الحوار المفقود (سمير مسره)

أكثر من ٤ سنوات فى تيار

من الضروري ان يكون صوت الشارع صاخبا" ليعبر عن مطالبه. من الضروري ان يكون صوت الشارع غاضبا" ليصحح المسار السيء الذي انتهجته الدولة منذ اكثر من ثلاثين عاما". من الضروري ان يكون صوت الشارع ناقما" على الممارسات الفاسدة، ويريد فضحها، والاقتصاص من مرتكبيها.
ولكن ما يكمل مسيرة هذا الشارع اليوم هو صوت العقل. صوت بناء الجسور والتواصل مع اخوة وشركاء له في الوطن، سبقوه باشواط في النضال الطويل لتحرير لبنان، وهم انجزوا المهمة بنجاح، وفي اطلاق مسيرة الاصلاح، وهم يجهدوا حتى هذه اللحظة لتحقيقها رغم العراقيل. ما يكملها ايضا" هو صوت العدل الذي لا يمكن ان يضع في سلة واحدة الصالح والطالح، وان فعل ينتظر من الصالح الا ينتفض. ما يكملها اخيرا"، هو صوت التواضع لان هذا الشارع لا يختزل لبنان كله، ولا يجوز ان يلعب دور الشرطي والمدعي والقاضي في آن، وهو اصلا" يعرف انه لم يكن اليوم موجودا" في الساحات لولا الانجاز الوطني الكبير للدولة المتمثل بدحر الخطر الامني على حدودنا الشرقية.
هدف هذا التواصل، هو ان يسمع اوادم السلطة وهم كثر، عذاب الشعب والآمه، فيستفيقوا من سباتهم، ويصوبوا اداءهم، ويعملوا المستحيل لاستعادة القليل من ثقة الشعب بهم، ويكونوا دوما" جاهزين لوضع انفسهم تحت مجهر المساءلة. والهدف ايضا" ان يتفهم هذا الشعب هواجس الحاكم الذي تقع على عاتقه مسؤولية الحفاظ على سيادة الوطن، وترسيخ الامن فيه، وحماية وحدته الوطنية، والعمل على ازدهاره، ومواجهة التدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية، وتثبيت استقلالية القضاء لمحاكمة وادانة الفاسدين. والهدف اخيرا" ان يدخل هذا الشارع الى مؤوسسات الدولة ويلعب دورا" فاعلا" في سن القوانين، واخذ القرارات بما يتناسب مع مصلحة لبنان ورسالته الفريدة في الشرق.
التاريخ يشهد ان التظاهرات الحضارية والتواصل الراقي البعيدين كل البعد عن الاشاعات، وتصرفات الرؤوس الحامية، وقطع الطرق، واستسهال الاتهامات، وهتك الكرامات، لا بد بالنهاية ان يأتي بثمار جيدة بدل ان نظل ندور بحلقة مفرغة لا تؤدي الى اي نتيجة سوى تفاقم خطر الانهيار. عند حصوله، لن يكون ساعتئذ اي حساب للربح و الخسارة لاحد، لاننا سنكون كلنا يعني كلنا ضحاياه.
فلنباشر فورا" بورشة حوار واسعة، نعمل ليل نهار من خلالها لاستعادة الثقة فيما بين المواطنين انفسهم اولا" قبل السياسيين. اليد ممدودة، كما قال رئيس البلاد، للوصول الى تغيير جذري سريع وتدريجي يلبي طموحات الجميع، بدء" بما انجزته الثورة حتى الآن، وانتهاء" بكل المواضيع التي يجب ان تبقى مفتوحة للنقاش من دون اي محظورات. انه قرار شجاع علينا كلنا ان نأخذه من دون تأخير، وهو الوحيد الذي سيرسم لنا طريق الانقاذ.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على