تعارض بين مواقف ترامب ومرشحيه لمناصب السياسة الخارجية بإدارته الجديدة حول العلاقات مع روسيا

أكثر من ٧ سنوات فى قنا

واشنطن في 15 يناير /قنا/ مازال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ثابتا على موقفه بضرورة تطبيع العلاقات مع روسيا، على الرغم من تعارض رأيه مع أراء مرشحيه لتولي حقيبة السياسة الخارجية في إدارته القادمة، الذين وجهوا انتقادات حادة لموسكو خلال جلسات استماع عقدت بمجلس الشيوخ الأمريكي في الأيام القليلة الماضية. 
وكان ترامب قد تعهد في مناسبات عديدة خلال حملته الانتخابية بتطبيع العلاقات مع موسكو، مؤكداً أهمية وجود تعاون قوي بين الولايات المتحدة وروسيا.
وقال ترامب في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، "إن روسيا بإمكانها المساعدة في مكافحة تنظيم"داعش". كما كتب في تغريدة نشرها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي"تويتر"، في وقت سابق من الشهر الجاري، قائلاً "ان تكون لديك علاقة جيدة مع روسيا أمر جيد، ليس أمرا سيئاً,فقط الأغبياء والحمقى يعتقدون أن ذلك أمر سيئ".
وفي تصريح له يوم أمس"السبت"، رجح ترامب احتمال رفع العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس باراك أوباما ضد موسكو على خلفية الأزمة الأوكرانية. 
ورغم كل التصريحات الصادرة من ترامب والتي تعبر عن موقفه الصريح والعلني تجاه تطبيع العلاقات مع روسيا، يتعارض رأيه مع أراء مرشحيه لتولي حقيبة الدبلوماسية الخارجية في إدارته القادمة,ففي جلسة استماع بمجلس الشيوخ الأمريكي للتصديق على مرشحي ترامب، وجه مرشحا الرئيس المنتخب لحقيبتي وزارة الخارجية والدفاع انتقادات حادة وصارمة تجاه روسيا.
وقال الجنرال جيمس ماتيس مرشح ترامب لوزارة الدفاع، خلال جلسة استماع عقدت يوم الخميس الماضي،" إن روسيا كانت تحاول تحطيم حلف شمال الأطلسي "الناتو" ومواجهته والاشتباك معه". 
وأضاف ماتيس "أنا أؤيد تماماً فكرة الاشتباك، ولكن علينا أيضاً أن نعترف بالواقع,هناك عدد قليل من المجالات التي يمكننا أن نشترك فيها بشكل تعاوني،وأعداد متزايدة من المجالات التي سيتوجب علينا مواجهة روسيا فيها"مشيراً إلى أنه يحبذ فكرة التواجد الدائم لقوات مسلحة أمريكية في دول البلطيق.
ومن جانبه، قال مرشح ترامب لمنصب وزير الخارجية ريكس تيلرسون، خلال جلسة استماع أيضاً بمجلس الشيوخ، "إن رد الولايات المتحدة على ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014، لم يكن قوياً بصورة كافية". 
ويقول محللون أنه رغم تعارض آراء ومواقف ترامب مع مرشحيه للمناصب الدبلوماسية ، إلا أن هذا التعارض لا يبدو انه يشكل مشكلة للطرفين,فقد صرح ترامب يوم "الجمعة" الماضي للصحفيين في نيويورك، قائلاً "أريدهم أن يقولوا ما يريدون، ربما أكون أنا على حق، وربما يكونون هم على حق".
كما كتب ترامب على حسابه بموقع"تويتر"، قائلاً " أريدهم ان يمثلوا أنفسهم ويعبروا عن آرائهم وأفكارهم هم، وليس أنا". 
وبموجب الدستور الأمريكي، يمكن لمجلس الشيوخ رفض مرشحين لبعض المناصب الحكومية الكبرى والحساسة، على الرغم من عدم وجود أي مؤشر على احتمال حدوث ذلك حتى الآن.
ويخطط ترامب لتحقيق بعض الأهداف الكبرى خلال الأيام الأولى لتوليه مهام منصبه الجديد، باعتباره الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة، والذي سيبدأ به يوم "الجمعة" القادم حين يحل رسميا محل الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما.
ووضع ترامب أجندة عمل طموحة يأمل بتنفيذها عقب توليه رأس الإدارة الأمريكية الجديدة، تتضمن تمويل بناء جدار على الحدود الأمريكية - المكسيكية وإلغاء برنامج (أوباما كير) الذي اقترحه الرئيس أوباما لتعزيز منظومة الرعاية الصحية في الولايات المتحدة واستبدال برنامج آخر به، إضافة إلى ترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين، وهي كلها وعود تعهد بها ترامب خلال حملته الانتخابية للوصول الى البيت الأبيض.
وتعهد الرئيس المنتخب أيضا خلال حملته الانتخابية بإعادة توفير الوظائف الصناعية في الولايات المتحدة، وبالفعل وقع اتفاقيات مع عدة شركات أمريكية لبناء مصانع داخل الولايات المتحدة بدلا من شحن الوظائف الى خارج البلاد لرخص أسواق العمالة بالخارج، فضلا عن تعهده بتطبيع العلاقات مع وروسيا.
وقال ترامب، إنه سيطلب من الكونغرس البدء في تمويل بناء جدار حدودي مع المكسيك، ثم سيجعل المكسيك تتحمل تسديد التكاليف التي تحملتها الولايات المتحدة. ولم يذكر ترامب اية تفاصيل او يوضح كيف سيفعل ذلك، لكن محللين يرجحون احتمال زيادة الرسوم الجمركية على البضائع المكسيكية القادمة إلى الولايات المتحدة.
واتخذ الكونغرس الأمريكي، الذي يهيمن عليه الجمهوريون، بالفعل خطوات لإلغاء قانون الرعاية الصحية (أوباما كير)، لكن لم تصدر أية تفاصيل بعد حول كيفية استبدال برنامج اخر به كما تعهد ترامب. ومن المقرر أن يفصح ترامب عن بعض التفاصيل خلال الأسبوع الجاري.
وكان ترامب قد تعهد، خلال كلمة له أمام حشد من أنصاره بولاية "أريزونا"، بترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين خارج الولايات المتحدة، قائلا "في اليوم الأول، بل الساعات الأولى لي في السلطة، كل هؤلاء الأشخاص سيتم ترحيلهم".
كما تعهد ترامب أيضا خلال يومه الأول في السلطة بـ "إلغاء أي إجراء تنفيذي او مذكرة تفاهم أو أمر غير دستوري أصدره باراك أوباما خلال فترة حكمه"، ويتضمن ذلك بعض اللوائح والقرارات.
وقال ترامب إنه سيفتح الأراضي الفيدرالية للتنقيب فيها عن النفط والفحم واليورانيوم، كما قال "إنه سيلغي مليارات الدولارات التي تم التعهد بدفعها لبرامج الأمم المتحدة من أجل التغير المناخي".
وكان ترامب قد وعد أيضا بانسحاب الولايات المتحدة من المفاوضات على اتفاقية التجارة الحرة للشراكة عبر المحيط الهادي وإعادة التفاوض على اتفاقية أمريكا الشمالية للتجارة الحرة مع كندا والمكسيك، وهي الاتفاقية التي القى باللائمة عليها لتكلفة مئات الآلاف من العمال الأمريكيين خسارة وظائفهم.

شارك الخبر على