خروج المصنفين ظاهرة بطولة أستراليا المفتوحة للتنس

أكثر من ٧ سنوات فى قنا

الدوحة في 23 يناير /قنا/ طغت ظاهرة خروج المصنفين على منافسات بطولة أستراليا المفتوحة لتنس الرجال والسيدات، أولى البطولات الأربع الكبرى "الجراند سلام"، التي تدور فعالياتها في ملاعب "ملبورن" حتى التاسع والعشرين من يناير الجاري، حيث أحدثت مفاجآت من العيار الثقيل طالت أبرز المرشحين لحصد اللقبين.

وكان الصربي نوفاك ديوكوفيتش حامل اللقب في العامين الماضيين أبرز ضحايا هذه الظاهرة، حيث ودع المنافسات مبكرا في الدور الثاني على يد الأوزبكي دينيس إستومين المصنف الـ 117 عالميا بمجموعتين مقابل ثلاث مجموعات بواقع نتائج (6-7، 7-5، 6-2 ، 6-7، 4-6) في مباراة ماراثونية استغرقت 4 ساعات و48 دقيقة.

والخروج المفاجئ لديوكوفيتش المصنف الثاني بدد أحلام اللاعب الصربي في إحراز لقب ثالث على التوالي وسابع في بطولة أستراليا المفتوحة، والانفراد بالرقم القياسي الحالي الذي يتشاركه مع اللاعب الاسترالي السابق روي ايمرسون.

ولم يكن الخروج من البطولة وحده هو أكبر خسائر ديوكوفيتش المتوج بـ 12 لقبا في البطولات الأربع الكبرى (استراليا، فرنسا المفتوحة، ويمبلدون، أمريكا المفتوحة)، إذ بدأ أداء اللاعب سيئا للغاية في بداية الموسم الجديد، ولم يقدم أفضل مستوياته المعتادة، الأمر الذي جعل من إستومين البالغ من العمر 30 عاما، ندا قويا له خلال اللقاء، كما كان الأفضل في الكرات الحاسمة، والإرسالات الساحقة والأقل ارتكابا للأخطاء الفردية، في حين ارتكب ديوكوفيتش العديد من الأخطاء المزدوجة في الإرسال 9 مرات للمرة الأولى.

كما أن هذه الخسارة تعد الأولى للاعب الصربي البالغ من العمر 29 عاما، أمام مصنف خارج قائمة الـ (توب 100) طوال السنوات السبع الماضية سوى مرة وحيدة، وكانت في الموسم الماضي في دورة الألعاب الأولمبية، عندما سقط في الدور الأول من منافسات الفردي أمام الأرجنتيني خوان مارتن ديل بوترو، الرابع سابقا على العالم، والذي تراجع تصنيفه كثيرا نظرا لسلسلة إصابات في المعصم.

أما ثاني الضحايا، فقد كان البريطاني آندي موراي المصنف الأول الذي سقط في الدور الرابع أمام منافسه الألماني ميشا زفيريف بمجموعة مقابل ثلاث مجموعات بواقع نتائج (5-7 و7-5 و2-6 و4-6)، وكان الخروج المبكر من البطولة قاسيا وغير متوقع لموراي المرشح الأبرز لإحراز اللقب، بعدما فرض سيطرته في النصف الثاني من عام 2016 وأحرز لقب بطولة ويمبلدون، ثالث البطولات الكبرى، وذهبية الالعاب الأولمبية للمرة الثانية تواليا، وبطولة الماسترز، متوجا موسمه بتصدر التصنيف العالمي للاعبين المحترفين للمرة الأولى، وإقصاء ديوكوفيتش الذي هيمن على الصدارة لمدة 122 أسبوعا متتاليا.

وتواصلت بهذه الهزيمة خيبات الأمل لدى اللاعب البريطاني في بطولة أستراليا الذي لم يتمكن من إحراز لقبها حتى الآن، حيث سبق أن خسر خمس مباريات نهائية على ملاعب ملبورن أعوام 2010 و 2011 و 2013 و 2015 و2016، أربع منهم أمام ديوكوفيتش.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي تفقد فيها إحدى بطولات الجراند سلام مصنفيها الأول والثاني قبل الدور ربع النهائي منذ 2004، حينما أقصي فيدرر والأمريكي اندي روديك من الدور الثالث والثاني تواليا، ضمن بطولة فرنسا المفتوحة، ثاني البطولات الكبرى، على ملاعب رولان جاروس، كما تعد المرة الأولى أيضا الذي يغيب فيها المصنفان الأول والثاني عن ربع النهائي في ملبورن منذ 2002.

