تفاقم الخلاف بين ترامب والاستخبارات الأمريكية
over 8 years in قنا
واشنطن في 17 يناير /قنا/ تفاقم الخلاف بين الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ووكالة الاستخبارات المركزية (CIA) ، وذلك قبل أيام قليلة على توليه رسميا منصبه الجديد باعتباره الرئيس الـ45 في تاريخ الولايات المتحدة.
فقد دخل ترامب في خلاف مع جون برينان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، بعد أن وجه له اتهامات مبطنة بالضلوع في تسريب ملف لترامب زعمت وسائل إعلام أمريكية بأن المخابرات الروسية أعدته ويتعلق بأعمال الرئيس الأمريكي المنتخب ومصالحه التجارية والمالية.
وكانت وكالات الاستخبارات الأمريكية ووسائل الإعلام قد رفضتا منذ أكتوبر الماضي نشر هذا الملف الذي لم يتمكنوا من التأكد من صحة ما يحتويه من معلومات إلى غاية الآن.
وقد نبه جيمس كلابر مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية في اتصال هاتفي أجراه مع ترامب ضرورة "عدم خروج هذا الملف للعلن مطلقا".
من جانبه، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم، ادعاءات حيازة بلاده ملفا يتعلق بالرئيس الأمريكي المنتخب بأنها "هراء". وتساءل بوتين عن سبب تجسس الاستخبارات الروسية على ترامب قبل دخوله دائرة السياسة.
كما أنكر المتحدث باسم الكرملين هذه الادعاءات ووصفها بأنها"محض خيال"، وأنها "محاولة واضحة لتدمير العلاقات بين البلدين".
في المقابل، اتهم ترامب وكالات الاستخبارات الأمريكية بالإهمال على خلفية تسريب هذا الملف من قبل بعض وسائل الإعلام، وكتب في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أنه "لم يكن يجدر بوكالات الاستخبارات مطلقا السماح بتسريب هذه الأخبار المزيفة للرأي العام".
وبدوره، رد مدير وكالة الاستخبارات المركزية على تصريحات ترامب خلال مقابلة تلفزيونية أجراها الأحد الماضي، قائلا "لقد شعرت بانزعاج شديد من تلك التصريحات، وما جعلني مستاء للغاية هو أنه لا يوجد أي أساس لترامب حتى يشير بأصابع الاتهام للمجتمع الاستخباراتي على تسريب معلومات لأنها كانت متاحة من قبل للرأي العام".
وأضاف برينان "إن العالم يشاهد الآن ما يقوله ترامب ويستمع إليه بعناية بالغة، فإذا لم يكن هو واثقا في المجتمع الاستخباري الأمريكي، يمكنك أن تتخيل الإشارة التي سيبعث بها إلى شركائنا وحلفائنا في جميع أنحاء العالم".
وبدأت معركة ترامب مع وكالة الاستخبارات المركزية قبل أسابيع حين اتهمت الوكالة روسيا باختراق أجهزة حواسب الحزب الديمقراطي الأمريكي بعد نشر رسائل بريدية عبر موقع التسريب الشهير "ويكيليكس"، والتي تهدف إلى مساعدة ترامب في الفوز على منافسته الديمقراطية لمنصب الرئاسة هيلاري كلينتون.
وعلى صعيد مواز، شن الرئيس الأمريكي المنتخب هجوما لاذعا على بعض المؤسسات الغربية الكبرى بما في ذلك حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي.
ووصف ترامب في مقابلة أجراها مؤخرا مع صحيفتي "تايمز البريطانية" و"بيلد الألمانية"، حلف شمال الأطلسي (الناتو) بأنه "عفا عليه الزمن لأنه لم يعد يهتم بالإرهاب"، كما بدا محبذا لفكرة "تفكك الاتحاد الأوروبي".
من جانبه، رد فرانك فالتر شتاينماير وزير الخارجية الألماني على تصريحات ترامب، وقال "إن تلك التصريحات سببت الدهشة في أوروبا، ولدى حلف "الناتو" أيضا الذي استمع لتلك التصريحات بحالة من القلق".
وفيما يتعلق بالاتحاد الأوروبي، قال ترامب "إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سينتهي بكونه أمرا عظيما"، متوقعا أن تُقدم دول أوروبية أخرى على الانسحاب من هذا التكتل.