عندما اندثرث الجمعيات بالمدارس

أكثر من ٤ سنوات فى الشبيبة

علي بن راشد المطاعنيتعلمنا معنى الجمعية منذ نعومة أظافرنا في المدارس عندما كانت الجمعية هي ذاك المقصف الذي يبيع بالبيسات في الإستراحة (خبزة وجبنة) وعصير ، وشوكولاته ابو لبن ، وكانت المدارس تعلن عن الجمعيات والمساهمة بها في بداية كل عام ، وتوزع الأرباح ‏ قبل نهاية العام ، فكنا ندفع ريالا ونحصل أرباحا ريالين أو أكثر وفق كل جمعية وعدد الطلبة بها ، وترسخت فكرة الجمعيات والشركات المساهمة العامة وعملية توزيع الأرباح منذ ذلك الوقت المبكر .غير أننا نجد اليوم أن فهم الشركات المساهمة العامة وطرح أسهمها للإكتتاب في الشركات بات غير مستساغ لدى شرائح واسعة من المجتمع عبر إضمحلال معنى أو مغزى أهميتها وجدواها كإستثمار للمدخرات ، فواقعيا نجد أن فلسفة الإدخار تولد من اللحظات الأولى التي يدلف فيها التلاميذ لباحات المدارس ، هذا الإرث أو ذاك العلم الإقتصادي الذي كنا نتعلمه بالممارسة ولم يدرس كعلم إقتصادي نجده قد إندثر بين ليلة وضحاها ، فالجمعيات التعاونية في المدارس تؤجر للأجانب ككفاتيريات ، وبذلك تم محو ذلك الإرث الاقتصادي الفطري في غفلة من الزمن .الزملاء من جيلنا تعلموا معنى الجمعية من المدارس وإستوعبوا معنى الإكتتاب قبل أن يولد سوق مسقط للأوراق المالية ، وعرفوا معنى الأرباح والخسائر قبل المحللين الاقتصاديين وقبل شركات الوساطة المالية ، فالجمعيات التعاونية كانت مدارس قائمة بذاتها تعلمنا منها الكثير عن مبادئ علم الإقتصاد وعلومه ، لذلك كانت الصدمة قوية عندما علمنا أنها ألغيت ، والآن تؤجر الجمعيات (المقاصف) لشركات بمبالغ زهيدة وتبيع هذه الكافتيريات للطلبة بأسعار السوق كما يقال السندويش ب 400 بيسة ، وبطاطس عُمان 100 بيسة وهكذا دواليك .وفي هذا المنحى ونحن نتحسر على مامضى نقول أننا لا نعرف في الواقع لماذا ادخلنا الشركات إلى مدارسنا ، إذ من المفترض أن ننمي جميعات المدارس ونتعهدها بالرعاية وبإعتبارها شركات مدرسية نعلم من خلالها أولادنا مبادئ العمل الحر ومبادئ التجارة وتلك لعمري ستفيدهم لاحقا وفي مستقبل حياتهم عندما يواجهون أعاصير الحياة وجها لوجهاليوم المدارس الأجنبية أو بعضها طورت الجمعيات التعاونية فيها إلى أسواق بها نماذح للبنوك وشركات تأمين وغيرها بهدف تعزيز مهارات الطلبة والطالبات العملية وربط الجانب النظري بالجوانب العملية لترسيخ هذه الجوانب في أذهان الطلبة والطالبات وصقلهم للدخول لسوق العمل وإكسابهم معارف إقتصادية تساعدهم بعد التخرج في الولوج لسوق العمل بكفاءة عالية.في حين أن مدارسنا خطت خطوات واسعة في هذا المضمار ولكن للخلف ، وإستبدلت هذا النظام الاقتصادي الأولي الذي كان راسخا بآخر قضى على الفكرة الرائعة والمفيدة للطلبة وللمجتمع ومن ثم للوطن .نامل ان نسرع بمراجعة ماتم في هذا الصدد ومحاولة معالجة الأمر عبر إعادة الإعتبار للجمعيات بالمدارس فهي لم تكن عبثا ، بل كانت منارات إقتصادية مدرسية قدمت للوطن فيما بعد عناصر عُمانية مقتدرة وهي التي تقود الآن دفة العمل الاقتصادي في كل جهاتنا ومؤسساتنا ومرافقنا ..

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على