زويل وحجي

ما يقرب من ٨ سنوات فى أخبار اليوم

 أميل إلي تفسير أن الكلم الطيب يصعد بذاته إلي الله، ودليلي الحديث الشريف: «الكلمة الطيبة صدقة» والصدقة كما أفهم عمل صالح يؤجر صاحبها عليه
الأربعاء :
علي صفحته بالفيس بوك كتب الأستاذ الجامعي الذي أكن له تقديرا كبيرا متسائلا في استنكار عما إذا كان استمرار د. أحمد زويل - رحمه الله - معيدا بجامعة الإسكندرية أكان سيؤهله للحصول علي نوبل.
تناسي الأستاذ أن زويل ابن هذه الأرض الطيبة التي أخرجت قبله يحيي المشد وسميرة موسي ومصطفي مشرفة وسعيد بدير ابن الفنان السيد بدير وغيرهم كثير، دارت الكثير من الأقاويل حول ظروف وفاة كل من ذكرت وحملة الاغتيالات التي طالتهم والفاعل فيها معلوم مجهول!
هل يعز علي هذه الأرض التي أخرجت هؤلاء أن يخرج منها أمثال زويل في العلم وفي الآداب والاقتصاد وأي مجال آخر نافع للبشرية في هذه الحياة الدنيا.
سأترك الإجابة للصديق الذي تناسي أن لكل مجتمع كبوته التي قد يضيق فيها البلد علي الطامحين الطامعين في غد أفضل لهم وللبشر ولايعد أمامهم إلا أرض الله الواسعة يهاجرون فيها ولا ينسون جذورهم حيث يتمني الواحد منهم وطبعا الكلام عن الأسوياء فقط أن يمنح هذا الوطن بقدر ما أخذ مهما كانت نظرتنا إلي أن ما أخذه قليل،يكفي مدرس في مدرسته إلي أن أنهي تعليمه الجامعي وضع عليه بصمة وإلي جوار بصمات أخري تشكل فكره ووجدانه لتؤهله تلك البصمات في أن يبرع ويبزغ عندما تحين الفرصة في مكان آخر.
تذكرت رحلة زويل ومشوار العطاء لبلده وأنا أشاهد حوار العالم المصري عصام حجي وكلامه عن رؤيته لحل مشاكل مصر، عظيم جدا ما تقوله ياسيدي ولكن ما الداعي للسخرية دائما والانتقاد بألفاظ قاسية لكل ما تراه عيناك أو تسمعه أذناك مما ليس علي هواك، اختلف ياسيدي كما شئت وكيفما شئت ولكن لماذا لا يكون الجدال بالتي هي أحسن والموعظة الحسنة.
ياسيد عصام لقد طرحت أفكارا عظيمة وعابها غلافها السييء من الاستهزاء والاستهتار باقدار الجميع، وكله كلام جميل ونظريا علي أوراق صماء ولكن ماذا عن التطبيق وكيف تستطيع أنت وأمثالك من الطيور المهاجرة أن تعيدوا لهذا الوطن جزءا من ريادته.
سيدي لا تنتظر أن يستجاب لك وأنت فظ غليظ القلب، كن سمحا وابدأ مشوار الألف ميل الذي تريده لمصر بخطوة عملية علي أرض الواقع كما سعي إليها سلفك زويل، ولكن طالما ظل هذا هو أسلوب دعوتك ورؤيتك فلن تحقق شيئا لأنه ببساطة من يريد أن يفعل عليه أن يهجر الكلام.
حلوة يا بلدي والبطالة
الخميس :
استنهض الأستاذ ياسر رزق رئيس مجلس إدارة «أخبار اليوم» ورئيس تحرير «الأخبار» همم المسئولين والمواطنين في الحملة التي ابتكرها تحت عنوان «حلوة يا بلدي.. بينا كلنا» علي مدي الأيام الماضية تابعنا علي صفحات «الأخبار» كيف أثمرت هذه الدعوة عن استنفار ما هو كامن في أعماق المواطنين قبل المسئولين من قيم نبيلة وأحلام لمحيطهم الذي يعيشون فيه وهو ما ينعكس بالتالي علي وطنهم الأم بأكمله.
وإذا كان الحماس قد أخذ الجميع لتطبيق مبادرة «أخبار اليوم» وحتي يظل هذا الحماس في أوجه ولايفتر كما هو الحال مع كل مبادرة نسعي إلي تطبيقها فإنني أعود من خلال هذه السطور لأطالب بما طالبت به من قبل في عدة مقالات لي علي صفحات الأخبار وكانت بعنوان «الزبالة والبطالة».
