حصاد 2016 سوريا والعراق واليمن وليبيا «دماء لازلت تسيل»

over 8 years in أخبار اليوم

2016 لم يكن هو عام الخلاص، فلم توقف الدماء التي تسيل منذ أعوام وسط مط وتسويف من كافة دول العالم تجاه مشاكل الدول العربية التي سقطت في الفوضى بداية من عام 2011.
العراق وسوريا واليمن وليبيا 3 دول تنهار منذ سنوات، بسبب الصراع على المصالح فوقعت إحداها بيد داعش وأصبحت الأخرى ساحة قتال لقرابة الـ6 دول، بينما الثالثة التي كانت سعيدة في زمن الأزمنة أصبح الحزن هو لقبها الجديد، فيما تفرق دم الرابعة بين القبائل.
العراق.. 2016 لم يكن عام الخلاص
البعض كان يتوقع أن يكون عام 2016 هو عام الاستقرار بالعراق وعام الخلاص من تنظيم داعش الإرهابي إلا أن الأمور في البلد الممزق لم تسير كما كان يريدها البعض.
في عام 2016 لم يكن العراق يواجه تنظيم داعش فقط ولكنه واجه أيضا العديد من الأزمات السياسية والدبلوماسية والتي زادت من انقسامه.
في بداية عام 2016 خرج زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بدعوة أنصاره للاعتصام بالساحة الخضراء ببغداد في مارس من أجل المطالبة بمواجهة الفساد إلا أن الاعتصام تحول لاقتحام للساحة التي تضم عدد من المباني الحكومية في إبريل، ثم اقتحام آخر في مايو، ونتج عنه مقتل 4 وإصابة 90 آخرين.
واستمرت معاناة العراق في 2016 مع العمليات الإرهابية والتي كانت تستهدف العديد من المساجد خاصة المساجد الشيعة وسقط خلالها العديد من القتلى والجرحى.
ومنحت نهاية عام 2016 بارقة أمل للعراقيين خاصة مع تراجع المساحة التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي بعد الضربات الجوية التي كان ينفذها التحالف الدولي بقيادة أمريكا.
وفي 17 أكتوبر أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن انطلاق معركة تحرير مدينة الموصل التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي منذ عام 2014، والتي يشارك فيها العديد من القوات العراقية والقوات الكردية.
ولم تكن أزمات العراق طائفية وإرهابية فقط ولكنها كانت أيضا أزمات دبلوماسية مع السعودية ومع تركيا.
ففي 28 أغسطس طالبت العراق المملكة العربية السعودية بسحب السفير ثامر السبهان – أول سفير سعودي بالعراق منذ إعادة فتح السفارة المغلقة من 1990- لتجاوزه الخطوط الحمراء.
واستجابت المملكة لطلب العراق وقامت باستبدال السفير وأكدت على أن العلاقات العراقية السعودية لن تتغير على الإطلاق.
كما تبادل كل من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والرئيس التركي رج طيب أردوغان التصريحات المهينة حيث وصف أردوغان العبادي بأنه ليس ندا له وأن صرخاته التي يطلقها من العراق لا تعنيه على الإطلاق ليرد العبادي على أردوغان ويطالبه بالتزام حدوده.
اليمن .. لا فرق بين حفلات الزفاف ومجالس العزاء
أما اليمن التي ودعت عاصفة الحزم واستقبلت عملية إعادة الأمل قبل انطلاق عام 2016، فلم يعد إليها الأمل مرة أخرى، وظلت على العهد الذي قطعته في عام 2015 وهو الاستمرار في نزيف الدماء التي لم تتوقف ليوم واحد.
ففي اليمن لم يكن هناك فرق بين حفلات الزفاف وبين مجالس العزاء كلها اكتست بالحزن، فالأفراح تتحول إلى مآتم بعد ما تتعرض للتفجير، ومن يذهبون لعزاء في الضحايا الذين سقطوا خلال الأفراح يعودون هم الآخرين لمنازلهم في أكفان والسبب واحد القصف.
أعلنت العديد من الهدنات إلا أن الشعب اليمني لم يستفد من أي من تلك الهدنات على الإطلاق، والمستفيد الوحيد كان المليشيات المتصارعة.
وكان أبرز الاعتداءات التي حدثت في اليمن كان تفجير حفل زفاف راحت ضحيته 12 سيدة، بينما استهدفت غارة خاطئة مجلس للعزاء باليمن راح ضحيته 140 قتيلا وأصيب 400 آخرين.
سوريا .. 5 سنوات والوطن لازال ينزف
الأزمة السورية هي الأكثر تعقيدا على الإطلاق بسبب كثرة الأطراف التي تتصارع على بلد مساحته لا تتجاوز 186 كيلو متر مربع، فأمريكا وقوات التحالف الدولي والجيش السوري التابع لبشار الأسد وميلشيات المعارضة، وروسيا، وقوات حزب الله والحرس الثوري الإيراني وتركيا وتنظيم داعش كلها تقوم بتنفيذ عمليات عسكرية يكون ضحيتها الشعب السوري نفسه.
وشهدت سوريا العديد من الأزمات ومنها أزمة تجويع مدينة مضايا المحاصرة والتي انتشرت صورها على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل المساهمة في إنقاذها.
وبعد مضايا جاءت الاتهامات المتبادلة بين القوات المصارعة باستخدام أسلحة محرمة دوليا ومنها الفسفور الأبيض وغاز الخردل السام.
ومع الضربات الجوية وفي أكتوبر تم الإعلان عن تحرير مدينة دابق، وفي نهاية 2016 تم الإعلان عن بدء حصار محافظة الرقة من أجل تحريرها من قبضة تنظيم داعش الإرهابي.
ليبيا.. الدماء تختلط بالبترول
في ليبيا الأمر لم يتغير كثيرا عما كان عليه في العام الماضي، فلازالت الدولة تمتلك حكومتان إحداهما معترف بها دوليا وهي حكومة الوفاق الوطني فيما تقر الثانية بأنها صاحبة الحق والشرعية.
وتواصلت العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش لا يزال يخوض قتالا شديد مع عدد من الميليشيات المتحصنة في مدينة بني غازي من جهة وبين كتائب داعش التي تفرض سيطرتها على عدد من المدن التي يتواجد بها البترول.
وفي بداية أغسطس الماضي أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون بأنها نفذت ضربات جوية على مدينة سرت الليبية بعد ما تقدمت الحكومة الليبية بطلب إلى الإدارة الأمريكية من أجل مساعدتها على تحقيق تقدم في المدينة الواقعة بقبضة داعش.

Share it on