وزارةالزراعةتتفرج على ما يحدث رغم مسؤوليتها.. الصيدالجائر يهدد الثروات البيئية ويفتك بالطيورالمهاجرة

ما يقرب من ٧ سنوات فى المدى

الفلامنغو، طائر مسالم ومعمّر يعيش لعشرات السنين، ومن الأجدر ان يحتفى بمروره في أجوائنا وإقامته في أهوارنا، فهذا دليل على الرقيّ والثقافة والتحضر كي يشهد العالم ان شعب العراق الذي يتعرض لجرائم الاٍرهاب حريص على إدامة الحياة والتنوع والفرح ويشارك في حماية الحياة والجمال.  هذا جزء من النداء الذي اطلقته وزارة الموارد المائية بعد حملات الصيد الجائر التي طالت طائر الفلامنكو والمعروف محلياً بـ(الغرنوك) والذي يعد من الطيور المهاجرة الجميلة المنظر لما يتمتع به من رشاقة وألوان جذابة. يصل الفلامنكو الى العراق في شهر كانون الأول من كل عام حيث من المفترض انه يبقى بضيافتنا حتى شهر شباط بسبب شدة البرد في موطنه الاصلي كي ينعم بالدفء والراحة استعدادا لرحلة العودة لوطنه. لكن بنادق الصيادين كانت له بالمرصاد هذا العام فحولت اعدادا كبيرة منه الى أسرى بيد باعة الطيور في الطرقات العامة قرب الأهوار.
 
الفلامنجو ومحنة الجهلردود الأفعال كانت كبيرة تجاه حملات الصيد الجائر. الفوتغرافي والناشط البيئي ابو الحسن المسافري ذكر: في بلد ينتشر فيه الجهل والأمية وقلة الوعي البيئي اضافة الى عدم ممارسة الجهات المعنية لدورها الرقابي. متابعا: في بلد تضربه أزمة اقتصادية خانقة وغير قادر على إحياء مشاريع صغيرة تنتفع منها المجتمعات المحلية سنجد الكثير من التجاوزات على الطبيعة والتنوع البيئي والإحيائي الذي يكون الهدف الاول للكثير من الناس. عازيا ذلك التجاوز الى الواقع الاقتصادي المرير والحياة الصعبة التي تطحن المجتمعات البسيطة الباحثة عن اي مورد مادي يساعدها في تجاوز المحنة.العمل كفريق واحديسترسل الناشط البيئي في حديثه : البعض يصف المخالفين بأوصاف شتّى وهو لا يشعر بحاجة الآخر والبعض الآخر يجهل الكثير من الأمور بل يعرف اسماء الجهات المعنية فينبري مدافعاً وواعظاً ومصلحاً. موضحا: ان ما يحدث اليوم من صيد جائر لطائر الفلامنجو هو نتاج تبديد ثروات العراق ووجود اشخاص في مناصب لا يمتلكون الخبرة فيها بل لا يشعرون بالمسؤولية تضاف لذلك الصراعات الداخلية التي تقودها احزاب السلطة التي نشرت الجهل وقتلت الحق في التعليم. مبينا: ان ما نحتاجه اليوم هو ان نتعلم الدرس ونجد الحلول ونعمل كفريق واحد يشعر بالمسؤولية لا كفريق يسعى الى النجاح على حساب الآخر. ايها السادة رفقاً بطائر الفلامنجو ورفقاً بالمواطن فهو نتاج عمليتكم السياسية المخجلة.حملات توعية بأهمية التنوع الإحيائيناشطون مدنيون وموظفون في دوائر البيئة وانعاش الأهوار نظّموا وقفة احتجاجية ضد عمليات الصيد الجائر أمام مبنى ديوان محافظة البصرة. اذ قال مدير دائرة البيئة في البصرة احمد حنون ان هذه الوقفة جاءت بعد الاجتماع مع محافظ البصرة لاتخاذ تدابير كفيلة بالحد والسيطرة على عمليات الصيد الجائر للطيور المهاجرة في الأهوار.