دعوت في هذه المقالات إلي طريق يسير يمكن أن يخلصنا من جانب كبير من مشكلة البطالة علي مستوي محافظات الجمهورية بأكملها ويحقق لنا عدة أهداف علي رأسها وقف نزيف الهجرة إلي العاصمة وآخرها فرصة عمل ذات دخل معقول جداً إن لم يكن فوق المطلوب بمراحل.
تتلخص الفكرة في أن محافظة مثل القاهرة تنتهي فيها عقود النظافة المبرمة مع الشركات الأجنبية العام القادم حيث تم توقيعها عام ٢٠٠٢.
مع انتهاء هذه العقود ما علينا سوي تسلم الأماكن التي تم منحها لهذه الشركات في مختلف أحياء القاهرة لتخزين معداتها والأماكن المقررة لها من مدافن صحية للتخلص من المخلفات ثم التفاوض لشراء معدات هذه الشركات التي أصبحت شبه خردة من سيارات وغيرها والبدء في تقسيم أحياء القاهرة إلي مربعات، كل مربع يحتوي علي عشرة آلاف أو عشرين ألف وحدة سكنية - مثلاً - ودعوة الشباب إلي تكوين شركات تحت إشراف حكومي تضم أصحاب المؤهلات العليا والمتوسطة والأقل حتي من معهم شهادات محو الأمية، يتم اسناد هذه المربعات إلي هذه الشركات مع دعمها بالمعدات اللازمة من خلال المبالغ التي يتم تحصيلها شهرياً مع ايصالات الكهرباء علي أن تقدم لكل شركة المبالغ التي تحصل من العشرة آلاف أو العشرين ألف وحدة وهي من خمسة إلي ثمانية جنيهات شهرياً عن كل وحدة علي أن يخصم مبلغ للدعم بالمعدات من هذه المبالغ علي أقساط والباقي رواتب للعاملين في الشركة.
وإذا كنا سنسند عودة جمع القمامة من المنازل مرة أخري إلي هذه الشركات وكنس الشوارع ورفع المخلفات إلي نقاط التجميع، فلنبدأ في تكوين شركات أخري لتدوير القمامة سواء من خلال الشباب أيضاً أو المستثمرين وإرشاد هؤلاء إلي الاسلوب الأمثل للتدوير والنتائج المرجوة منه سواء في إعادة التصنيع أو انتاج السماد العضوي وغيرها من الفوائدالتي يجنيها الكثيرون من محترفي التدوير حالياً وان كان باسلوب ومعدات بدائية.
كل المطلوب هو مسئولون يقتنعون بهذه الأفكار والاستعانة بخبراء سواء كانوا أكاديميين أو من العاملين في هذا المجال ليضع الجميع خطة استراتيجية لنتخلص من هذا الوباء الذي سيطر علي حياتنا منذ دخول الشركات الأجنبية منظومة النظافة في العديد من المحافظات وخاصة القاهرة.
لا أدري مانعاً يحول بين التنفيذيين الذين بيدهم الحل والعقد وبين هذه الأفكار التي نضرب بها أكثر من عصفور بحجر واحد.. ما المانع أيها السادة في التدبر والتفكير فيما نقول.. إنها دعوة أري أنها ليست مستحيلة وإن كانت مستحيلة قولوا لنا لماذا؟
كلام يصعد وعمل يُرفع
السبت :
كثيرا ما توقفت أمام الآية العاشرة من سورة فاطر في قول الله تعالي «إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه».. قرأت الكثير من التفسيرات منها ما يؤكد ان الكلم الطيب هو الذكر ولا يرفعه إلا عمل صالح ومنهم أن كل كلمة تبتغي بها وجه الله تعالي فهي كلمة طيبة وآخر قال إن الكلم الطيب هو الذكر وأداء الفرائض هو العمل الصالح الذي يرفعه ولولا العمل الصالح ما رُفع الكلم الطيب وفي عصرنا الحديث رأيت علي اليوتيوب أحد العلماء من بلاد المغرب يقول الآية تتحمل كل التفاسير فقد يصعد الكلم الطيب وحده ويرفع الله العمل الصالح وقد يرفع العمل الصالح الكلم الطيب والعكس أيضا قد يصعد الكلم الطيب ويرفع معه العمل الصالح.
