داليا داغر ...بالشكر تدوم النعم...

أكثر من ٤ سنوات فى تيار

...بالشكر تدوم النعم...
سأنطلق مما قاله الأب الياس مارون غاريوس في تيليتون ٢٠١٩:
"لبنان يلي حاضنكم عم تجوعوا فيه...معكم حق ولكن انتبهوا ما حدا بجوّع لبنان إلا أولاده...لبنان عم بفتّش ع عرق جبينكم حتى يعجنوا ترابه...ليش انتو الوطنيين عم تتغرّبوا والغريب عم يتوطّن؟لأنّو انتو هجرتوا ثقتكم بلبنان وبأرزة لبنان؟"
تأتي هذه العبارات في ظلال ضباب كثيف يحجب عنا كلنا رؤيا واضحة للغد، نتخابط كما موج البحر في ذروة العاصفة، نتخبّط بمعلومات لا نعرف هل هي إشاعة أم حقيقة، نصارع افكارنا، لا نريد أن نصدّق إلا ما نريد أن نسمعه، نتصرّف وكأننا ننسى للحظات اننا مررنا بما هو أسوأ بكثير، لكن عدم قدرتنا على تحمّل المزيد هو ربما ما يجعلنا نغرق في هذا التخبّط. نعم نطوي سنة غرزت في آخر أشهرها براثنها في مخالبنا وشتّتها عام الوجع والحقد، ومشينا مع موجة الدفاع والردود، خسرنا أصدقاء وربما أقرباء لقاء مواقف أو إنتماء، سادت شاشاتنا مواقف وآراء شتائم وسباب فاقت التوقعات.لمسنا هوّة واسعة بيننا وبين شبابنا واكتشفنا بعداً زمنياً وواقعياً عن الكثير من الأمور.فغدونا نشبه "جاط الفتّوش" لا يمكن خلطه إلّا من خلال مرقة توحّده، نعم مرقة توحّده ما هي؟؟انسانيّتنا ولبنانيّتنا. انسانيّتنا وما أعظمها وكيف تجلّت في أكثر من موقف! وربما ما مسّني هو ما حصل معنا ليلة التيليتون ٢٣/١٢/٢٠١٩ كيف تعامل اللبنانيون، نعم كل اللبنانيين باستثناء قليلين خلطوا السياسة بالإنسانية، والرب هو المسامح ولن أتوقّف عندهم، بل سأركّز على ذلك الشعور الإنساني الرائع الذي ترفّع فوق كل شيء وتخطى كل الدنيويّات. أطفال وشباب وشابات، فتحت القجج وتضامنت. أصدقاء، سيدات ورجال دين وشيوخ من لبنان وخارجه، حتى عاملين غير لبنانيين، كلهم ساهموا في العرس الانساني الوطني. كم عظيم اللّبناني عندما يصمّم على الحياة، وكم هو عظيم عندما لا توقفه صعاب، بل يتحدّى، يصرّ، يثابر وينجز. نعم ما حصل ليلة التيليتون هو ما يدفعني إلى أن أقول إننا وبالرغم أننا في أزمة وأزمة كبيرة، إلا أن لبنان لنا ومهما اختلفنا بالآراء والمذاهب والديانات علينا أن لا نتركه للغير وأن لا نجوّع بعضنا، بل فلتكن يدنا ممدودة إلى بعضنا وأكيد لا خلاص من دون مخاض، والخلاص قريب...
وبالشكر تدوم النعم، شكراً لكل من ساهم وساعد ودعم وكتب ونشر #كرمال_كلنا_نعيّد.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على