خسرناك يا جبران باسيل (بقلم علي رمزات شعيب)

أكثر من ٤ سنوات فى تيار

الإغتراب اللبناني تعرض لضربة قوية بخسارة وزير نزيه ونشيط لا يعرف الكَلل ولا المَلل. آمَنَ بالإغتراب وأحبّه فبادلناه الحب و الاحترام. إحساس غريب مرير للمغتربين هذه الأيام، كيف لا وهو الوزير الوحيد منذ قيام لبنان الكبير الذي تكلم لغتنا. نقل هواجسنا، أحس وجعنا، دارى غضبنا، جال في مُدننا، غاصفي مشاكلنا وأعاد الأمل لنا بالرجوع الى ربوع الوطن. الوزير الوحيد الذي زارنا من دون مطالب لامعنوية ولا مادية. من دون غايات لا شخصية ولا عاميّة، لا حزبية و لا فئوية. أتى إلينا بقلب كبير، ورجِع حاملا معه هُمومنا. أوصلها الى مصنع القوانين "البرلمان اللبناني" فكان لنا قانونين لم يجرؤ أحدا أن يسعى لهما من قبل، قانون لتمثيل الاغتراب في الانتخابات القادمة و قانون استعادة الجنسية اللبنانية لمن يستحقها. 
 
أتى الينا حاملا معه حقيبة مملوءة محبة واحترام بعكس البعض من سابقيه الذين حملوا حقائب فارغة ليملؤوها أمولا لأزلامهم. 
 
ألبسنا العزة التى كنا نفتقدها منذ زمن غابر امام الشعوب الأخرى، أوليس هو القائل من عقر بنيان الأمم المتحدة "أنا رَجُل لبنان فقط". مواقفه أينما ذهب كانت مبنية على مصالحنا حتى لو كانت على حساب الآخرين. لم نندهش لأنه ربيب السيادي الأول، الحر الثائر أبداً و المستقل الثابت بقراره دوماً فخامة الجنرال عون. 
 
قد يكون جبران باسيل أصاب و أخفق في العديد من القضايا الداخلية لكنه نجح حتما باستعادة إخوانه وأخواته في المهجر. شدّ هِمَمِنا، أوثق رباطنا بالوطن والأهم نظر الينا بأعيننا وليس الى جيوبنا. الآن الأمل الأمل في الخَلَف يُكمل ما وصل اليه جبران.
 
خسرك الاغتراب يا جبران. 
 
لن نقول وداعاً، الألقاب تذهب و ترجع لكن قلبك المحب و عملك الدؤوب المخلص باقيان في قلوبنا. 
 
لن نقول وداعا، فالوداع ليس للأشخاص الراسخين في وجداننا.
 
لن نقول وداعا، سنقول الى اللقاء بعد ثلاث سنوات في بعبدا...لكن هذه المرة نحن سنأتي اليك... 

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على