وجال بخاطري تفسير سمعته منذ سنوات ودخل في عقلي مستقرا في وجداني حينما شرح ذلك الرجل الجليل في جلسة علم معني كلمة الأثير مشيرا إلي انها مادة اعتبرها بعض الفلاسفة اليونانيين قديما انها العنصر الخامس للأرض اضافة للعناصر الأربعة وهي الأرض والماء والهواء والنار.
هذه المادة غير مرئية أو ملموسة تملأ الفضاء كله ما كان ممتلئا منه أو فارغا والأثير اشتقت من أصل يوناني لكلمة تعني الهواء الكوني أو الأساس من منطلق الايمان باستحالة وجود حيز مفرغ تماما.
عبر الأثير - المادة غير المرئية أو الملموسة - تنتقل جميع الذبذبات أو الموجات وهو ما نعرفه جيدا من مذيع الاذاعة عندما يقول إرسالنا إليكم عبر الأثير.
هذا الأثير يحتفظ أيضا بكل كلمة تخرج من الانسان أو أي صوت مهما كان مصدره لأنه ببساطة ما هذا الصوت إلا ذبذبات تنتقل عبر الأثير.
وهذا يقودنا إلي تفسير جديد قاله الشيخ الجليل وهو ان كلام بني آدم ينتقل عبر هذه المادة ولا يحده حيز الأرض فقط وإنما حيز الفضاء كله، ومن هنا يصعد إلي المولي سبحانه الطيب منه وما عدا ذلك يظل في الأثير إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها.
أما قدامي المفسرين فقد أكدوا علي ضرورة أن يكون صاحب الكلم الطيب مؤمنا بالواحد الأحد حتي يجد كلامه طريق صعوده إلي الله وهذا الكلم الطيب لا يقره إلا عمل صالح يتمثل في الفرائض المطلوبة وبدونه يظل الكلم الطيب عالقا بين السماء والأرض أو يرد إلي صاحبه.
أجد نفسي أميل إلي تفسير أن الكلم الطيب يصعد بذاته إلي الله حتي لو لم يصاحبه عمل طالما كان هذا الكلم ليس به شبهة نفاق وخرج من القلب ولوجه الله، ودليلي الحديث الشريف: «الكلمة الطيبة صدقة» والصدقة كما أفهم عمل صالح يؤجر صاحبها عليه.
أما العمل الصالح فيرفعه الله سبحانه وتعالي كما يرفع صيامنا فريضة وتطوعا وصلاة وحجا مباهيا به الملائكة.
٥٠ مليون جنيه يومياً للحرامية
الأحد :
في بلادنا وطبقا لآخر الاحصائيات عشرون مليون مدخن إذا افترضنا أن كلا منهم سيدخن علبة سجائر واحدة يوميا اذن معدل الاستهلاك سيصل إلي عشرين مليون علبة، هذه العشرون مليون علبة يدخل في جيب الحرامية من التجار وأي صاحب كشك وما أكثرها في مصر المحروسة حوالي خمسين مليون جنيه يومياً بعيدة عن خزانة الدولة، اتدرون لماذا؟ والكلام لغير المدخنين وأولياء الرقابة علي الأسواق الذين يتعايشون مع هذا الوضع منذ سنوات.. السبب أن السجائر وهي السلعة الوحيدة ذات التسعيرة الجبرية في مصر لا تباع أبدا بسعرها المحدد اللهم إلا في بعض محلات السوبر ماركت الشهيرة والتي تختفي في دقائق بمجرد وصولها، لو هناك علبة سعرها ١٦ جنيها مثلا المدخن يشتريها بـ١٧ ويقول لنفسه مجاتش علي الجنيه الزيادة، تختفي السجائر في الاجازات الطويلة نسبيا أو تتواري بقدرة قادر مع كل شائعة عن ضريبة القيمة المضافة أو اتجاه الحكومة لزيادة سعر الدخان وتعود لتظهر بأسعار وصلت في بعض الأحيان إلي حوالي أربعة جنيهات أو خمسة في العلبة الواحدة.
انتاج السجائر في مصر تحصل منه الدولة علي جمارك وضرائب بالمليارات وليست بالملايين وتكلفتها لا تصل ابدا لاكثر من ٢٥ بالمائة من ثمن بيعها والباقي رسوم ومنها ما يذهب للتأمين الصحي علي طلاب المدارس ودي هي ممكن الفايدة الوحيدة للمدخن من استمراره في التدخين.
