«شهرام أميري».. قصة عالم نووي من إكليل البطولة لحبل المشنقة

ما يقرب من ٨ سنوات فى التحرير

أكدت السلطات الإيرانية الأنباء التي تواترت منذ صباح اليوم الأحد عن إعدامها لعالم نووي الأيام الماضية، بتهمة التجسس مع الولايات المتحدة.وكانت والدة عالم الفيزياء النووية الإيراني شهرام أميري، صرحت صباح اليوم بأنه تم إعدام أبنها، ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عنها القول: إن "السلطات سلمت عائلتها جثة العالم وعلى رقبته بدت واضحة آثار حبل المشنقة".

وكان أميري قد اختفى عام 2009 في السعودية، وذكرت طهران حينذاك أن الاستخبارات الأمريكية خطفته، لكن تقارير إعلامية ذكرت أنه اتخذ قرار عدم العودة الى إيران بنفسه، وباشر بالتعاون مع الاستخبارات الأمريكية، وفي يوليو عام 2010، عاد أميري لوطنه وأعلن في مؤتمر صحفي بعد عودته أن الأمريكيين عرضوا عليه 50 مليون دولار لقاء التعاون ولكنه رفض ذلك.

وأعلن العالم الفيزياء وقتها أنه هرب من وكالة الاستخبارات، واستقبل حينها استقبال الأبطال، لتقوم السلطات بعدها بفترة قصيرة بتوقيفه، وحكمت عليه بالسجن عشر سنوات بتهمة التخابر مع جهات أجنبية وتهديد الأمن القومي.

وعمل "أميري" قبل اختطافه في جامعة طهران التكنولوجية، كمختص عادي، وطالما أنكرت السلطات الإيرانية وجود أي صلة له بالبرنامج النووي الإيراني، وشيعت جنازته في مدينة كرمنشاه، التي تبعد 500 كيلومترًا جنوب غرب طهران.

وكانت المحكمة العسكرية في طهران، قضت على شهرام أميري في 15 مارس 2015 بالسجن 10 سنوات، وتحديد الإقامة لمدة 5 سنوات في مدينة "خاش" بإقليم بلوشستان، بتهمة التجسس والتخابر مع العدو إلى جانب تهديد الأمن القومي وتزويد العدو بمعلومات سرية.

يُذكر أن وسائل إعلام إيرانية، أعلنت في يوليو 2015، أن الخبير النووي الإيراني خاض إضرابًا عن الطعام لمدة شهر في سجن "حشمتية" في العاصمة طهران الذي يعد من أسوأ سجون الجيش الإيراني، وفيه يتم احتجاز الشخصيات الأمنية والعسكرية الهامة.

وفي يوليو الماضي، أعلنت طهران أن أميري كان جاسوسًا مزدوجًا، وعاد بعد عام من واشنطن يحمل معلومات مصنفة كسرية حصل عليها من وكالة الاستخبارات المركزية الأميرية "سي آي ايه".

من ناحية أخرى نفى علي رضا نوري زاده -مدير مركز الدراسات العربية الإيرانية في لندن- صحة الرواية الإيرانية الجديدة قائلًا في تصريحات إعلامية: "كيف يمكن لجاسوس مزدوج أن يزود الجهات الأمريكية بالمعلومات القيمة، التي أدت إلى الكشف عن منشآت (فردو) النووية بالقرب من مدينة قم"، مضيفًا "لا يمكن لجاسوس مزدوج أن يزود جهة ما بمعلومات خطيرة تضر الجهة الأصلية (إيران) التي تقف وراءه، فهذه المعلومات دعمت موقف الرئيس الأمريكي لإقناع كل من الصين وروسيا للالتحاق بركب مجلس الأمن الدولي لفرض المزيد من العقوبات على طهران بخصوص أنشطتها النووية". 

ويعتبر "أميري" واحدًا من 7 علماء قاموا بتطوير البرنامج النووي الإيراني، والذي تعرض بعضهم لعمليات اغتيال في ظروف غامضة، ومن بينهم "فخري زاده" وهو ضابط بالحرس الثوري الإيراني، وأستاذ الفيزياء في جامعة الإمام الحسين بطهران، وتعتبره عدة تقارير غربية الرجل الأول في البرنامج النووي الإيراني الحالي، والمسؤول المباشر عن تطوير برامج نووية قد تكون ذات طبيعة عسكرية.

ومن بين هؤلاء أيضًا فريدون عباسي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بين أعوام 2011 و2013، وكان مُكلفًا حسب تقارير غربية بتنظيم البحوث النووية في هيئة الطاقة الذرية الإيرانية قبل تعيينه في منصب رئيس المنظمة نفسها، وتعرض "عباسي" في 29 نوفمبر 2010 لمحاولة اغتيال فاشلة نجا منها بأعجوبة، بينما قتل في نفس المحاولة العالم النووي "مجيد شهرياري"، واتهمت طهران وقتها جهاز الموساد الإسرائيلي بالوقوف خلف العملية.

"علي أكبر صالحي".. أحد العلماء السبعة الذين طوروا البرنامج النووي؛ وعمل مديرًا لهيئة الطاقة الذرية الإيرانية، كما يبرز اسم آخر هو أحمدي روشن المتخصص في صنع الأغشية البولیمیریة للانتشار الغازي، وهي جزء من العملية اللازمة لتخصيب الیورانیوم، واغتيل في انفجار دراجة نارية ملغومة في طهران.

شارك الخبر على