بعد وصفه لها بالأسوأ.. هل يلغي ترامب اتفاقية نافتا؟
أكثر من ٨ سنوات فى التحرير
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: إنه "يعتزم إجراء محادثات قريبًا مع قادة كندا والمكسيك لبدء إعادة التفاوض بشأن اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا)".
وأضاف "ترامب" خلال مراسم تأدية اليمين لعدد من كبار مستشاريه في البيت الأبيض أمس الأحد، "سنبدأ المفاوضات الخاصة بنافتا، و سنشرع في إعادة التفاوض بشأن نافتا وبشأن الهجرة وأمن الحدود".
وكان ترامب قد تعهد أثناء حملته الانتخابية بإعادة التفاوض بشأن اتفاقية نافتا، التي بدأ سريانها في عام 1994- في حالة انتخابه رئيسًا كي تحصل الولايات المتحدة على شروط أفضل.
أسباب إعادة التفاوض
من المعروف عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معاداته للتجارة ليس فقط مع الصين والمكسيك، وإنما ضد نقل شركات أمريكية كبيرة مثل "فورد" لمصانعها خارج أمريكا، حيث لوَّح أثناء حملته الانتخابية بضرورة إلغاء اتفاقية "نافتا" لأنها تسببت، على حد قوله، في رحيل فرص العمل من داخل الولايات المتحدة إلى دول أخرى، كما وصف ترامب اتفاقية "نافتا" بأنها أسوأ اتفاقية تجارة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
من جانبه قال ديفيد ماكنوتون سفير كندا لدى الولايات المتحدة: إنه "من الواضح أن العجز التجاري مع المكسيك والصين يمثل مصدر القلق الرئيسي لإدارة الرئيس ترامب".
ويشير خبراء في مجال التجارة وأكاديميون ومسؤولون حكوميون إلى أن كندا والمكسيك ستسعيان بدورهما للحصول على امتيازات كبيرة، وأنه من الصعب للغاية تغيير الإعفاء الكامل من الرسوم الجمركية الذي تنص عليه الاتفاقية، مضيفين أن إعادة التفاوض ستستغرق عدة أعوام على الأرجح.
ما هي اتفاقية "نافتا" NAFTA ؟
تُعرف اتفاقية "نافتا" باتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية - وهي الاتفاقية الأولى من نوعها التي تشكل أكبر منطقة للتجارة الحرة في العالم.
وتضم "نافتا" كل من كندا والولايات المتحدة والمكسيك، وكان تم التصديق عليها من الكونجرس ثم من الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون عام 1993.
تأثير "نافتا" على الاقتصاد الأمريكي
ألغت اتفاقية نافتا الضرائب التي توضع على المنتجات الأجنبية بغرض حماية البضاعة المصنعة محليًا تدريجيًا، وبحلول عام 2008 ألغيت الرسوم تمامًا، مما حفَّز التبادل التجاري وخفض التكلفة على المستهلكين.
ولم يكن لاتفاقية التجارة الحرة "نافتا" تأثير كبير على الاقتصاد الأمريكي، وذلك لأن نسبة حركة التبادل التجاري مع المكسيك وكندا لحجم الاقتصاد الأمريكي الكلي ليست ضخمة جدًا، مما أدى إلى رفع الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بنسبة صغيرة.
وبالطبع زادت بعد هذه الاتفاقية حركة التجارة في الولايات المتحدة مع المكسيك وكندا 3 أضعاف، ولكن في المقابل تراجع التصنيع المحلي في أمريكا بسبب انتقال العديد من المصانع الأمريكية لدول مثل الصين، لا يوجد بينها وبين أمريكا اتفاقيات تجارة حرة.
شركاء جدد
وكان الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض قد نشر أنه في حالة رفض كندا والمكسيك الموافقة على إعادة التفاوض على الاتفاقية بالصيغة التي تحمي حقوق العمال الأمريكيين، فإن الولايات المتحدة ستنسحب منها.
و أصبحت الآن دول النافتا تبحث عن شركاء جدد في آسيا وأوروبا، حيث وقعت المكسيك وكندا اتفاقيات لتحرير التجارة مع الاتحاد الأوروبي، في حين تتفاوض الولايات المتحدة الأمريكية من أجل اتفاقيات مماثلة لتحرير التجارة مع عدد أكبر من الدول في إطار "الشراكة عبر المحيط الهادي" والتي تضم 12 دولة آسيوية.