دول الخليج «سعيدة» بتولى ترامب رئاسة أمريكا.. لماذا؟

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

شعرت العديد من دول العالم بقلق عند سماعها خطاب تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، الذي شابته نبرة حادة، في حين بدا مسؤولون من دول الخليج العربي متفائلين.

وأشادت الدول العربية بوصول زعيم متشدد يعارض غريمتهم إيران إلى البيت الأبيض، حتى لو كانوا يشتبهون في أن طباع دونالد ترامب الحادة، وتغريداته على تويتر قد تسهم في بعض الأحيان في تأجيج التوترات بالشرق الأوسط .

فهم يرون «ترامب» رئيسًا قويًا يعزز دور واشنطن كشريك أساسي استراتيجي لهم في منطقة مهمة لأمن الولايات المتحدة ومصالحها في مجال الطاقة.

كبح جماح إيران

في عيون دول الخليج العربية، يتضمن هذا فوق كل شيء كبح جماح تنامي الدعم الإيراني لحلفاء شبه عسكريين في سوريا والعراق واليمن ولبنان، وللشيعة في البحرين، والمنطقة الشرقية المنتجة للنفط في السعودية.

كما يعني ذلك، التجاوز على الأقل في الوقت الراهن عن التصريحات بشأن توحيد «العالم المتحضر ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف» ضمن الخطاب، الذي قال منتقدون إنه أعاد إلى الأذهان حملة بوش «الصليبية» ضد الإسلام.

وتبدو السعودية، على الأخص، سعيدة لرحيل باراك أوباما؛ إذ كانت تشعر بأنه يتعامل مع تحالف الرياض وواشنطن على أنه أقل أهمية من التفاوض لإبرام الاتفاق النووي مع إيران في 2015.

الملك السعودي والرئيس الأمريكي

وهذه العلاقة هي أحد أعمدة التوازن الأمني في الشرق الأوسط، لكنها تدهورت بعد أن أبدت الرياض استياء مما رأت أنه انسحاب لإدارة أوباما من المنطقة وميلها نحو إيران منذ ثورات الربيع العربي عام 2011.

تجاهل أوباما لدول الخليج

ثارت التوترات بشأن الوضع في سوريا عندما تجاهل أوباما رغبات دول الخليج العربية الملحة في تقديم المزيد من الدعم لمقاتلي المعارضة الذين يحاربون الرئيس بشار الأسد، الذي صمد بفضل الدعم من إيران وروسيا.

وقال عبد الرحمن الراشد، وهو محلل سعودي: «الإدراك مهم: ترامب لا يبدو وكأنه النوع من الرجال الذي سيميل نحو إيران أو أي جهة أخرى»، مضيفًا: «إذا تصرف مثلما يقول، فسنشهد رونالد ريجان آخر، شخص ستتعامل معه كل القوى في المنطقة بجدية، للأسف، هذا ما كنا نفقده خلال الأعوام الثمانية الماضية».

رونالد ريجان

ووفقًا لصحيفة «هافنجتون بوست» الأمريكية، يرى بعض المحللين العرب تشابهًا سياسيًا بين ترامب وريجان، الذي رفع أيضًا شعار «اجعلوا أمريكا عظيمة مجددًا»، وكان «ريجان» أيضًا داعمًا قويًا للجيش رغم أن فترة حكمه بين 1981 و1989 شابتها أزمات مطولة في الشرق الأوسط تشمل إيران ولبنان وليبيا.

حشد عسكري

فيما يتعلق بسوريا واليمن والعراق والبحرين -وهي ساحات للتنافس على الهيمنة بين الرياض وطهران- بدت خيارات أوباما للحوار ضعيفة لبعض العرب في الخليج.

وقد تعبر رؤية ترامب بشأن «السلام من خلال القوة» عن سلبية واشنطن وتشجع حكام الخليج العرب على المضي قدمًا في الحشد العسكري الذي يعتمد بقوة على شركات دفاعية أمريكية وأوروبية.

لكن عددًا من القضايا قد يسهم في توتر العلاقات مثل القدس والسياسة النفطية والتعصب ضد المسلمين، بالإضافة إلى قانون أمريكي يتيح رفع دعاوى قضائية ضد الرياض بشأن هجمات 11 سبتمبر.

هجمات 11 سبتمبر

وعلى رأس هذه القضايا مسألة تعهد ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وهو ما سيغير عقودًا من السياسة الأمريكية، بالإضافة إلى تعيينه محاميًا كان يجمع الأموال لمستوطنة يهودية كبرى سفيرًا لإسرائيل.

عملية السلام

قال مصدر خليجي على دراية بنهج التفكير الرسمي: «سيؤجج هذا الكثير من الفوضى؛ بل وربما انتفاضة جديدة»، مضيفًا أنه سيتعين على ترامب أن يفكر مليًا بشأن تحرك سيكون «عبئًا ثقيلًا على عملية السلام».

ومن القضايا الأخرى مساعي ترامب لتدمير تنظيم «داعش» وتتفق معه دول الخليج العربية في هذا الهدف، لكن استخدام لغة مثيرة للاستقطاب يُنظر لها وكأنها تشيطن المسلمين، كما أن الاعتماد على القوة العسكرية فقط سيثير الاعتراضات.

وقد تؤجج هذه اللغة أيضًا التشدد من خلال عرقلة المساعي الشعورية والعقلانية؛ للتصدي للتفكير المسؤول عن العنف.

وقال داهم القحطاني، وهو محلل سياسي كويتي: «أسوأ ما في الخطاب، أنه سيستهدف الإسلام كدين باسم محاربة، ما سماه الإرهاب الإسلامي الراديكالي وهي تسمية فارغة لا معنى لها».

شارك الخبر على