«ترامب» ليس الأول.. المظاهرات الأمريكية طالت «بوش» و «لينكولن» عند تنصيبهم

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

الاحتجاجات التي انفجرت في العاصمة الأمريكية واشنطن، ولحقت بها مدن أمريكية أخرى، ضد تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، ليست هي الأولى من نوعها في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، ولا تعد بالضرورة حدثًا فريدًا، يسجل رفض قطاعات عريضة من الشارع الأمريكي، للرئيس ترامب، لكنها تظاهرات رفض مكررة، سبق أن طالت رؤساء أمريكيين في يوم تنصيبهم، وعلى مدى قرن من الزمان تقريبًا، وحتى الزمن الراهن، ومن الملاحظ أن هذه التظاهرات الغاضبة خرجت في الأغلب ضد رؤساء جمهوريين، مما يثير التساؤلات عن دور الديمقراطيين في تنظيم التظاهرات وتمويلها؟

كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، عن انطلاق حملة لتنظيم تظاهرات احتجاجية مدفوعة ضد رئيس الولايات المتحدة المنتخب، دونالد ترامب، يوم مراسم توليه هذا المنصب وفي الأيام التي تليها، وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته الثلاثاء الماضي، إنّ إعلانات تتضمن دعوات للمشاركة في التظاهرات مقابل مبالغ مالية نشرت في أكثر من 20 مدينة أمريكية.

وأوضح التقرير، أن منظمي هذه الحملة يعرضون “أجرة شهرية” بمقدار 2500 دولار أمريكي للعاملين الدائمين، مقابل دعمهم "الحركة الاحتجاجية" بشكل عام وحضور ما لا يقل عن 6 تظاهرات سنويًا، إضافة إلى 50 دولارًا لكل ساعة من المشاركة في الفاعليات ضد ترامب، فضلا عن توفير بوليصة تأمين صحي تتضمن الأسنان.

ونقلت الصحيفة، في تقريرها، نصّ أحد الإعلانات التي نشرتها شركة "ديماند بروتيست”، في 12 يناير الماضي في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، جاء فيه: "ناضل ضد ترامب واكسب الأموال!". وأوضحت الشركة في الإعلان: "ندفع أموالا للناس الذين برزت لديهم ميول سياسية، لتشجيعهم على الدفاع عما يؤمنون به".

- إبراهام لينكولن

قبل 150 عامًا تقريبًا، اندلعت تظاهرات ضد فوز الرئيس الأمريكي الأسبق، إبراهام لينكولن في الانتخابات الرئاسية عام 1860، وأعلنت ولاية كارولينا الجنوبية الانفصال عن الاتحاد. وبحلول فبراير 1861، إضافة إلى إعلان ست ولايات جنوبية أخرى انفصالها. ووضعت الولايات السبع يوم 7 فبراير دستورًا مؤقتا للولايات الكونفيدرالية الأمريكية، وأسسوا عاصمتهم المؤقتة في مونتجمرى.

أما ولايات الرقيق الثماني الأخرى رفضت مناشدات الدول للانضمام إلى التحالف، وفي يوم 5 مارس 1861، أدى إبراهام لنكولن اليمين الدستورية كرئيس للجمهورية. وفي خطابه الافتتاحي، قال إن الدستور كان اتحادا أفضل من القوانين الكونفيدرالية والاتحاد الدائم، حيث إنه كان عقدًا ملزمًا، واعتبر أي محاولة انفصالية «باطلة قانونا».

- جورج بوش الابن

وفي عام 2001 لم يمنع الطقس شديد البرودة، الذي ساد العاصمة الأمريكية واشنطن، دون أن يخرج الآلاف من الأشخاص للاحتجاج على تنصيب جورج بوش الابن رئيسًا. فهؤلاء كانوا يرون أن الرئيس الجديد وقتذاك «سرق» الانتخابات الرئاسية من غريمه الديمقراطي آل جور، الذي فاز بغالبية الأصوات في التصويت الشعبي. لكن منافسه الجمهوري أُعلن رئيسًا بقرار من المحكمة الأمريكية العليا بعد جدلٍ ثار حول إعادة فرز أصوات الناخبين في ولاية فلوريدا.

وبلغت الأجواء المشحونة حد هتاف بعض المتظاهرين، قائلين «أهلًا باللص»، أثناء مرور السيارة الرئاسية التي كانت تقل بوش الابن في طريقه للبيت الأبيض، بينما رشقها آخرون بالبيض، وعلى طول مسار موكب الرئيس الأمريكي الثالث والأربعين رفع البعض أعلامًا أمريكية وضعوا فيها شعارات الشركات الكبرى محل النجوم الخمسين الشهيرة التي تُرصع العلم.

وبجانب المتظاهرين الرافضين لنتائج الانتخابات، كان هناك من أعرب عن غضبه حيال التوجهات السياسية للرئيس الجديد وقتها لا سيما حيال قضايا مثل التجارة العالمية والحريات المدنية والإجهاض.

- تظاهرات يوم التنصيب

تكررت التظاهرات، في ولايته الثانية، 2005، وعلى الرغم من أن مشهد التظاهرات في يومي تنصيب بوش الابن لولايتيّه الأولى والثانية، فقد تباينت أسباب الاحتجاج في كلا اليومين، اللذين فصل بين كلٍ منهما والآخر أربع سنوات كاملة.

وتظاهرات يوم التنصيب، ضد رؤساء أمريكيين، شهدت أيضًا أعمال عنف، وإجراءات أمنية مشددة اعتُبِرت حينذاك غير مسبوقة. ولم تُوقف الشرطة سوى عددٍ محدودٍ من المتظاهرين، كما لم يُسجل وقوع إصابات خطيرة سواء بين المحتجين أو عناصر الأمن.

يذكر أن البيت الأبيض، اتهم وسائل الإعلام بالتحكم في الصور لتقليل عدد الحشد الذي حضر حفل تنصيب الرئيس ترامب، وقال شون سبايسر، المتحدث باسم البيت الأبيض، إن الأماكن المخصصة لنحو 720 ألف شخص كانت ممتلئة عندما أدى ترامب اليمين، وأن هيئة المتنزهات القومية لا تعطي إحصاءات رسمية لعدد الناس.

- خطاب التنصيب

أجواء الاحتجاجات، ضد تنصيب الرئيس “ترامب” ، ربما ترتبط بخطاب التنصيب، حيث جرت العادة أن يكون خطاب الرئيس المنتخب خطابا تصالحيا يضمد فيه جراح المعركة الانتخابية ويسعي من خلاله لتوحيد الصفوف بين مؤيديه ومؤيدى غريمه، والتطلع معا الي المستقبل المشترك، أما خطاب تنصيب ترامب فقد بدا علي العكس من ذلك خطابا متوعدا للمؤسسات الحاكمة التي بني حملته الانتخابية علي مهاجمتها واتهامها بخدمة مصالحها الخاصة علي حساب مصالح الشعب الأمريكي، وهو ما واصل ترامب ترديده في خطابه الأول كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية.

شارك الخبر على