المرجعيّة تنأى بنفسها عن "التسوية".. والصدر يعاود مهاجمة حلفائه

أكثر من ٧ سنوات فى المدى

نأت المرجعية الدينية في النجف بنفسها عن مشروع "التسوية" في بيانين أعقبا زيارة قام بها وفد رفيع يمثل التحالف الوطني ترأسه عمار الحكيم. ورفضت اوساط المرجع الأعلى الزج باسمه في المشروع، داعياً الكتل السياسية الى تحمل مسؤولياتها، في مؤشر على عدم تحمس مرجعية النجف للمبادرة التي أطلقها الحكيم.بدوره وضع زعيم التيار الصدري 12 مقترحاً أمام التحالف الشيعي أبرزها تغيير وجوه قادته بشكل كامل لكسب ود المرجعية.وكان وفد التحالف الوطني زيارة النجف، يوم الخميس الماضي، والتقى أربعة من مراجع الدين من دون ان يحظى بلقاء المرجع الأعلى السيد علي السيستاني. وركزت مباحثات الوفد مع المراجع على ورقة التسوية السياسية.وكان نواب عن كتلة ائتلاف المواطن، برئاسة الحكيم، قد توقعت ان يلتقي الاخير مع المرجع الأعلى بعيداً عن الإعلام. ونفت مواقع مقربة من رئيس التحالف الوطني ان يكون لقاء المرجع الاعلى ضمن برنامج زيارة الوفد الشيعي.هذا الامر دفع بحامد الخفاف، الناطق باسم مكتب السيستاني، لتوضيح ملابسات الامر، في بيان اطعلت عليه (المدى) الجمعة.وقال الخفاف "يهمني التأكيد أن رئاسة التحالف الوطني والوفد المرافق، طلبوا موعداً للقاء سماحة السيد السيستاني الذي اعتذر عن لقائهم كما هي عادته منذ سنوات"، عازياً رفض المرجع لاستقبال الوفد الى "نفس الأسباب التي دعته لمقاطعة القوى السياسية التي ذكرتها المرجعية العليا في بيان شهير إبان الحركة المطلبية الأولى، وأعادت تكرارها مراراً إبان الحركة المطلبية الأخيرة ولكن دون جدوى".وأضاف الناطق باسم مكتب السيستاني أن "التحالف الوطني أراد زج المرجعية في موضوع التسوية، وسماحة السيد السيستاني لايرى مصلحة في ذلك".كما أصدر الخفاف بياناً ثانيا، خلال 24 ساعة، جاء فيه "بعد الجدل الذي دار حول التصريح الذي أدليت به مؤخرا ومافهمه البعض منه خطأ من أن سماحة السيد السيستاني دام ظله لايرى المصلحة في ما يسمى بمشروع التسوية المطروح".وأكد المتحدث باسم المرجع الاعلى ان "سماحته لم يبد اي موقف تجاه هذا المشروع وقد أبلغ ممثل الامين العام للأمم المتحدة وسائر الجهات المعنية في ما سبق بأنه لايرى من المصلحة زج المرجعية الدينية في النجف الأشرف في امر هذا المشروع".وأضاف الخفاف أن المرجع السيستاني "يرى ان على القوى السياسية ان تتحمل كامل المسؤولية عنه أمام الشعب بتفاصيل بنوده وتوقيت طرحه وتوفير فرص نجاحه وغير ذلك".وانفردت جريدة (المدى) بنشر نص "التسوية التاريخية" التي كشفت النقاب عنها في عددها 3771 الصادر بتاريخ 31 تشرين الاول الماضي، وتم تداولها بشكل واسع محلياً وعربيا، وفتحت باباً للجدل حول إمكانية بلورة رؤية وطنية عراقية لما بعد داعش.واجبرت تصريحات الناطق باسم المرجع الاعلى رئاسة التحالف الوطني الى إصدار بيان لتوضيح موقفها. وقال بيان التحالف، الذي تلقت (المدى برس) نسخة منه الجمعة، انه "يتداول مؤخرا في مواقع التواصل الاجتماعي ردود وكلمات تخص زيارة وفد التحالف الوطني للنجف ونحن ننفي صدور أي رد او بيان بهذا الخصوص من قبل التحالف الوطني".وأضاف البيان ان "التحالف مازال كما كان يستظل بخيمة المرجعية العليا ويستنير بارشاداتها متى ما رأت المصلحة في بيان الموقف ولن يتقوّل عليها او يستغل اسمها في مجمل نشاطاته ومشروعاته"، مؤكداً انه "سيبقى ‎المدافع الأمين عن حقوق الشعب العراقي ومكتسباته المشروعة".