فيما شدد رئيس لجنة الزراعة والموارد المائية في مجلس محافظة البصرة جمعة الزيني على ان الأهوار تعرضت الى هجمة شرسة من قبل اصحاب الصيد الجائر. مبينا: ان هذه الوقفة الاحتجاجية هي خطوة مهمة لاتخاذ خطوات اخرى من قبل الحكومة المحلية والاتحادية. منوها: ان على الجهات المعنية النهوض بمسؤلياتها للحد من هذه الظواهر من خلال تنظيم عمليات الصيد والقيام بحملات للتوعية وبأهمية التنوع الإحيائي. داعياً الأجهزة الأمنية الى ان تنهض بعملها وبمسؤولياتها اضافة الى قيام الوحدات الادارية بمتابعة موضوع الصيد الجائر.الخردل يفتك بالطيور المهاجرةفيما دعا رئيس جمعية الصيادين في هور السناف بمحافظة ذي قار ناجي رحيم أبو تلف الجهات الأمنية والحكومة المحلية والمؤسسات قضائية الى تشديد الإجراءات على الصيادين المخالفين وتطبيق القوانين البيئية والزراعية التي تكفل حماية التنوع الاحيائي في مناطق الأهوار. مبينا: إن مناطق الأهوار تشهد سنوياً قدوم الطيور المهاجرة مع بداية كل شتاء وكانت عملية الصيد في السابق تجري بطرق عقلانية لا تتسبب بإبادة أعداد كبيرة من تلك الطيور. موضحا: أن لجوء بعض الصيادين الى استخدام الشباك الكبيرة والمبيدات السامة في عملية الصيد ولاسيما مادة الخردل أدى الى إبادة الكثير من الطيور المهاجرة ولاسيما طائر الغرنوك (الفلامنكو) ودجاج الماء والخضيري وغيرها من الطيور النادرة.وأضاف ابو تلف: أن هناك اضراراً كبيرة لحقت بالثروة السمكية في مناطق الأهوار أدت الى تراجع اعدادها واختفاء أنواع مهمة من الأسماك كالقطان والبني والشبوط نتيجة الصيد الجائر الذي يستخدم السموم والصعق الكهربائي. مشيراً الى: أن جمعية الصيادين قامت ضمن برامجها التوعوية بمخاطر الصيد الجائر بجلب فتوى من المرجعية الدينية بالنجف تحرم الصيد الجائر بالسموم والصعق الكهربائي.السجن والغرامة ... لكن دون تفعيلمن القوانين الحكومية الخاصة بحماية الحيوانات البرية باعتبارها ثروة وطنية وتنظيم مناطق صيدها والاجراءات الخاصة بمنح إجازة الصيد وتحديد أنواع الحيوانات المسموح بصيدها والمحرم صيدها ومواسم الصيد في زمن النظام السابق، كان هناك قانون حماية الحيوانات والطيور البرية رقم (21) لسنة 1979تم الغاؤه بموجب القانون رقم 17 لسنة 2010 والذي لم يختلف عن الأول من حيث الجهة المسؤولة عن التنفيذ والإشراف على تطبيق هذا القانون الذي يمنح وزارة الزراعة الشرعية بتطبيق القانون وتم تغيير بعض الفقرات المتعلقة بالغرامات اما الحكم بالسجن فهو 3 سنوات مع اختلاف قيمة الغرامة النقدية. صلاحية السلطة المحليةهذا القانون اليوم يحتاج الى تعديلات مهمة بخصوص الجهات الرقابية حيث لدينا اليوم وزارة الصحة والبيئة ووزارة الموارد المائية بالإضافة الى وزارة الزراعة وجهات معنية بالحفاظ على الثروة الحيوانية في العراق أتمنى ان تعمل الجهات ذات العلاقة كفريق واحد لإجراء التعديلات والعمل حاليا ولو بصورة مؤقتة بالقانون رقم 17 لسنة 2010 حيث نصت المادة 9 على:أولاً : يعاقب المخالف لأحكام هذا القانون والتعليمات الصادرة بموجبه بالحبس مدة لا تزيد على (3) ثلاث سنوات وبغرامة لا تزيد على (3) ثلاثة ملايين دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين ومصادرة الصيد وعدته وأدواته ووسائط النقل المستخدمة. فيما نصت المادة (10) : يمنح القائممقام ومدير الناحية سلطة قاضي جنح لفرض العقوبات المنصوص عليها في هذا القانون .