داء الشماتة

ما يقرب من ٨ سنوات فى أخبار اليوم

وصلتني من القارىء العزيز علاء محمد حسين الشريف من صدفا - بأسيوط يتساءل فى ألم : هل وصل بنا الحال أن نسعـد إذا أخفق شخص ما فى حياته، أو نشمت فى المريض لمرضه، أو نفرح فى المتوفَى لوفاته، إذا اختلفنا معه فى الرأى ؟! هذا ما يحدث دومًا وما حدث أخيرًا لوفاة العالم الفذ الجليل صاحب الوجه المبتسم والتواضع الجمّ، الدكتور أحمد زويل، لقد تفشى داء الشماتة - لدى البعض - والذى أصاب تلك النفوس المنحطة الوضيعة فلا غرابة من أن يتصف أعداؤنا بها، ولكنّ الغرابة حين يصاب بعض أفراد أمتنا العربية أو المسلمة بهذا الداء! الغرابة حين يشمت بمصائبك أقرب الناس إليك، والغرابة حين يفرح بألمك من كنت تعتقد أنه صاحبك وخليلك، والغرابة حين يسعد بجراحك من ينتسب إلى أمتك أو إلى أصدقائك أو إلى عائلتك!! فتراهم يغردون ويكتبون ويتحدثون بفرحهم وسرورهم؛ نكاية بإخوانهم، ونجدهم فى وسائل التواصل يردحون ويرقصون طربًا، وما ذلك إلا لأن الشامتين يختلفون مع أولئك فى آرائهم أو أفكارهم أو مذاهبهم.
أين نحن من قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: »لا تظهر الشماتة لأخيك، فيرحمه الله عز وجل ويبتليك« رواه الترمذى. وأين نحن من المسلمين الأوائل والصحابة الكرام رضوان الله عليهم عندما حزنوا لهزيمة الروم أمام الفرس؛ لأنهم أهل كتاب، بينما فرح المشركون لانتصار الفرس، لأنهم مثلهم يعبدون الأوثان والنار، ويشركون بالله!! فلم يعتب الله تعالى على المؤمنين لحزنهم، بل صححه لهم، وكافأهم على هذا الميزان العادل فى الموقف من مخالفيهم فى الدين بأن بشرهم بانتصار قريب للروم على الفرس وقد تلقّى المسلمون هذا الوعد القرآنى باليقين، وصاروا ينشرونه بين المشركين.
نصيحتى للجميع لا تشمت بمصيبة تحل بأخيك فـربما تُصاب بمثلها.
دعاء : اللـــهمّ لا تشمت أعــدائى بـدائـى واجعـــل القرآن العظيم دوائى وشفائى أنت ثقتى ورجائى واجعل حُسـن ظنى بك شفائى.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على