أنظار العالم تتجه لمنتدى " دافوس " غدا تحت شعار " القيادة المتجاوبة المسؤولة "

أكثر من ٧ سنوات فى قنا

الدوحة في 16 يناير /قنا/ تحتضن مدينة دافوس السويسرية غدا أعمال " منتدى دافوس الاقتصادي " السابع والأربعين بحضور قرابة ثلاثة آلاف مسؤول اقتصادي وسياسي عالمي في مقدمتهم الرئيس الصيني " شي جين بينغ " الذي سيحضر المنتدى للمرة الأولى بمرافقة أكبر وفد يمثل الصين منذ عام 1979 هو تاريخ بدء مشاركة بكين في هذا التجمع السنوي.
ويعقد المنتدى من 17 وحتى 20 الجاري تحت شعار " القيادة المتجاوبة المسؤولة " وفقا لمؤسس المنتدى " كلاوس شواب " , الذي دعا إلى ضرورة البحث عن أسباب غضب الشعوب ومعرفة سبب سخط الناس وعدم رضاهم , والحاجة إلى قادة شجعان يتخذون القرارات ويطبقونها على حد قوله.
وينظم المنتدى عدة جلسات لمناقشة عدم المساواة، منها جلسة بعنوان "محاربة عدم المساواة وعدم الأمان الصاعدين"، تقدمها رئيسة اقتصاديي المنتدى " جينيفر بلانك " , وستتطرق جلسة أخرى إلى مسألة عدم المساواة الصاعدة من خلال "استكشاف بصري يكشف عن أسباب الهشاشة في المدن وعواقبها الآن وعبر الزمن".
وسيتناول المشاركون في المنتدى التوقعات المرتقبة مع وصول الادارة الأمريكية الجديدة إلى البيت الأبيض ، كما سيخصص اهتمام كبير من النقاشات لقضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي " بريكست " ومستقبل اوروبا , كما سيناقشون سبل تعزيز نمو الاقتصاد العالمي، مع ضمان إمكانية استفادة كل مكونات المجتمع من التقدم التكنولوجي والاقتصادي الذي تحقق ويتحقق .
وسيتم كذلك بحث التغيرات التي احدثتها عمليات انتخابية، في أسس الرأسمالية في كل من الولايات المتحدة واوروبا , فضلا عن موضوعات حول ظاهرة الاحتباس الحراري والهجرة والأمن الدولي والتغذية وامكانية الوصول إلى الموارد.
ومن المتوقع وفقا لمتابعين أن تهيمن على منتدى هذا العام مناقشات حول الغضب العام من العولمة والرئاسة القادمة للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب من بينها وعوده بخروج الولايات المتحدة من اتفاقيات التجارة الدولية، ورفع الرسوم على الواردات من الصين والمكسيك.
ومن المنتظر أن تخرج الصين عن صمتها باعتبارها ثاني اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة حيث يلقي الرئيس الصيني كلمة رئيسية في افتتاح المنتدى أمام آلاف من صانعي القرار في العالم اجمع، لطمأنتهم أن الصين ستكون جاهزة للدفاع عن رؤيتهم للتبادل الاقتصادي.
وسيعرض الرئيس الصيني رؤية بلاده حول العولمة الاقتصادية ويقدم اقتراحات ومشاريع صينية , وذلك وفقا لمراقبين يرون في ذات الوقت أنه من المبكر الاعتقاد أنه سيكون بإمكان الصين الحلول مكان الولايات المتحدة كمحرك للعولمة ، فيما ذهب أكاديميون إلى القول إن الولايات المتحدة كانت وراء العولمة والصين تعارضها، لكن الآن أصبحت الصين قائدة تسعى للعولمة والولايات المتحدة تعارضها .
وتعد " كريستين لاغارد " المديرة العامة لصندوق النقد الدولي لاعبةً أساسية في المنتدى الاقتصادي العالمي، إذ ستشارك في ثلاث ندوات منها "انكماش وغضب: كيفية علاج أزمة الطبقة الوسطى"، و"كيفية كسر الجمود والنمطية المؤسسية لتحقيق المساواة بين الجنسين في حياتنا العملية"، بالإضافة لكونها متحدثة رئيسية في التحديات الكبيرة التي تواجه الاقتصاد هذا العام. 
وزراء يمثلون 70 بلدا
ويحضر الأمين العام الجديد للأمم المتحدة " انطونيو غوتيريس " ، هذا المنتدى للمرة الأولى بطبيعة الحال بحكم حداثة عهده، وكذلك وزراء يمثلون 70 بلدا بينهم دول مجموعة العشرين، بالإضافة الى وفد من فريق الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما برئاسة نائب الرئيس جو بايدن، وجون كيري وزير الخارجية الذي سيلقي بدوره خطابا عن السياسة الخارجية وكلمة عن علاج السرطان .
كما سيحضر " انثوني سكراموتشي " ممثلا عن الإدارة الأمريكية الجديدة، بالإضافة الى رئيسة وزراء بريطانيا " تيريزا ماي " والتي ستكون الزعيمة الوحيدة من مجموعة الدول الصناعية السبع التي تحضر قمة العام الحالي . 
