التكريم الحقيقي .. لزويل

ما يقرب من ٨ سنوات فى أخبار اليوم

رغم حزني الناجم عن الخسارة الجسيمة التي ألمت بنا بمصابنا الفادح بفقد العالم الكبير الدكتور أحمد زويل، الذي احتضنه ثري الوطن بالأمس، بعد رحلة طموح ونجاح اسطورية، إلا انني كنت أجد العزاء والرضي فيما لقيه العالم الكبير من تكريم وحب وتقدير علي المستويين الشعبي والرسمي في وطنه، خلال وداعه الأخير منذ لحظة الإعلان عن وفاته بمنزله في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وحتي وصول جثمانه ليدفن في مصر تنفيذا لما جاء في وصيته.
وإذا كانت مصر قد كرمت ابنها العالم الكبير في حياته بمنحه قلادة النيل العظمي، التي تعد أرفع وسام مصري علي الإطلاق، ومن قبلها منحته أيضا وسام الاستحقاق من الطبقة الأولي،...، فإن ذلك كان عن استحقاق وجدارة من الوطن لابن بار من أبنائه المحبين والعاشقين، نبغ وتفوق علي مستوي العالم ووصل إلي أعلي مراتب العلم، بحصوله علي جائزة نوبل في الكيمياء، ورفع اسم مصر عاليا في جميع المنابر العلمية بالعالم اجمع.
كان الدكتور زويل عالمنا الكبير الراحل يعد واحدا من أبرز علماء العالم في القرنين الماضي "العشرين" والحاضر "الحادي والعشرين"، حيث فتح باكتشافه المذهل "للفيمتوثانية" افاقا واسعة لعلماء العالم، والباحثين في الكيمياء والفيزياء وعلم الدواء، لمعرفة وتتبع حركة جزئيات المادة وذراتها خلال عمليات التفاعل الدقيقة والحيوية، التي كانت عالما مجهولا ومستغلقا أمام الجميع،..، وبهذا قدم خدمة جليلة للإنسانية كلها لا يقدرها حق قدرها سوي العلماء.
وفي الوقت ذاته كان عالمنا زويل حريصا كل الحرص علي التأكيد والإعلان عن مصريته، وحبه الكبير والدائم لوطنه، في كل المحافل العلمية، وكان حريصا أيضا علي نقل ثمرة علمه وابحاثه إلي وطنه من خلال "مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا" التي ارادها وتمناها صرحا للعلوم والتكنولوجيا في مصر،...، ولذلك فإن التكريم الحقيقي لعالمنا الكبير الراحل هو ان تحرص بالفعل علي ان تكون كذلك،...، وان نحقق ما كان يتمناه لمصر وأبنائها.
رحم الله عالمنا الكبير وانعم علي أسرته بالصبر وعوضنا عنه خيرا.

شارك الخبر على