انطلاق ندوة قضايا اللغة العربية واللسانيات التطبيقية بمعهد الدوحة للدراسات العليا

أكثر من ٨ سنوات فى قنا

الدوحة في 04 يناير /قنا/ انطلقت اليوم أعمال الندوة الأكاديمية "قضايا اللغة العربية واللسانيات التطبيقية" التي ينظمها برنامج اللسانيات والمعجمية اللغوية في كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية، وذلك في مقر معهد الدوحة للدراسات العليا على مدى يومين بمشاركة عدد من الخبراء والباحثين العرب المختصين في اللسانيات واللغة العربية. 
وقال الدكتور عز الدين البوشيخي المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، في كلمته الافتتاحية، "هناك تزايد في الإقبال على العلوم التطبيقية أكثر منه على العلوم البحثية، سواء أكانت تلك العلوم التطبيقية علوما بحتة أو إنسانية"، موضحا أن اللسانيات التطبيقية تعتبر جزءا من العلوم التطبيقية التي يتزايد الاهتمام بها بشكل دائم؛ كونها تهدف إلى إيجاد حلول للمشاكل اللسانية المتواجدة في أوساط العامة. 
وقد ضمّت الجلسة العلمية الأولى في الندوة مجموعة من المداخلات التي بحثت مجموعة من القضايا أبرزها: التنظير وعلاقته باللسانيات، ووضع اللغة العربية في مجال اللسانيات الاجتماعية، بالإضافة إلى مواضيع متصلة بالتخطيط اللغوي والأبعاد التطبيقية للسانيات النفسية، فضلًا عن معالجات أخرى. 
وقد استعرض الناقد العراقي الدكتور حيدر سعيد في ورقته جوانب اللسانيات التطبيقية وجاذبيتها من عدمها، حيث حاول متابعة كيف نشأت اللسانيات التطبيقية في الثقافة العربية بخط مواز (ومستقل إلى حد كبير) عن السجال الذي شهدته وعاشته اللسانيات العربية. 
كما ناقش الدكتور محمد الفران مدير معهد الدراسات والأبحاث للتعريب في الرباط موضوع اللسانيات التطبيقية ومفهوم الخطاب، حيث أشار إلى أن اللسانيات منذ أن استقلت بموضوعها ورسمت حدودها عرفت تطورات وتغيرات انبثقت من طبيعة تصورها للعلم من جهة ومن طبيعة المناهج والمقاربات التي زادت وصف اللغة لذاتها من جهة ثانية، فقد جعلت هذه التطورات والتغيرات الدرس اللغوي يحقق تراكمات معرفية وإنجازات علمية نادرا ما تتحقق لعلم حديث النشأة. 
وفي ورقته حول اللغة والاقتصاد السياسي تحدث الدكتور إسماعيل الناشف أستاذ مشارك في برنامج علم الاجتماع وعلم الإنسان في معهد الدوحة للدراسات العليا عن دور علوم اللغة ودراستها، بالجوانب الاقتصادية والواقع الاجتماعي للمجتمعات التي تُدرس لغويًا. 
ودارت الجلسة الثانية من الندوة حول محور "اللسانيات وتعلم اللغات"، وقدم فيها الدكتور محمد بلبول أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب- الرباط ورقة حول "الآفاق التطبيقية للسانيات التوليدية" أبرز خلالها بعض الحجج "الخارجية" المرتبطة بالممارسات التطبيقية المتأثرة باللسانيات التوليدية بوصفها لسانيات معرفية تتبنى فرضية الفطرية في صياغتها القوية. 
فيما عرض الأكاديمي المغربي الدكتور محمد الهاشمي ورقته بعنوان "اللسانيات التطبيقية وتعليم اللغة لأغراض خاصة"، حيث بحث في الدور العلمي الذي يمكن أن تضطلع به اللسانيات التطبيقية في إقامة منهاج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها لأغراض خاصة، وتناولت ورقة الدكتور محمد لروز الأستاذ بجامعة محمد الخامس بالمغرب استراتيجيات تعليم اللغة للناطقين بغيرها. 
وقدم الدكتور علاء الجبالي أستاذ اللغويات ومدير مركز اللغات بمعهد الدوحة للدراسات العليا ورقة بحثية بعنوان "اللغة العربية بين الطفل والآلة" أشار فيها إلى بيان ضرورة التفات أبحاث اكتساب الطفل العربي للجوانب اللغوية المهملة في البحث العلمي الاستقرائي والتجريبي، فيما جاءت ورقة الدكتور أحمد مخوخ الأستاذ بكلية الآداب بمكناس بالمغرب عن "كيفية توظيف اللسانيات التطبيقية في تعليم اللغة للناطقين بغيرها"، مبرزا بعض المجالات التي يمكن الإفادة فيها من اللسانيات المعاصرة. 
وفي ختام اليوم الأول، عقدت الجلسة الثالثة بعنوان "الدراسات التطبيقية في المعجم"، ناقش في بدايتها الأكاديمي الفلسطيني الدكتور إلياس عطا الله إشكالية التذكير والتأنيث في اللغة العربية بين حيادية الجنس والحركة النسوية، تبعه الدكتور حسن حمزة نائب رئيس المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية بورقة استعرض فيها حروف الزيادة وترتيب المداخل في المعجم العربي. 
وتحدث الدكتور أحمد الجنابي الخبير اللغوي بمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية عن دراسة تطبيقية تختص بالصناعة المعجمية المختصة بالحقول العلمية في العصر الحديث، واختتم الخبير اللغوي الدكتور محمد عبدالرزاق البكري فعاليات الجلسة واليوم الأول؛ بورقة عالج فيها قضية المعرب والدخيل في المعجم العربي. 
يشار إلى أن برنامج الندوة يشتمل على حوالي 30 ورقة بحثيّة يقدّمها باحثون لغويون وأساتذة لسانيات متخصّصون في الموضوع، وتختتم أعمالها غدا الخميس بمائدة مستديرة، تجمع حولها عددًا من الخبراء لمناقشة واقع اللغة العربية واللسانيات التطبيقية.

شارك الخبر على