حالة من الغموض تكتنف تعامل ترامب مع عدة قضايا عقب توليه الرئاسة

أكثر من ٧ سنوات فى قنا

واشنطن في 19 يناير /قنا/ تكتنف حالة من الغموض طريقة تعامل الرئيس الأمريكي القادم دونالد ترامب مع عدد من القضايا الهامة، بعد ان يؤدي اليمين الدستوري باعتباره الرئيس ال45 للولايات المتحدة يوم غد الجمعة، خاصة وانه لم يتول من قبل أي منصب سياسي عام. 
وقال جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما، في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، "ليس لدينا أية فكرة عما سيفعله ترامب". 
وكان أوباما قد وصل الى سدة الحكم في البيت الأبيض في عام 2009 وسط موجة من التفاؤل تعد بـ "الأمل والتغيير" في الولايات المتحدة. وتمثلت أبرز إنجازات أوباما خلال فترة حكمه، التي امتدت لثماني سنوات، في القضاء على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وتوسيع نظام الرعايا الصحية للمواطنين الأمريكيين. 
ولكن بعض المنتقدين لفترة حكمه قالوا ان "الأمل والتغيير" الذي وعد به لم يتحقق مطلقا، كما ان هذين الانجازين، السابق ذكرهما، لم يستمرا. فالكونغرس الأمريكي، الذي يهيمن عليه الجمهوريون حاليا، يمضي قدما بالفعل في اتخاذ خطوات لإلغاء خطة الرعايا الصحية التي اقترحها أوباما، كما ان مشكلة الإرهاب العالمي أخذت في التنامي عقب مقتل بن لادن. 
وأظهر استطلاع رأي أجري هذا الأسبوع ان نحو 40 بالمائة فقط من الأمريكيين الذي شاركوا في الاستطلاع قالوا إنهم يتفقون مع الطريقة التي اتبعها ترامب في استعداداته لانتقال السلطة. 
وبناء على تصريحات ترامب واختياراته للمرشحين لتولي مناصب السياسة الخارجية بإدارته الجديدة، يمكن ان تتوقع منطقة الشرق الأوسط من إدارة ترامب القادمة زيادة الدعم الأمريكي القوي لإسرائيل على حساب الفلسطينيين، وزيادة التوترات مع إيران والتخلي عن جهود الإطاحة بنظام بشار الأسد والتركيز بدلا من ذلك على مكافحة تنظيم "داعش". 
ويقول ترامب انه سيحدث تغييرا في سياسة الولايات المتحدة التي انتهجتها لفترة تقترب من سبعة عقود، من خلال نقل سفارة الولايات المتحدة لدى إسرائيل من تل أبيب الى القدس (المحتلة)، وهو ما سيشكل انتكاسة لآمال الفلسطينيين بأن تكون القدس في يوم ما عاصمة لدولة فلسطينية مستقلة. 
ويمكن التوقع ايضا ان يحافظ ترامب على زيادة المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، ودعم إسرائيل أيضا في حال نشب صراع في غزة أو الضفة الغربية مرة اخرى. 
وفيما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني، أبدي ترامب مرارا انتقاده العلني والصريح للاتفاق الذي وقعته طهران مع القوى الدولية الست، الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين وألمانيا، والذي بموجبه تم رفع العقوبات عن إيران مقابل كبح برنامجها النووي. ويجدر الإشارة هنا الى ان إيران أعلنت بالفعل عن رفضها التام لإعادة التفاوض على الاتفاق النووي. 
ويبدو واضحا للغاية رغبة ترامب في تحسين العلاقات مع روسيا، وهي من الرغبات المثيرة للجدل للغاية في السياسة الخارجية الأمريكية بشكل عام. 
ويريد ترامب تطبيع العلاقات مع موسكو، وهو ما من شأنه ان يجهض التعزيزات العسكرية لحلف "الناتو" على الحدود الروسية ويسقط العقوبات المفروضة على روسيا. 
ووصف ترامب في تصريحات سابقة حلف "الناتو" بأنه "عفا عليه الزمن"، كما بدا محبذا لتفكك الاتحاد الأوروبي. 
وفيما يتعلق بالصين، ازدادت التوترات بعد ان اتخذ ترامب موقفا اكثر تشددا تجاه اتفاقيات تجارية جديدة مع بكين، وانتقاده لحركة الصين في بحر الصين الجنوبي. 

شارك الخبر على