الكشف عنها فمنهم من كان يتابع اتصالاتها بـ٦ أبريل ومنهم من كان على علم بعلاقاتها بوزراء الإخوان لتيسير أعمال زوجها المتعثر ومنهم من يعرف علاقاتها بشفيق جبر وطاهر حلمي وباقى المساندين لحملة السلام لمؤسستها التى حلمت بنوبل. 
ظهرت فجأة وبدون مقدمات.. شخصية مثيرة للجدل. 
سحر بدأت كموظفة بسيطة فى الغرفة الأمريكية ومكاتب المحاسبة بفضل علاقات زوجها ثم جاءت فرصتها عندما تقربت من رئيس مكتب القاهرة للمؤسسات الدولية أحمد جلال فعيّنها سكرتيرة فنية لمدير البنك الدولي فى مصر. 

أنهت دراسة الماجستير بعد سنوات طويلة، من الجامعة الأمريكية وبعدها استغلت علاقاتها الاجتماعية بأصدقائها بعاطف عبيد فاشتغلت فى وزارة قطاع الأعمال ثم دكتوراه فى جامعة القاهرة وكانت تستعين بمساعدين.
 
أكملت بعدها عملها فى البنك الدولي، لكنها قبل الثورة بعدة سنوات تقربت من الرئاسة لمعرفتها القوية جدا وصلاتها بأهم شخص فى الرئاسة أيام مبارك فى عزه. وهذا الشخص أدخلها الحزب الوطني فى لجنة السياسات مع جمال مبارك وكان ينتمى لنفس الدفعة بالجامعة الأمريكية. ونفس الشخص دفع بها فى المجلس القومي للمرأة وكانت أكثر واحدة مكروهة، لأنها كانت دائما ما تستعرض اتصالها بالشخص المهم جدا بالرئاسة وتتصل به أمام زملائها لإظهار قوتها. 

عملت بعد ذلك مع سوزان مبارك لتجمع لها التبرعات من رجال الأعمال لحركة السلام مع شفيق جبر، حيث كانت متصلة به جدا منذ أيام الغرفة الأمريكية وكانوا يبتزون سوزان مبارك مدعين أن حركة السلام سوف تصل بها إلى جائزة نوبل، لكنها كانت نصبة كبيرة استفاد منها أناس كثيرون بأشكال مختلفة على تلك التبرعات اللي اختفت.. 

بعد الثورة انقلب ضدها موظفو البنك الدولي فى مكتب القاهرة باعتبارها متهمة بعلاقات معقدة وعليها علامات استفهام مع الكبار استغلتها فى الترقي داخل البنك، خاصة بتعيينها لأقارب المسئولين الكبار كمساعدين لها فى البنك للتقرب منهم اجتماعيا وهو ما نجحت فيه. 

اختفت بعد الثورة وبعدت عن الأنظار حتى تهدأ الأحوال وبعدين بدأت فى التقرب لشباب الثورة من خلال معارف وجهات محلية ودولية وبحجة أن البنك الدولي بيسند الشباب. 

والتقت بمجموعات كبيرة من "٦ أبريل" و"كفاية" و"الإخوان" وأي حد كانت تتصور أنه هيبقى له اعتبار. 

بعدما وصل الإخوان إلى الحكم وطدت علاقاتها بوزير الإسكان الإخواني طارق وفيق ووزراء الاستثمار أسامة صالح والذى أتى به الإخوان ويحيى حامد الإخواني المعروف وأخذت الملفات اللي كانت لدى البنك الدولي أيام وزارات ما قبل الثورة وقدمتها على أنها شغلها الجديد ومن أعمالها لوزراء منعدمي الخبرة لمساعدتهم.  

وطدت علاقاتها بالإخوان اللي رحبوا بها كوجه نسائي يدل على انفتاحهم وهي كانت تسعى إلى أن تستعيد قوتها اللي ضاعت فى مكتب البنك وتساعد زوجها المتعثر فى البنوك وكمان تحاول تتقرب من السلطة الجديدة. 

الكشف عن ذمتها المالية وعن زوجها المتعثر بداية الطريق لتوجيه الرئاسة لها لضبط القروض ومنع إسهال الديون قبل الكارثة، تحذير واضح لكارثة الديون الخارجية التي تروج لها كأنها حل سحري وهي بداية لأزمة دولية اقتصادية وسياسية.

شارك الخبر على