هل تنجح كازاخستان بإنهاء أزمة سوريا على غرار مصالحة روسيا بتركيا؟

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

هل ينجح مؤتمر كازاخستان في التوصل لتسوية أول حل فيما يتعلق بالأزمة السورية؟ هذا هو السؤال الذي يحاول الإجابة عنه الكثيرون قبل أيام من انعقاد المؤتمر الذي دعت إليه روسيا للحوار بين بعض أطراف المعارضة السورية، والذي يعقد في الـ23 من يناير الجاري.
وفقًا للناشط السوري نبيل الشوفي - فإن المؤتمر يسبقه "إصرار القوى العظمى خاصة الولايات المتحدة على عدم سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، وتوكيل ملف الحل لموسكو"، مؤكدًا في تصريحات لموقع "إيلاف" السعودي، أن هناك غياب لأي فعالية فيما يتعلق بمجموعة أصدقاء الشعب السوري، أي كل الدول الداعمة للثورة" .

وقال "الشوفي": إن "عدم التطرق لمصير الأسد هو العقدة الأهم لهذا المؤتمر وعائق أمام التوصل لتسوية، بينما يبدو الجانب الإيجابي في إقامة دولة مدنية ديمقراطية تعددية وهذه نقطة جيدة في الإعلان".

ولفت "الموقع" إلى أن الدول الثلاث (روسيا وايران وتركيا) اختلفت حول أهداف المؤتمر قبل عقده بأيام، فموسكو قالت: إنه "سيناقش تسوية الأزمة السورية وسبل تعزيز التعاون بين الدول المجتمعة للمساهمة في تطبيق القرارات الأممية بشأن سوريا، في حين اقتصر هدف الاجتماع، بحسب إيران، على مناقشة الوضع في حلب".

وأضاف "اعتبرت أنقرة أن الاجتماع سيناقش إلى جانب مسألة حلب، عملية الانتقال إلى مرحلة الحل السياسي للأزمة السورية وفكرة جمع المعارضة السورية بممثلين للنظام السوري في كازاخستان، وهو ما رفضته الدبلوماسية الإيرانية".

في المقابل يرى بعض المتفائلين - أن أستانا العاصمة الكازخستانية هي خيار جيد لإجراء الحوار السوري، ويذكر لها الدور الحاسم الذي لعبته في تحقيق المصالحة بين روسيا وتركيا بعد حادثة إسقاط قاذفة (سو24) في سماء سوريا، والذي وقع في نوفمبر قبل الماضي".

ويقول دميتري نوفيكوف - عضو لجنة الشؤون الدولية الروسية: "يجب أن تكون هناك منصة جديدة للمفاوضات، فالوضع معقد، ويجب البحث عن مخرج، ومن الأفضل أن نبحث عنه بالوسائل الدبلوماسية، ويجب اتخاذ إجراءات جديدة في هذا الاتجاه".

ويهدف المؤتمر الكازخستاني إلى تعزيز الهدنة التي تم التوصل إليها في 30 ديسمبر الماضي مع المجموعات المسلحة غير المصنفة كتنظيمات إرهابية، كما يسعى أيضًا إلى وقف القتال في البلاد بشكل نهائي.

وكانت الخارجية الروسية قد أعلنت أن المؤتمر لن يحل محل مفاوضات جنيف لحل الأزمة السورية بل سيكون أرضية له، ويفترض أن يعقد لقاء في جنيف في الـ8 من فبراير، بإشراف ستافان دي ميستورا المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا"، كما أعرب الرئيس السوري عن تفاؤله حيال مفاوضات "أستانة"، معبرًا عن استعداده لـ"الحوار مع نحو 100 فصيل معارض و تحقيق المصالحة معهم".

وفي السياق رحَّب وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف مؤخرًا بانضمام أي فصيل سوري مسلح غير مرتبط بتنظيم "داعش" الإرهابي أو "جبهة النصرة" لمفاوضات أستانة، حسبما ذكرته "سبوتنيك" الروسية.

وفي مؤتمر صحفي صرح لافروف، أن بلاده لا تعارض مشاركة (جيش الإسلام) غير الوارد على قائمة الإرهاب الأممية للمشاركة في المحادثات، والذي انضم إلى الهدنة في سوريا"، مضيفًا أن ممثلي كل الفصائل المسلحة التي انضمت للهدنة سيشكلون وفدهم في المحادثات".

ويأتي مؤتمر كازاختسان بعد هزيمة كبيرة للمعارضة المسلحة في معركة حلب، والتي استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها في 22 ديسمبر الماضي، في حين تتواصل المعارك ضد التنظيمات الإرهابية غير المعنية بمفاوضات "أستانة"، كما يأتي وسط المحاولات الفاشلة لقوى المعارضة المسلحة كي تتوحد في تحالف واحد بسبب الانقسامات والخلافات بين فصائلها والتي وصلت إلى حد تبادل الاتهامات فيما بينها.

شارك الخبر على