«سيدة الشاشة».. رفضت سياسة «عبد الناصر» فأجبرتها «المخابرات» على ترك مصر

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

"فاتن حمامة اديتي للفن قيمته، ساهمتي في رفعته، ولا همك العابثين من اللى سبب نكبته، لكل إنسان يا فاتن فكرته وسكته.. واخترتي إنتي الطريق الصعب وصمدتي، ولا في ضجيج الأسواق المغرية بيعتي، من البدء راسمة الهدف واضح، وصممتي بلغتي أعلى القمم، على الصخور سيرتي، ولا قلتي آه.. كنتي أم الصابرين إنتي.. بقيتي نور كل شاشة وغيرك اتشتتوا، الفن كان قبل وبرضو هيكونوا بعد، بس العين على اللي أخلصله وعنيه على الغد، والغد أهو جيه يا فاتن، وإحنا أهو على الوعد.. نكتب كلامنا البسيط محبة وتحية.. يا رمز للفنانين اللي أخدوها بجد"، هكذا رثى الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي سيدة الشاشة العربية "فاتن حمامة"، والتي ولدت في 27 مايو عام 1931.

لا تخفى قصة الفنانة فاتن حمامة على الكثيرين، فهي مواليد حي عابدين، وكان والدها موظفًا بوزارة التعليم، ودخلت عالم الفن عندما كانت في التاسعة من عمرها باشتراكها في فيلم "يوم سعيد" عام 1940 مع الموسيقار محمد عبد الوهاب، والذي اشتركت معه مرة أخرى في ثاني أفلامها "رصاصة في القلب" عام 1944، وبعدها اشتركت في الفيلم الثالث "دنيا" عام 1946، ودخلت المعهد العالي للتمثيل لتستطيع تنمية موهبتها التي أدهشت الكثيرين. 

دخلت فاتن حمامة مرحلة جديدة في حياتها عندما كانت في الخامسة عشر من عمرها بعد أن اختارها الممثل والمخرج الراحل يوسف وهبي لتمثيل دور ابنته في فيلم "ملاك الرحمة" عام 1946، وتابعت بعده تألقها في عدة أفلام أخرى، من بينها "كرسي الاعتراف" و"اليتيمتين" و"ست البيت" و"بابا أمين" و"صراع في الوادي" وغيره. 
 

"سيدة الشاشة العربية"، لقب حصلت عليه فاتن حمامة بعد قيامها بتأسيس شركة إنتاج سينمائية بالتعاون مع المخرج عز الدين ذو الفقار، وأنتجا معا أول فيلم لهما وهو "موعد مع الحياة" في عام 1954، وكانت فاتن حمامة قد تزوجت عز الدين في عام 1947، ولكنها انفصلت عنه عام 1954، وتزوجت بعده الفنان الراحل عمر الشريف، ثم انفصلت عنه عام 1974، وتزوجت بعدها بعام واحد من الدكتور محمد عبد الوهاب. 
 

حياة الفنانة فاتن حمامة لم تكن مُركزة على الفن فقط، وإنما تطرقت في حياتها إلى السياسة أيضًا، حتى أنها حصلت على جائزة أحسن ممثلة في فيلم سياسي، وهو "لا وقت للحب" عام 1963 مع الفنان رشدي أباظة. 
 

وكانت لسيدة الشاشة العربية ميول سياسية، ففي مقابلة صحفية سابقة صرحت بأنها غادرت مصر في الفترة ما بين عامي 1966 وحتى 1971 بسبب تعرضها لضعوط سياسية أثناء فترة الرئيس جمال عبد الناصر، وفي تلك الفترة كانت تتنقل بين بيروت ولندن، وقالت إن السبب الرئيسي في رحيلها من مصر في تلك الفترة: "ظلم الناس وأخذهم من بيوتهم ظلمًا للسجن في منتصف الليل، وأشياء عديدة فظيعة ناهيك عن موضوع تحديد الملكية". 
 

المخابرات المصرية كانت أيضًا سببًا في رحيل فاتن حمامة عن مصر؛ حيث صرحت بأنها تعرضت لمضايقات من المخابرات المصرية التي طلبت منها التعاون معهم ولكنها رفضت مما دفع السلطات المصرية إلى منعها من السفر والمشاركة في المهرجانات، ولكنها استطاعت الهروب بعد تخطيط طويل. 
 

الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان له مساحة في حياة فاتن حمامة، فقد منحها وسامًا فخريًّا في بداية الستينيات، وعندما رحلت من مصر طلب من مشاهير الكتاب والنقاد وقتها إقناعها بالعودة إلى الوطن، ووصفها بأنها: "ثروة قومية"، ومع ذلك رفضت فاتن حمامة الرجوع حتى عام 1971 بعد وفاة عبد الناصر.  
 

مشاركتها السياسية لم تتوقف فى أواخر أيامها، حيث التقت سيدة الشاشة العربية بالرئيس السابق حسني مبارك في عدة مناسبات رسمية، وكذلك التقت بالرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء حملته للترشح للانتخابات الرئاسية في عام 2014 مع وفد من الفنانين للنقاش في مستقبل الفن ورؤيته الشخصية حول مستقبل الإبداع في مصر. 
 

شارك الخبر على