القانون أورد في طياته أسماء وأنواع الحيوانات التي يمنع صيدها لكن قائمة الطيور تحتاج الى تحديثات دورية مستمرة حيث ان هناك اكثر من (31) نوعا من الطيور المحلية والمهاجرة مهددة بالانقراض.مسؤولون يشتركون بالصيد ونصب الفخاخ !!خمس سنوات قضاها العراق لتكون أهوارنا على لائحة التراث العالمي وبعد صرف ملايين الدولارات في سفر لوفود ومؤتمرات وندوات وزيارات وتبادل لوفود. وكانت على العراق التزامات منها حماية البيئة وإدخال تحسينات عليها وجعلها محمية طبيعيه، كل هذا ذهب أدراج الرياح مع أول هجرة لطائر الفلامنكو إلى العراق الذي أصبح على لائحة الطعام العراقي، كل دول العالم تتمنى وصول طائر الفلامينكو الى اراضيها حتى تضيف جمالا على جمال طبيعتهم وتكون مصدر جذب سياحي الا في العراق اذ تتنوع مصادر الإبادة والصيد الجائر. الناشط البيئي زيد حسن ذكر: لو كان الأمر يقتصر على البنادق لكان أهون، لكن الذي يحصل الآن هو هيمنة اشخاص اصحاب نفوذ في الدولة. مبينا : انهم يقيمون محميات خاصة بهم اذ يستدرجون الطيور المهاجرة ليتم اصطيادها بالكامل اما عن طريق السم او الشباك. موضحا: ان هذه كارثة بحق البيئة فهم يقتلون يومياً الآلاف من الطيور المهاجرة وبصمت حكومي واشتراك من بعض المسؤولين المحليين بهذا العمل المخجل.(تشريب) الفلامنكو في محافظة البصرة ،وبالتحديد قرب جسر الزبير، حيث يفترش احد الفقراء (من الصيادين) الأرض وأمامه عدد من طيور الفلامنكو منها المذبوح وآخر في طريقه الى الذبح لأجل بيعه. احد المارّة من المهتمين بالتنوع الاحيائي سأل البائع (هل تعرف ان هذا الطائر من النوادر الموجودة على سطح الارض وهو يزور العراق سنويا عن طريق الهجرة حتى ينتشر في اهوار السنافية والجبايش وام عناج وقليل منه في هور الحويزة وعلينا ان نحافظ عليه لأن في ذلك جمال للطبيعة ومسرة للناظر علما ان العراق يمتلك خطين لطريق الهجرة من اصل (14) خطاً في العالم وهذا شيء مهم كذلك من اجل اتمام انضمام الأهوار الى التراث العالمي)، بعد كل ذلك اجاب البائع (حبيبي انت تعرف هذا يصير تشريب محترم دخلّي الناس تاكل يابيئة يابطيخ). طأطأ الناشط البيئي راسه وانسحب بهدوء وفي عينيه نظرة شفقة على الطائر والبائع، فالطائر ضحية الجهل والفقر والبائع ضحية الحكومات المتعاقبة وسياساتها الاقتصادية بشكل خاص.