وسيكون لقب الرجال هذا الموسم مفتوحا على كل الاحتمالات، إلا أن الثلاثي الأقرب للفوز يتصدرهم السويسري ستان فافرينكا المصنف الرابع وحامل اللقب عام 2014، يليه مواطنه روجيه فيدرر المصنف السابع عشر والعائد للملاعب بعد فترة إصابة، الذي سبق أن حقق اللقب أربع مرات آخرها عام 2010، ثم الإسباني رفائيل نادال المصنف التاسع وحامل اللقب عام 2009، الذي يمني النفس ببداية قوية هذا الموسم وتعويض ما فاته بسبب الإصابات المتلاحقة.

ولم تكن ظاهرة خروج المصنفين على مستوى الرجال فقط، إنما ضربت منافسات السيدات أيضا بخروج الألمانية انجليك كيربر المصنفة الأولى وحاملة اللقب إثر خسارتها في الدور الرابع أمام الأمريكية كوكو فانديواج المصنفة الخامسة والثلاثين بمجموعتين نظيفتين بواقع نتائج (6-2 و6-3). 
ولم تقدم كيربر المستوى المنتظر، وفشلت في مجاراة منافستها فانديواج على مدار مجموعتي المباراة التي لم تستغرق أكثر من ساعة و10 دقائق فقط. 
وجاء الخروج المبكر لكيربر متوافقا مع تحضيراتها للبطولة التي لم تكن مثالية، إذ أقصيت من الدور الثاني لدورة سيدني هذا الشهر على يد الروسية الشابة داريا كاساتكينا، ومن ربع نهائي دورة بريزبن على يد الأوكرانية ايلينا سفيتولينا. 
وستكون هذه الخسارة والخروج المبكر قاسيين بالنسبة للمصنفة الأولى، حيث توجت بلقب البطولة العام الماضي، وهو ما سيكلفها خسارة الكثير من النقاط في التصنيف الأسبوعي المقبل، ما يزيد من صعوبة مهمتها في الحفاظ على صدارة الترتيب العالمي. 
وأخفقت البولندية أجنيشكا رادفانسكا المصنفة الثالثة في الاستمرار طويلا ببطولة أستراليا بعدما ودعت المنافسات مبكرا من الدور الثاني إثر خسارتها أمام الكرواتية ميريانا لوتشيتش باروني المصنفة 79 عالميا، بمجموعتين متتاليتين بواقع نتائج (6-3 و6-2) في مفاجأة كبيرة. 
وتعد هذه هي أسوأ نتيجة لرادفانسكا في ملبورن منذ خروجها من الدور الأول في 2009، علما بأنه سبق لها الصعود للدور قبل النهائي عامي 2014 و 2016. 
وكانت الرومانية سيمونا هاليب افتتحت ظاهرة خروج المصنفين بعدما سقطت للمرة الثانية على التوالي في الدور الأول من بطولة استراليا ، وذلك أمام الأمريكية شيلبي روجرز المصنفة الـ52 عالميا بمجموعتين مقابل لا شيء بواقع نتائج (6-3 و 6-1) بعد ساعة و15 دقيقة من اللعب فقط. 
وعانت هاليب البالغة من العمر 25 عاما طوال المباراة، حيث طلبت وقتا للعلاج في المجموعة الأولى، وتعرضت لإصابة في الركبة اليسرى طيلة المجموعة الثانية. 
وتعد النتيجة الأبرز للاعبة الرومانية في بطولة أستراليا، هي بلغوها دور الثمانية عامي 2014 و2015 ، إلا ان هذا الخروج جعلها تخرج من الدور الأول للمرة الرابعة في آخر سبع بطولات كبيرة. 
وبعد خروج كيربر ورادفانسكا وهاليب بات الطريق ممهدا أمام الأمريكية سيرينا وليامز المصنفة ثانية، للفوز بلقب بطولة أستراليا للمرة السابعة في تاريخها، والانفراد بالرقم القياسي في عدد ألقاب البطولات الأربع الكبرى الذي تتشاركه حاليا مع اللاعبة الألمانية السابقة شتيفي جراف برصيد 22 لقبا. 
/قنا/ 

شارك الخبر على