معايير الترشيحات مقلوبة!

أكثر من ٤ سنوات فى الشبيبة

علي بن راشد المطاعني في الوقت الذي يفترض أن ننظر فيه إلى البرامج الإنتخابية للمترشحين لعضوية مجلس الشورى بدقة عالية وأن نطلع على قدراتهم وكفاءاتهم ومؤهلاتهم ومدى ملاءمتهم للمرحلة القادمة في البلاد، إلا أن البعض لا يزال يعمه في غياهب الجاهلية حيال الإرتقاء بفكره والسمو فوق جراحات هذه الجوانب الشكلية، مؤسف جد أن ننظر للرجل لنرى إن كان ملتحيا ولحيته معتبرة وتوحي بالتقوى والإستقامة أم لا، ثم ننظر للمرأة لنرى إن كانت محجبة أو غير ذلك، طويلة كانت أم قصيرة، سمينة كانت أم نحيفة لنقرر على ضوء هذه القشور مستوى الكفاءة لتغدو عضوا بالمجلس أم لا، أمور ومقاييس لاتسمن ولا تغني من جوع (يجب) أن نعمل جاهدين لإسقاطها من حساباتنا وإلى الأبد.إننا كناخبين يجب أن ننظر إلى قناعات المترشحين قبل كل شيء، فنطرح على أنفسنا أسئلة موضوعية تتمحور حول لماذا نرشح هذا أو ذاك، وهل هو أو هي قادر على تقديم فكر جديد ومنهج جديد يثري من خلاله تجربتنا الديمقراطية بعيدا عن أي أهداف شخصية أو قبلية أو للبحث عن الوجاهة والصيت الحسن وغيرها من مغريات الحياة، فالكثير للأسف يسعى لمثل هذه الجوانب، تلك حقيقة لا ننكرها، أما البعض وهم القليل يرغبون فعلا في الإرتقاء بالتجربة البرلمانية التي ولدت لكي تتطور ولديهم أهداف أسمى وأعلى غير مكترثين باكتساب الشكليات بما فيها صاحب السعادة.فنحن وحتى الآن لا يمكننا القول بأننا قد تخلصنا بنحو كلي من إشكاليات القبلية والمناطقية والمذهبية وغيرها من الإنتماءات أو من الآهات لتدلف لصلب الترشيحات لإختيار الأعضاء لمجلس الشورى والبلدية وكل التجارب الانتخابية بالبلاد، فالان ولم نتخلص بعد من تلك يدخل قاموسنا تقييمات أخرى شكلية لتكرس تقوقعنا وبعدنا الجوهري عن الواقع الحضاري لتجارب الأمم والشعوب التي تقدمت وسمقت في هذه الميادين، فما هو مفترض أن المؤهلات والقدرات الذاتية التقدمية هي المحك الأول والأخير، ذلك متفق عليه نظريا، غير أن المأساة تكمن في أن نتفق عليه عمليا. فإذا كانت الدولة مافتئت تكافح من أجل الإرتقاء بالتجربة البرلمانية عبر التوعية بشأن أختيار الأفضل والتصويت لعُمان كدولة وعدم الإنصياع إلى الفئويات والقبليات، نجد البعض لايزال يسعى لجرنا لظلام الجهل والجهالة، إذ لاندري لماذا يصرون على السير في طريق الأشواك والمحن رغم التحذير والتنبيه لخطورته على الوطن بمن فيه.المرحلة المقبلة لمسيرة الشورى في السلطنة تحتاج إلى وجوه جديدة وكفاءات بمستويات عالية ومتعلمة ومتخصصة في مجالات شتى لرفد العمل البرلماني والإرتقاء بهذه التجربة الوطنية وبالتالي لا مجال للمجاملات على حساب مصلحة الوطن العليا.بالطبع الكل يحاول أن يستميل ناخبين كحق إنتخابي مشروع، وأن يعزز حملاته ويعمل بكل الطرق المشروعة لتحقيق النجاح، ولكن في نهاية المطاف الناخب هو من يقرر، وإن كان الأمر كذلك فليتق هذا الناخب الله في صوته الذي سيدخل لصندوق الإقتراع، إذ معقود عليه لواء نجاح التجربة أو فشلها، تلك هي (الأمانة) الموصوفة في القرآن وقد تجلت هنا بكل معانيها عميقة الأغوار.نأمل أن نترفع عن الصغائر وأن نقدم لمجلس الشورى القادم أعضاء هم الأفضل بناء على المقاييس التي أشرنا إليها وبعيدا عن المعوقات الموصوفة، فالعالم كله يرهف السمع وتشرئب الأعناق لترى ماذا فعلنا في إنتخاباتنا لمجلس الشورى، إذن لنكن عند حسن الظن بنا.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على