صور نبيل الإسكافي أنام وسط الأحذية خوفا من إزالة المسئولين لـ«الكشك»

ما يقرب من ٨ سنوات فى التحرير

"الإسكافي" من المهن التي يرفضها البعض لقلة دخلها مقارنة بحالة الغلاء التي ضربت جميع الأسعار دون هوادة أو مراعاة لحالة المواطنين أصحاب الدخول البسيطة.
عم نبيل "الاسكافي" يعمل بالمهنة أبًا عن جد، يحكي لـ"التحرير": "نشأت منذ 50 عامًا في منزل بسيط شرق مدينة طما شمال محافظة سوهاج، لا أرى إلا لوائح الأحذية والجلد المدبوغ".

يقول عم نبيل: "المهنة مصدر الرزق الوحيد لي ولأولادي الأربعة: ولدين وبنتين، الولدين رفضا العمل معي لأن المهنة لا تحقق الطموح المادي أو المكانة الاجتماعية، فتوجها عقب إتمامهما مرحلة التعليم الفني إلى السفر لمحافظات الوجه البحري، أما عن الفتاتين فتزوجتا ولكنهن كالآلاف يعانين ضيق الحال هن وأزواجهن وتقريبا طوال الوقت في منزلي هن وأبنائهن كل مصاريفهن من العمل في حياكة الأحذية أو تركيبها"، ويتابع مبتسمًا "الحمد لله على كل حال والبركة في الرضا".
 
ويذكر في حديثه -بيده الخيط و "المغرس" لينهي عمله في أحد الأحذية-: "أكون في منتهى سعادتي أثناء العمل والحصول على أجري من زبائني بدلًا من أن أمد يدي للغرباء أو حتى الأقارب والاستدانة من أجل العيش"، معيبًا على الناس ما أصبحوا به من سوء أخلاق، ورفض المئات بل الآلاف من الشباب أن يعملوا بجوار آبائهم وبحثهم عن العمل في محافظات أخرى وكله دون جدوى.

ويوضح أنه رغم رضائه بما منّ الله عليه به من رزق إلا أن مسئولي الوحدة المحلية لمركز ومدينة طما لم يتركوه بحاله وقاموا منذ قرابة 3 أعوام بهدم الكشك الخاص به أكثر من مرة.

ويشير إلى أنه: "بمساعدة أولاد الحلال الذين يعرفون ظروفي جيدًا وأن ليس لي دخل آخر تم إعادة الكشك ولكن في مكان آخر ولولا معرفة الزبائن الذين يتعاملون معى منذ سنوات طويلة لتبدل الحال إلى الأسوأ وهو ما جعلني الآن أنام وسط الأحذية خوفًا عليها من السرقة أو من قيام المسئولين بإزالة الكشك مرة أخرى".

ويؤكد أنه يواصل عمله منذ الساعات الأولى من الصباح الباكر وحتى المساء، مطالًبا المسئولين بترك "الكشك" خاصته ليكتسب منه قوت يومه.
 
ويضيف: "رغم بساطة حياتي إلا أنني أتابع باستمرار الأحداث التي تجري بالبلاد من خلال "الراديو" الخاص بي"، متابعًا أنه حزن حزنًا شديدًا على وفاة العالم الكبير د. أحمد زويل.

واختتم أنه في وقتنا الحالي ومع قلة وجود فرص العمل بين الشباب "الذكور" جعل فرصة أكبر للمرأة للخروج كي تعول أسرتها وهو حقها، لكن الوجه السيئ خروج فئات تبحث عما يسمى بمساواة المرأة مع الرجل وهو ما كان له أثرًا سيئًا أكبر من الفساد بعد أن تقدمت المرأة على الرجل.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على