ورغم أن وزارة التموين ومفتشيها لم يعد لهم عمل يذكر في مراقبة التسعيرة الجبرية زي زمان إلا انهم يقفون منذ عشر سنوات يتفرجون علي الحرامية وهم يجنون ٥٠ مليون جنيه يومياً.
جمعة والخطبة المكتوبة
الجمعة :
تلقيت من الصديق د. أحمد عبدالرزاق نوفل نجل الكاتب الاسلامي الراحل عبدالرزاق نوفل هذه الرسالة عبر بريدي الاليكتروني.
في نفس الوقت الذي نعاني فيه من خلافات في أمور كثيرة أدت بنا إلي مزيد من الشجار والتناحر من خلال المناقشات والحوارات التي تؤدي إلي إضاعة أوقات كثيرة كنا نحتاج إليها في إنجاز أعمال تفيدنا في مرحلة الإصلاح والبناء من أجل مصر جديدة قوية تعود رائدة في كافة المجالات كما كنا في الماضي ولكن للأسف الشديد خرج علينا معالي وزير الأوقاف فضيلة الدكتور محمد مختار جمعة في سابقة جديدة لم نعتد عليها جميعا ولم يأت بها من قبل في مصر أحد من الأوائل وهي فكرة الخطبة المكتوبة التي يقوم بها فقط الإمام حين يعتلي المنبر ممسكا بيده ورقة بها الخطبة المكتوبة والمعدة له من قبل وما عليه إلا إلقاؤها فقط.
وأعتقد أن هذا القرار الذي أصدره فضيلته بل قام بتطبيقه بنفسه في صلاة الجمعة الماضية في اعتلائه للمنبر بجامع عمرو بن العاص سوف يؤدي إلي مزيد من الانقسامات بين مؤيد ومعارض له في فترة لا نحتاج فيها إلي ذلك الانقسام وهنا أطرح علي فضيلته بعض الأسئلة كيف سيتم تقييم الأئمة والدعاة؟ هل سيتم الاكتفاء بحضور الإمام وإجادته للقراءة فقط؟
هل فكرة الخطبة المكتوبة تخدم ما ننادي به جميعا من أجل تجديد الخطاب الديني ؟
هل تم عرض هذه الفكرة علي مجلس النواب وتمت الموافقة عليها قبل تطبيقها ؟
هل الخطبة المكتوبة هي الطريقة المثلي لحث الأئمة والدعاة علي كثرة القراءة والبحث في أمهات الكتب والمؤلفات التي قام بوضعها كبار علمائنا ومشايخنا الأجلاء الذين تعلمنا منهم ومن كتبهم صحيح الدين الإسلامي ؟
لأنه في الوقت الذي ننادي به من أجل ضرورة الاهتمام بالأئمة والدعاة ورجال الدين بتدريبهم وتأهيلهم من خلال دورات تثقيفية وعلمية للوقوف علي أحدث مستجدات التقدم العلمي الحديث التي تزداد من حولنا يوميا لتزداد قدرتهم ومقدرتهم في إظهار أهمية دور العلم في خدمة الدين الإسلامي وخاصة أن ديننا الحنيف قد سبق العلم كثيرا من خلال آيات قرآننا الكريم.
لأنه يجب الأخذ في الاعتبار أن خطبة الجمعة يجب أن تواكب وتواجه ما يحدث من أحداث تختلف من منطقة إلي منطقة أخري فمثلا في قري صعيد مصرنا حين تحدث حادثة أخذ بالثأر لابد أن تكون خطبة الجمعة في هذه المنطقة تعظ المصلين وترشدهم إلي نبذ هذه العادة ومساعدة رجال الأمن علي تطبيق القوانين التي تحد من انتشار هذه الظاهرة وكنت أتمني من فضيلة معالي وزير الأوقاف البحث عن أملاك وزارة الأوقاف المصرية التي تعتبر من أغني الوزارات بأملاكها وممتلكاتها وكيفية التعرف علي العمل علي استثمارها فيما يعود بالنفع علي المجتمع المصري وأبنائه الآملين في مستقبل مشرق وهم يستحقونه فعلا وأيضا علي وزارة الأوقاف المصرية تشديد الرقابة والمتابعة علي أموال صناديق النذور في مساجدنا الكبري.
فرجاء مني له إعادة التفكير في هذا القرار لأنه إذا كان خير الدعاء ما نبع من القلب فإن خير خطاب ما نبع من قلب الإمام بإحساسه الصادق بما يقول وإيمانه المطلق به حتي يصل إلي قلوبنا جميعا قبل آذاننا.

شارك الخبر على