كلمة الدكتور طوني عيسى، رئيس مركز أي بي تي للطاقة في احتفال توزيع الجوائز على الفائزين ضمن مشروع "جوائز الوعي حول الطاقة" مدعوّون لتبني الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية كخيار ونهج وثقافة

ما يقرب من ٦ سنوات فى تيار

منتدى بيروت للطاقة -الجمعة 27 أيلول 2019
معالي وزيرة الطاقة والمياه السيدة ندى بستاني خوري، راعية هذا الاحتفال،السيدات والسادة، أيها الحضور الكريم،
"جوائز الوعي حول الطاقة"، مبادرة غايتها إبراز الجهود المبذولة من قبل المؤسسات والمنظمات في القطاعين العام والخاص في مجال استدامة الطاقة، وحسن الأداء البيئي، وتعزيز مفهوم الاستهلاك المستدام لمصادر الطاقة.
قد يتساءل البعض كيف يمكن لمركز علمي يعمل تحت مظلة شركة نفطية تستورد وتسوّق المواد الهيدروكاربونية، هي بطبيعة عملها تسبّب التلوث البيئي، وتشكّل خطرا" على الصحة، أن تمنح جوائز لمؤسسات وشركات تعتمد حلولا” بيئية وصحيّة، وتكافئ الشركات والمؤسّسات التي تخفّف من استهلاك هذه المواد أو حتى تستبدلها بحلول الطاقة المتجددة؟
الجواب على هذا التساؤل متعدّد الأوجه:
أولا"، لأننا نعمل في قطاع تسويق المواد الهيدروكاربونية، تكون المسؤولية مضاعفة، وتقع علينا أكثر من غيرنا، في المساهمة في التخفيف من المشاكل الصحية والبيئية التي يسبّبها نشاطنا التجاري، حتى لو تعارض ذلك مع مصالحنا التجارية الآنية والضيّقة.
ثانيا"، لأننا مدعوّون لتبني الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية كخيار ونهج وثقافة وليس كموجب قانوني، لأن القانون لا يلزمنا بتبني هذا الخيار، أي أن خلفيّته أخلاقية وليست قانونية. والخلفية الأخلاقية تجعل الشركات معنية بشكل مباشر بالانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي تخلّفها ممارسة أعمالهم على المجتمع والإنسان، وذلك كجزء من مسؤوليتها الاجتماعية ذات الركائز الثلاثة وهي الربح والانسان والبيئة.
ثالثا"، سبب مرتبط بالوضع الخاص الذي نعيشه في لبنان حيث غالبية الشركات اللبنانية هي عائلية. بمعنى أن رجل الأعمال في لبنان يجمع صفتين في الوقت ذاته: صفة المستثمر وصفة المواطن. قد أتفهّم حين يكون المستثمر غير مواطن أن يفتش عن عائد مباشر وسريع وفوري على الاستثمار الذي يقوم به. فلا يكترث سوى لهذا الاعتبار. لكن يصبح الوضع مغايرا" حين يكون المستثمر إبن عائلة لبنانية، أي أنه مواطن أيضا"، وبهذه الصفة يكون معنيّ بالتصرف على هذا الأساس. فلا يغيّب هذا العامل في إدارته لاستثماراته في لبنان، خصوصا" إذا كانت ناجحة.
رابعا"، وإذا ما تجاوزنا كل هذه الأسباب أعلاه مجتمعة، ومن منطلق تجربة شخصية، أقول أن اعتماد نهج الاستدامة والممارسة المسؤولة للأعمال لا ينبغي في أي حال من الأحوال النظر إليه على أنه كلفة إضافية أو عبء مالي أو حتى عملا” خيريا”، بل هو قادر على أن يعود بالفائدة المباشرة على الشركة أو المؤسسة بحد ذاتها (وليس فقط على البيئة والإنسان والمجتمع)، لأنه إذا ما أحسن استخدامه، يؤدي إلى توليد فرص إضافية، ويكسب الشركة أو المؤسسة ميّزات تفاضلية وابتكارية غير مسبوقة. والنجاح المتواصل الذي تحققه أي بي تي في هملها وتقدّمها، هو خير دليل على صدقية هذه النظرية وصحّتها.
