الراحل «نظيم شعراوي».. ظهر في آخر أعماله على كرسي متحرك وتجاهل الفنانون جنازته
أكثر من ٨ سنوات فى التحرير
رئيس المحكمة في مسرحية "شاهد ماشفش حاجة"، والرجل الذي شغل المناصب الهامة في معظم أفلامه، دور برع فيه الفنان الراحل "نظيم شعراوي"، والذي بدأ مشواره الفني من مسرح رمسيس والمسرح القومي في نهاية الأربعينيات، ودخل السينما لأول مرة بدور طيار في فيلم "فتاة من فلسطين" عام 1948.
في حي محرم بك بالإسكندرية، ولد الفنان نظيم شعراوي في 7 يناير عام 1921، وأحسّ بموهبيته الفطرية في مجال التمثيل، وبعد فترة قصيرة من العمل في المسرح القومي، انضم لفرقة يوسف بك وهبي، وقدّم معه عدد من المسرحيات البارزة، مثل "كرسي الاعتراف" و"الأخرس" و"راسبوتين" وغيرها، وبعدها اشترك في معهد خاص يديره الريجيسير قاسم وجدي، وفي عام 1953 تخرّج من المعهد العالي للتمثيل، وكان من بين زملائه الفنانة برلنتي عبد الحميد وسناء جميل ومحمد رضا وغيرهم.
الكوميديان الراحل "فؤاد المهندس" كان سببًا في شهرة "شعراوي" حيث اشترك معه في بداية حياته الفنية في عدة مسرحيات، من بينها "أنا فين وانت فين" و"سيدتي الجميلة" و"السكرتير الفني" وغيره، وكان للزعيم عادل إمام فضلًا أيضًا في شهرة "شعراوي"، فاشترك معه في المسرحية التي كانت الأبرز في مشواره "شاهد ماشفش حاجة"، واشتهر فيها بجملة "نوّرت المحكمة".
لم يتوقف نجاح الفنان الراحل "نظيم شعراوي" على المسرح فقط، وإنما شارك في عدد كبير من الأفلام، من بينها "الفتوة" و"كهرمان" و"صراع في النيل" و"العتبة الخضراء" و"وا إسلاماه"، و"اللص والكلاب" و"رابعة العدوية" و"بطل للنهاية" و"النوم في العسل" و"الواد محروس بتاع الوزير" وغيره، بالإضافة لعدد من المسلسلات التليفزيونية، من أشهرها "ساكن قصادي" و"دموع الشموع" و"رحلة السيد أبو العلا البشري" وغيره.
لم يسلم الفنان نظيم شعراوي من الأمراض المصاحبة لكبر السن، فأصيب بمرض الزهايمر، والذي تسبب له في ضمور شديد بخلايا المخ، وأصيب بالشلل كذلك ولم يكن قادرًا على الكلام أو حتى الإشارة، وأقعده المرض على "كرسي متحرك".
"الرجل الآخر" كان المسلسل الأخير الذي ظهر فيه "شعراوي"، وظهر خلال المسلسل قعيد على "كرسي متحرك" نظرًا لمرضه الشديد، وظن الكثير من المشاهدين أن ظهوره بهذا الشكل في المسلسل جاء لإتقان الشخصية وتأدية الدور، ولكن في الحقيقة كان جلوس "شعراوي" على كرسي متحرك سببًا لإصابته بالمرض وعجزه عن الحركة.
وفي 30 يونيو عام 2010 رحل الفنان "نظيم شعراوي" عن عمر ناهز 89 عامًا، ولكن رحل "شعراوي" وفي قلبه ألمًا شديدًا من تخلي الكثيرون عنه من أصدقائه في الوسط الفني، حيث انتقدت زوجته الوسط الفني، قائلة: "إنه وسط معروف عنه عدم الوفاء، فطيلة الفترة التي كان فيها على فراش المرض لم يسأل عنه أحد سوى أشرف زكي"، وقالت في تصريحات صحفية أخرى: "منذ مرضه لم يهتم به أحد من وزارة الصحة، ولم يفكر أحد فى علاجه على نفقة الدولة أو سفره للعلاج خارج مصر، ولم أطالب بذلك لأنني لن أتسول الاهتمام من أحد".
وتجاهل الوسط الفني للفنان الكبير لم يكن في مرضه فقط؛ وإنما في دفنه وعزاءه أيضًا، حيث تغيب الكثيرون عن الحضور، واقتصر عزاءه على البعض القليل منهم، هم الفنان أشرف زكي، ومحمود ياسين، ونهال عنبر، ودلال عبد العزيز، وجمال إسماعيل، ومحمد فريد، وسمير خفاجة، وتغيّب الزعيم عن حضور جنازة وعزاء رفيقه في كثير من أعماله.