وفي اطار الانتقادات التي وجهت للتحالف الوطني جراء فشله في لقاء المرجع الاعلى، خاطب جلال الدين الصغير، القيادي في المجلس الاعلى، قيادات التحالف الوطني عبر منبر الجمعة "ألا تفكرون ان من المعيب ان يبقى مرجعكم لا يريد لقاءكم، حيث ذهبتم الى النجف وباب السيد بقي مغلقا؟".وأضاف الصغير "سنوات متعددة والسيد اغلق بابه، آن لكم ان تجلسوا وتفكروا لماذا اغلق الباب، وماذا فعلتم لكي يغلق عليكم بابه".أقوى هذه الانتقادات جاءت على لسان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي اقترح 12 نقطة على القادة الشيعة ابرزها تغيير وجوه التحالف السياسية وسياساته الخاصة والعامة.وقال الصدر، في بيان اصدره صباح امس الاحد واطلعت (المدى برس) على نسخة منه، انه "بعد ان رفضت المرجعية العليا في العراق استقبال وفدكم الاعلى، فعليكم النظر والتدقيق في اسباب ذلك الرفض، والذي اتوقع ان يكون لاسباب معينة، يمكنكم رفعها ولو تدريجياً من خلال مقترحات".واضاف الصدر "من بين تلك المقترحات عليكم تغيير وجوهكم السياسية شلع قلع، وسياساته الخاصة والعامة، ومحاسبة المفسدين المحسوبين عليه بلا استثناء، والنزول الى الشعب ومعاناته وترك التحصن خلف الجدر، ووقف التدخلات الحزبية والمليشياوية في عمل الحكومة، ودعم الجيش العراقي والقوات الامنية والمجاهدين بما يحفظ للدولة هيبتها وقوتها".ودعا الصدر التحالف الوطني الى "نبذ الخلافات وترك الصدامات الطائفية ليس من خلال التسوية السياسية المجهولة، بل من خلال توحيد الصف المجتمعي  على وفق اسس شرعية وقانونية مدروسة وممنهجة، والحفاظ على هيبة المرجعية في العراق واوامرها وقراراتها ونصائحها وتوجيهاتها، ترك الخطابات الانفرادية والتصعيدية التي لا جدوى منها، وضع ستراتيجية مرضية من قبل المرجعية حتى يكون التحالف تحت خيمة المرجعية".وأشار الصدر الى ان "المرجعية هي الممثل الاكبر للشعب وبالتالي رفض لقائكم يعني رفض الشعب لكم فتداركوا امركم"، مخاطبا التحالف "ليكن عملكم من اجل رفعة العراق ودعم دولته دوماً لا لاجل انتخابات او امور دنيوية اخرى لعلنا واياكم نبني عراقاً آمناً وموحداً تحت غطاء المرجعية وانظار الشعب المظلوم".وختم الصدر بالقول "لقد أبديت تعاوني سابقاً من اجل بناء تحالفكم بصورة اخرى وثوب جديد، فان شئتم ذلك فانا على اتم الاستعداد على الرغم من انني خارج التحالف".ورفض أعضاء من ائتلاف دولة القانون والمجلس الأعلى الإسلامي التعليق على ما أدلى به زعيم التيار الصدري برغم محاولات (المدى برس).وفي هذا السياق قال النائب توفيق الكعبي، عضو تيار الاصلاح بزعامة إبراهيم الجعفري، لـ(المدى برس) إن "أعضاء الكتل السياسية كافة بدون استثناء يعملون من أجل كتلهم وأحزابهم"، معرباً عن أمله بأن "ينطلق الجميع ببداية جديدة وترك منهج العمل لكتلهم وأحزابهم عند تسلمهم مناصب حكومية،  وأن تكرس جهودهم لخدمة العراق وشعبه".وأيّد الكعبي "ما أورده زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، بشأن ضرورة تغيير التحالف الوطني وجوهه السياسية"، داعياً الصدر الى "البدء بأنصاره الموجودين في الحكومة أولاً".  ورأى عضو تيار الإصلاح ان "المسؤولين من أتباع التيار الصدري ينبغي أن يطبقوا ما دعا إليه زعيمهم"، مستدركاً "لكن ما طرحه الصدر لا يمكن تنفيذه اليوم".وتمنى عضو التحالف الوطني، أن "يكون هنالك نقد بناء لمن توجد عليه مؤشرات بالفساد، وترك مسألة التعميم"، داعياً التحالف الوطني والكتلة الصدرية والقوى السنية والكردية، إلى "رفع شعار العراق فوق الجميع".

شارك الخبر على