جنودٌ فضحوا دولهم.. سربوا الوثائق وكشفوا المستور

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

مهما كانت تحصينات المنظومة الأمنية أو العسكرية حول العالم ووسائلها المتعددة في حماية نفسها من الاختراق، يظل دائما هناك ثغرة يدلف منها شخص ما ويقوم بتسريب المعلومات التي ترغب كل دولة في الحفاظ عليها لسريتها وحساسيتها وأهميتها، ولهذا فإن برادلي مانينج الجندي الأمريكي السابق الذي خفف الرئيس باراك أوباما من عقوبة سجنه لم يكن الاول الذي قام بهذا الاختراق.
"مهما كانت تحصينات المنظومة الأمنية أو العسكرية حول العالم ووسائلها المتعددة في حماية نفسها من الاختراق، يظل دائمًا هناك ثغرة يدلف منها شخص ما ويقوم بتسريب المعلومات التي ترغب كل دولة في الحفاظ عليها لسريتها وحساسيتها وأهميتها، ولهذا فإنَّ برادلي مانينج الجندي الأمريكي السابق الذي خفَّف الرئيس باراك أوباما من عقوبة سجنه لم يكن الأول الذي قام بهذا الاختراق." 

مجندة إسرائيلية

في عام 2011، سرَّبت مجندة إسرائيلية تدعى عنات كام وثائق عسكرية سرية لتحاكم بالسجن أربع سنوات ونصف بتهمة التجسس وتسريب وثائق عسكرية حساسة لصحيفة "هآرتس" الاسرائيلية، ودخلت عنات كام إلى سجن نفيه تيرزا في الرملة قرب تل أبيب، وبات عليها قضاء عقوبتها بعد رفض المحكمة العليا استئنافها على الحكم الصادر بحقها في أواخر شهر أكتوبر الماضي.

ووجهت التهمة إلى "كام" في إطار اتفاق يقضي باعترافها بتهم "التجسس الخطير" و"تسريب معلومات سرية" مقابل إسقاط الإدعاء تهمة نية إلحاق الضرر بأمن الدولة الذي يعاقب عليه في أقصى الأحوال بالسجن مدى الحياة.

ووضعت "كام" قيد الإقامة الجبرية في ديسمبر 2009، وأدينت بعدها بشهر باستغلال منصبها كسكرتيرة للجنرال يائير نافيه رئيس المنطقة العسكرية الوسطى التي تشمل الضفة الغربية المحتلة وبسرقة أكثر من ألفي وثيقة عسكرية من بينها وثائق متعلقة بانتشار القوات وخطط العمليات خلال خدمتها العسكرية بين عامي 2005 و2007.

واستخدمت بعض الوثائق كمصدر لمقال نشرته صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية حول تنفيذ قوى الجيش أوامر بشن عمليات تصفية تستهدف مقاتلين فلسطينيين في انتهاك لأوامر المحكمة الإسرائيلية العليا.

وأعطى الصحفي أوري بلاو الذي كتب المقال حصانة من الملاحقة القضائية بعد تسليمه للوثائق السرية التي كانت بحوزته، وقالت "كام" - وقتها - إنَّها قامت بذلك انسجامًا مع قناعاتها ورغبة منها في فضح سياسات الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.

مفاعل ديمونة

شهدت إسرائيل حالة أخرى حينما أرسل مردخاي فعنونو الخبير النووي الذي عمل في مفاعل ديمونة بالماضي، صورًا لصحفيين من داخل المفاعل ومعلومات عن القدرات النووية الإسرائيلية، وهي المعلومات التي سمحت لمختصين نووين أن يقروا بوجود قوة هائلة من الأسلحة النووية لدى إسرائيل التي تعتمد على سياسة الغموض النووي ولا تدلي بمعلومات عن قدراتها الذرية.

وفي مارس 1988، حكم على فعنونو بالسجن 18 سنة من بينهم 11 سنة بالسجن الانفرادي وبعدها منع من التحدث إلى وسائل الإعلام، بعد أن اعتبرته المحكمة خائنًا، ليطلق سراحه يوم الأربعاء 21 أبريل من سنة 2004.

روسيا 

قبل سنوات، نُشرت في روسيا وثائق عن طريقة تجنيد المخابرات السوفييتة أعضاء كنيست وضباط برتبة لواء في الجيش الإسرائيلي. 

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إنَّها استقت قصتها تلك من وثائق قديمة سرّبها ضابط روسي للصحيفة العبرية.

وأضافت أنَّ الضابط هو فاسيلي ميتروكين، الذي كان يعمل في جهاز المخابرات السوفيتية "كي جي بيه"، والذي تمكَّن من اختراق مستويات عديدة في تل أبيب وتجسس عليها بواسطة عملاء سوفييت وآخرين إسرائيليين.

ووفقًا للصحيفة، فقد نسخ فاسيلي على مدار سنوات آلاف الوثائق السرية التي وثّقت أكثر أسرار المخابرات السوفييتية أهمية، وعندما انشقّ هاربًا إلى الغرب في سنوات التسعينات، حاملًا معه الكنز السري، تسبَّب بزلزالٍ استخباري كاشفًا عددًا غير محدود من الجواسيس، وتفاصيل عمليات سريّة نفذت على امتداد الكرة الأرضية.

البرتغال

قبل سنوات، شهدت البرتغال حالة أخرى مع اعتقال ضابط مخابرات بتهمة التجسس.

صحيفة "تليجراف" البريطانية قالت إنَّ عملية تجسس روسيا على أوروبا تكشفت بعد اعتقال جاسوس برتغالي في روما، سرَّب معلومات سرية عن حلف شمال الأطلسي "ناتو" إلى ضابط في المخابرات الروسية.

وأشارت الصحيفة إلى أنَّ العميل المزدوج، الذي أطلقت عليه وسائل إعلام محلية فريدريكو كارفالو، هو ضابط بجهاز المخابرات البرتغالية "إس.آي.إس"، والمسؤول عن الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب في البلاد، لافتةً إلى أنَّ "كارفالو متهم ببيع معلومات حساسة تتعلق بالناتو والاتحاد الأوروبي، اللذين يعتبران أهدافا رئيسية للمخابرات الروسية.

وأضافت: "بجانب عمله كجاسوس، كارفالو كان يغادر البرتغال إلى عواصم أوروبية مختلفة لمقابلة العميل الروسي منذ عام 2014، ولكن تمَّ تعقبه في سرية من قبل وحدة مكافحة التجسس في المخابرات البرتغالية".

وأوضحت أنَّه سافر إلى روما ليلتقي وسيطه الروسي في أحد المقاهى، وأعلنت الشرطة الإيطالية التي رافقت ضباط من المخابرات البرتغالية أنَّهم اعتقلوا كارفالو متلبسا أثناء تمريره وثائق لوسيطه الروسي.

وذكرت الصحيفة أنَّ كارفالو، الذي ترقى في عمله ليرأس أحد أقسام المخابرات البرتغالية قبل أن ينحى جانبًا للعمل في قسم تحليل المعلومات، متهم بتلقي 7.7 دولار أمريكي مقابل كل وثيقة سربها إلى الروس.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على