إن مشروع جوائز الوعي حول الطاقة هو نتاج اتفاقية تعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وقعناها في 2015، جدّدت في العام 2019 بهدف تنفيذ مجموعة
من المشاريع. وقد حرصنا منذ البداية أن تتولى هذه المرجعية الدولية ذات الصدقية العالية الإشراف المباشر والكامل على كافة المراحل، بدءا" بتلقي الطلبات، وتقديم الشروحات والاستفسارات إلى الجهات المهتمة، مرورا" بتعيين لجنة تحكيمية محايدة من الشخصيات الموثوقة ومن الخبراء من ذوي الاختصاص التي انكبت على دراسة الطلبات التي أحيلت إليها، وصولا" إلى مرحلة اختيار الطلبات الفائزة التي نعلنها اليوم. وأنتهز المناسبة لتقديم الشكر والامتنان من أعضاء اللجنة التحكيمية على ما بذلوه من جهد مضن ووقت في دراسة الطلبات واختيار الفائزين، وأخص الحاضرين منهم بيننا اليوم رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأستاذ شارل عربيد ورئيس المركز اللبناني لحفظ الطاقة الأستاذ بيار خوري.
كما أعّبر عن شكري وتهنئتي لكل الشركات والمؤسسات التي اهتمت بمشروع جوائز الوعي حول الطاقة، وتكبدت عناء تحضير طلب الاشتراك وتزويد المنظمين بكافة المعلومات المطلوبة. وقد علمت من اللجنة التحكيمية أن جميع الطلبات المقدمة استوفت غالبية معايير التقييم، وهي بنظرهم معتبرة أنها مشاريع تستحق الثناء والتقدير. لكن كان يتحتم اختيار عدد محدود منها. وهذا ما حصل.
والشكر الكبير هو لشريكنا في مشروع “جوائز الوعي حول الطاقة” برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ممثلا” بمدير مكتب البرنامج في لبنان السيدة سيلين مويروه، وأخص السيدة جيهان سعود وكل فريق الخبراء والمسؤولين في البرنامج.
والشكر تكرارا” إلى المركز اللبناني لحفظ الطاقة، خصوصا” رئيسه الصديق بيار الخوري على احتضان هذا المشروع منذ بدايته، وحرصه على أن ينطلق من منتدى بيروت الدولي للطاقة، وهو المكان الطبيعي لولادة وانطلاقة مشاريع ومبادرات مماثلة.
كما أشكر وسائل الإعلام لمساندتهم ومواكبتهم الدائمة لأنشطتنا، وأخص محطة ال MTV الناقل الرسمي لهذا الاحتفال، والتي وافقت مشكورة على إجراء زيارات ميدانية للفائزين وإعداد أفلام وثائقية عن كلّ منهم، ثم تصوير هذا الحفل وبثه ضمن حلقة خاصة سوف تعرض قريبا" على شاشتها.
ويبقى الشكر أولا" وآخرا" لراعي هذا الاحتفال معالي وزيرة الطاقة والمياه السيدة ندى بستاني التي نغرقها بمشاريعنا الكثيرة رغم معرفتنا بحجم انشغالها بالملفات الكبيرة المداهمة التي يجب أن تبقى لها الأولوية، ونحن نقدّر أنها رغم ذلك، خصّتنا بهذه الرعاية، وتابعت معنا كل المراحل التحضيرية، وحرصت على أن تحضر هذا الحفل لكي توزّع الجوائز شخصيا" على الفائزين.
أنهي بتقديم التهنئة القلبية للفائزين، متمنيا” للمؤتمرين والمشاركين في منتدى بيروت الدولي العاشر للطاقة كل النجاح والتوفيق.
 

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على