كما يشارك في المنتدى خالد الفالح وزير الطاقة السعودي ورئيس منظمة الدول المنتجة للبترول "الأوبك" للتحدث باسم المنظمة ، بعد موافقة الدول المنتجة للبترول مؤخراً على خفض الإنتاج، ما دفع الأسعار إلى الارتفاع .
الى ذلك سيحضر المنتدى مشاهير وشخصيات عالمية فنية ومدراء لأكبر مجموعات نفطية ومالية ورقمية في العالم، في حين تغيب عنه وجوه عالمية من بينها المستشارة الألمانية " أنجيلا ميركل " ورئيس الوزراء الكندي " جاستن ترودو "، كما ألغى رئيس الوزراء الإسرائيلي " بنيامين نتانياهو " زيارة مقررة الى دافوس في 18 الجاري للمشاركة في " دافوس " حسبما أعلن مؤخرا دون تقديم إيضاحات.
وكان استطلاع دولي أجرى قبيل المنتدى قد خلص إلى أن ارتفاع معدلات الظلم الاجتماعي ومخاطر البيئة المتزايدة تمثل أكبر المخاطر في العالم التي يجب أخذها في الاعتبار خلال العقد المقبل . وصنفت الفجوة الواسعة في الدخل والثروة على أنها العامل الأبرز في تشكيل التطورات القادمة في العالم . وخلص الاستطلاع إلى أن سياقات استخدام التكنولوجيا والإنسان الآلي سوف تقدم أكبر منافع للإنسان، ولكنها تمثل إخطارا على مستقبل الأمان الاجتماعي عبر إلغاء الكثير من الوظائف . 
من جانبه دعا المفوض السامي لحقوق الإنسان، الامير زيد بن رعد قادة الأعمال المشاركين في الاجتماع السنوي لـ " دافوس " إلى استخدام نفوذهم الكبير للدفاع عن حقوق الإنسان ومنع انتهاكات الحقوق في الدول التي يعملون فيها .. مضيفا في بيان ذي صلة " إن العام الجديد بدأ بقلق إزاء الوضع في العالم، من حيث الزيادة المقلقة لسلوك وسياسات الانقسام؛ والكراهية الصريحة المتمثلة في الهجمات ضد حقوق الإنسان الأساسية ؛ والفشل المستمر على نطاق واسع لضمان الوصول العادل إلى الموارد والرخاء والأمن الاقتصادي للجميع ".
وكان لمنطقة الشرق الأوسط فرصة احتضان هذا المنتدى بواقع ثلاث اجتماعات بدأت من عام 2002 وحتى 2005 في الأردن على التوالي، استهدفت حينذاك دمج المنطقة في الاقتصاد العالمي ومناقشة مستقبل "الشرق الأوسط الكبير" بشقيه السياسي والاقتصادي ، وما يتطلبه ذلك من استقرار لتنشيط وجذب الاستثمارات , وتناولت تلك الاجتماعات كذلك أسباب الإرهاب في المنطقة ومستقبل العراق وتأثيره، إلى جانب نقاش اتفاقيات تحرير التجارة وفتح الأسواق وارتفاع أسعار البترول ، بالإضافة إلى اجتماع آخر للمنتدى عقد في شرم الشيخ في مصر عام 2006 تحت عنوان " السلام وفرص الرفاهية في الشرق الأوسط ". 
وعقد منتدى دافوس الأخير في يناير من العام الماضي في المدينة السويسرية ذاتها دافوس تحت عنوان "الثورة الصناعية الرابعة والتحديات الاقتصادية والسياسية والأمن العالمي والصحة والتعليم وتغير المناخ " وناقش عدة قضايا أبرزها الأمن العالمي، وتحولات الطاقة، وتحولات التمويل، والتحولات الاقتصادية، التي تفرضها ضغوط مناخ كوكب الأرض، والتحولات الرقمية للصناعة عبر الكوكب، وتحديات الهجرة لأوروبا وغيرها من الموضوعات العالمية التي فرضت نفسها وقتذاك. 
يشار إلى أن المنتدى الاقتصادي العالمي هو كناية عن منظمة دولية غير ربحية مستقلة منوطة بتطوير العالم عن طريق تشجيع الأعمال والسياسات والنواحي العلمية ، من أجل تشكيل العالمية في الاقتصاد وريادة الأعمال وتشجيع المبادرات الإقليمية والصناعية المثمرة، إذ تأسس المنتدى على يد " كلاوس شواب "عام 1971 في " كولوجني " التابعة لجنيف في سويسرا , كما افتتح عام 2006 مكاتب إقليمية له في كل من العاصمة الصينية بكين وولاية نيويورك الأمريكية . 
هذا وقد رأى قادة العالم إن الاجتماعات السنوية ليست بكافية لدرء المخاطر الراهنة، فوجبت الحاجة لعقد اجتماعات إقليمية من 5 إلى 10 اجتماعات إقليمية على مدار العام في أميركا اللاتينية، وإفريقيا ، والشرق الأوسط من أجل التسريع لعملية "الانفتاح والاندماج الاقتصادي" والتعبئة لسياساته بما ينعكس إيجابا على القضايا الملحة. 

تقرير / الأبحاث والدراسات

شارك الخبر على