صحيفة عمانية «زويل» غيبه الموت.. وخلدته «نوبل»

حوالي ٩ سنوات فى أخبار اليوم

نشرت جريدة عمان في سلطنه عمان، والتي تعد أعرق صحف السلطنة، تحليلا حول شخصية د.أحمد زويل تصدره عنوان يقول :سردية إبداع علمي ووفاء أخلاقي للعالم العربي.
وجاء في نص المقال: «إن كل عربي شعر بفخر بالغ زهاء باسم زويل العالم المصري الشهير الحائز على جائزة نوبل للكيمياء.
حقق إنجازات علمية سطرت تاريخا مشرفا في الحياة العلمية حيث نشر أكثر من 350 بحثاً علمياً في المجلات العالمية المتخصصة ومنذ نعومة أظافره، وأحلامه في أن يصبح عالمًا كبيرًا تتفاعل في عقليته، يضع على باب غرفته الصغيرة لافتةً مكتوب عليها «الدكتور أحمد»، ليتحول حلم الفتى المصري وأسرته إلى حقيقة يتحدث عنها ويخلدها العالم على مدار عقود».
وأضافت جريدة عُمان: «في كلمته التي ألقاها بمناسبة حصوله على جائزة نوبل قال زويل: لو أن مثل هذه الجوائز كانت تمنح منذ آلاف السنين لحصل المصريون القدماء على معظمها».
ولقد ورد اسمه في قائمة الشرف بالولايات المتحدة التي تضم أهم الشخصيات التي ساهمت في النهضة الأمريكية، كما جاء التاسع من بين 29 شخصية بارزة باعتباره أهم علماء الليزر في الولايات المتحدة التي تضم هذه القائمة ألبرت أينشتاين، وألكسندر جراهام بيل.
وفي أبريل 2009، أعلن البيت الأبيض عن اختيار زويل ضمن مجلس مستشاري الرئيس الأمريكي للعلوم والتكنولوجيا، والذي يضم 20 عالماً مرموقاً في عدد من المجالات.
وفاز زويل بجائزة نوبل في الكيمياء عام 1999 ليكون بذلك أول عالم عربي مسلم يفوز بتلك الجائزة في هذا التخصص منذ أن فاز بها نجيب محفوظ عام 1988 في الأدب والرئيس الراحل محمد أنور السادات في السلام عام 1978.
وحصل زويل على الجائزة لأبحاثه في مجال كيمياء «الفيمتو» حيث ابتكر نظام تصوير سريع للغاية يعمل باستخدام الليزر له القدرة على رصد حركة الجزيئات عند نشوئها وعند التحام بعضها ببعض، والوحدة الزمنية التي تلتقط فيها الصورة هي فيمتو ثانية، وهو جزء من مليون مليار جزء من الثانية.
وقالت جريدة عمان انه الرجل الذي لم يتوقف نجاحه عند حدود بعينها، فالنجاح بالنسبة له كان واسعا وكبيرا ومثله مثل طالب العلم الذي لا يشبع، غير أن النجاح ليس ثمرا يؤكل بل ربما ينبغي على المرء أن يلعق الصبر كما يقول الشاعر العربي.
أفضل رثاء له هو تذكرة الأجيال الشابة به وبما قدمه للعالم من إنجازات، ثم وربما هذا هو الأهم، كيف بقي وفيا لامته العربية ولوطنه مصر.
لم يكن أحمد زويل مجرد عالم فيزياء عربي مبدع، بل إنسان يعرف فائدة العلم وقدرته على تطور الأمم وتقدم الشعوب وربما قال أحدهم لماذا لم يتوقف هذا الرجل عن العمل لاسيما بعد أن أحرز نجاحات رائدة في مجالات فائقة التصور علميا مثل مشروع الفمتوثانية، وفوزه بجائزة نوبل في الكيمياء للعام 1999؟
الجواب كما قال الإمام على بن أبي طالب: اثنان لا يشبعان طالب علم وطالب مال.
الشاهد أن هناك عدة أسباب في يوم رحيله تدعونا لإعادة قراءة أوراق العالم المبدع بعضها دوليا والأخر عربيا. أما على الجانب الدولي فمرده اختيار صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية بالتعاون مع مركز الريادة العامة في جامعة هارفارد الأمريكية للدكتور زويل، ضمن أعظم سبع قيادات بالولايات المتحدة الأمريكية لعام 2011.
لماذا جاء اختيار زويل من قبل لجنة عقدها مركز الريادة العامة في واحدة من اعرق جامعات أمريكا؟
الجواب بحسب الواشنطن بوست هو أن زويل لم يكن فائزا اعتياديا بجائزة نوبل، بل لأنه كان رائدا فكريا وعلميا حول العالم بأسره وحضوره يمثل إشعاعا علميا وفكريا وثقافيا، كما انه عالم لم يكتفي بالبقاء في معامل الأبحاث، بل سعى حول العالم إلى تعزيز التنمية ونشر السلام".
 يذكر أنه منذ سنوات كرمت سلطنة عمان العالم الراحل وسام السلطان قابوس في العلوم والفيزياء.

 

شارك الخبر على