وزارة الصحة والبيئة اكتفت بالإعلان عن إجراءات مشددة لمنع الصيد الجائر للطيور المهاجرة في الأهوار بالمحافظات الجنوبية ومنها طائر الفلامينغو. وأشار امير علي الحسون مدير مكتبها الاعلامي الى ان دائرة التوعية والاعلام البيئي بذلت جهودا حثيثة لنشر الوعي البيئي لكشف خطورة الصيد الجائر على مناطق الأهوار وما تحتويه من ثراء إحيائي مهم، حيث نفذت الدائرة حملات توعية بوسائل الإعلام والوكالات الإخبارية والصحف اليومية ومواقع التواصل الاجتماعي وندوات وفعاليات مختلفة بخصوص الصيد الجائر وإعداد تقارير تلفزيونية وسبوتات توعية تسهم برفع الإدراك البيئي لدى كافة شرائح المجتمع.الشرطة البيئية تكتفي بالأسففيما قالت الشرطة البيئية في محافظة ذي قار ان عمليات الصيد الجائر تمارس في عموم مناطق الأهوار في المحافظة وتحت مرأى ومسمع الشرطة المحلية هناك .وذكر مدير الشرطة البيئية رشيد عبيد ان الجولات الميدانية التي اجرتها الشرطة البيئية الاسبوع الماضي بالتنسيق مع مديرية بيئة المحافظة في قاطع الأهوار وسوق الشيوخ ، كشفت عن استخدام مكثف للصيد الجائر للطيور والأسماك في عموم مناطق الأهوار .ولفت الى ان الجولة ابتدات بناحية الطار وحتى عمق اهوار الجبايش وفي حوض الفرات عند ناحية المنار، حيث رصدت الصيد بالسموم وبالصعق الكهربائي .وأبدى عبيد أسفه لأن معظم عمليات الصيد تلك تنفذ قرب مراكز الشرطة المحلية، اذ يصطاد البعض قرب مركز شرطة الطار، فيما رصدت قرابة الـ(150) زورقا تستخدم اجهزة الصعق الكهربائي قرب مركز للشرطة في اهوار الجبايش واخرى في حوض الفرات دون تحرك من قبل الشرطة للحد منها ،كاشفا عن صيد للطيور بشكل غير صحيح وباستخدام مركز للنيتوز والخردل ، ثم تورد الى المدن مرورا بالسيطرات الأمنية .لافتا الى :ان قسم الدراسات في الشرطة البيئة ستخاطب الجهات ذات العلاقة ومنها مديرية البيئة العامة ومديرية الشرطة في المحافظة لاتخاذ ما يلزم لمنع هذه الظاهرة .اين دور وزارة الزراعة ؟نقلت صفحات التواصل الاجتماعي صورا محزنة عن صيد وقتل او بيع المئات من طيور الفلامنكو الشهيرة في مناطق الأهوار والمدن المجاورة لها. هذه الطيور التي تسببت التغيرات المناخية في ازدياد هجرتها في العقود الاخيرة وجدت في أهوار العراق ملاذا لعدد محدود منها في أشهر الشتاء، الا ان الجهل والقسوة وانعدام المسؤولية جعلت من تلك الأعداد القليلة التي تتدفأ بمياه الأهوار فريسة لأفعال اقل ما يقال عنها انها معيبة بعد ادراج الأهوار على لائحة التراث العالمي، ان كان من قبل الصيادين او الجهات ذات العلاقة وبشكل خاص وزارة الزراعة الجهة المسؤولة عن منح اجازات الصيد. الصياد وهاب رحيم ذكر في حديثه ان بامكان وزارة الزراعة سحب رخص الصيد من الصيادين المخالفين لشروط الصيد واوقات التكاثر ، مشيرا الى عدد من انواع الطيور المحظور صيدها ومنها الطيور المهاجرة. موضحا: ان على منظمات حماية البيئة والتنوع الاحيائي الضغط على الجهات المسؤولة لتأخذ دورها الرقابي والإجرائي على ما يحدث في الأهوار والبادية الغربية من عمليات صيد جائرة تستهدف الثروة الاحيائية العراقية، متسائلا عن دور وزارة الزراعة وسكوتها عما يحدث ومدى علمها بما يحدث ام انها لا تعلم.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على