حصاد 2016 فرنسا..عام من الاضطرابات وانتظار الرئيس الجديد
over 8 years in أخبار اليوم
هجمات إرهابية، اضطرابات، مظاهرات غاضبة وانتخابات تمهيدية..هكذا مر عام 2016 على فرنسا، عاما غنيا بالأحداث والتطورات التي ستحدد مصيرها لسنوات قادمة.
ربما لم يكن العام سعيدا، فقد كان امتدادا لـ2015 بكل ما تم فيه خاصة ملف الإرهاب الذي مازالت فرنسا تسعى جاهدة للقضاء عليه وملاحقة المتشددين بعد ما عانته من قتل وهجمات بحق مواطنيها إضافة إلى التهديدات الدائمة.
قانون العمل:
في يوليو الماضي خرج رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس ليعلن للجميع أن حكومته لجأت إلى إجراء تعديل دستوري بغرض إتاحة الفرصة لها لفرض قانون العمل المعدل دون تصويت برلماني.
تسبب مشروع قانون العمل المسمى بـ"قانون الخمري" نسبة إلى وزيرة العمل مريم الخمري، بكونه الحدث الأبرز والمتسبب في حدوث اضطرابات ومظاهرات واسعة في أنحاء فرنسا نتيجة رفض شريحة كبيرة من أبناء المجتمع الفرنسي له خاصة أصحاب النقابات العمالية والموظفين الذين رأوا فيه ظلما كبيرا لهم وأنه يخدم في المقام الأول أرباب العمل ورجال الأعمال دون النظر إليهم أو إلى حقوقهم.
اندلعت الاحتجاجات في المدن الفرنسية المختلفة منذ طرح وزيرة العمل الخمري لهذا القانون في الـ17 من فبراير الماضي، واستمرت تلك الاحتجاجات قرابة الـ5 أشهر لكنها لم تؤتي بأية نتائج سوى بعض التعديلات البسيطة التي قامت بها الحكومة على القانون إرضاء للمحتجين لكنهم لم يكتفوا واستمروا في غضهم، إلا أن الحكومة مضت في طريق تنفيذها للقانون غير عابئة بالرفض الشعبي واستغلت المادة 3-49 من الدستور لتمريره، وبالفعل تم إقرار القانون بدون تصويت البرلمان في الـ20 من يوليو.
الاعتداء الإرهابي بمدينة نيس:
من جديد، عاد الإرهاب ليدق أبواب فرنسا وكانت مدينة نيس هي المقصد، حيث قام إرهابي تونسي بقيادة حافلة واقتحم حشدا من المحتفلين بيوم الباستيل "العيد الوطني الفرنسي"، فدهسهم ليقتل 84 ويصيب العشرات بإصابات خطيرة في حادثة وصفت بالأعنف والأكثر دموية في تاريخ تلك المدينة الساحلية.
استطاعت الشرطة الفرنسية اللحاق بمنفذ الهجوم وقتله، إضافة إلى قيامها بالبحث عن شركاء آخرين له.
من جهته خرج الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند ليعلن تمديد حالة الطوارئ المفروضة لـ3 أشهر إضافية، مؤكدا أنه سيتم نشر 10 آلاف فرد أمن في مختلف المدن الفرنسية، 500 منهم في مدينة نيس بهدف توفير الأمن والمساعدة في إجراء بحث وتحقيق حول الحادث الذي تسبب في إثارة الذعر لدى الآلاف.
الانتخابات التمهيدية للرئاسة الفرنسية:
بالرغم من كافة الأحداث التي مرت بها فرنسا في 2016، إلا أن الانتخابات الرئاسية ظلت الحدث الأبرز والأهم الذي تستعد له البلاد حيث ستشهد فرنسا تنافسا قويا في شهري إبريل ومايو المقبلين لاختيار الرئيس الجديد، الذي لن يكون قطعا فرانسوا أولاند وذلك بعد قراره بعدم الترشح مجددا بعد تهاوي شعبيته في الفترة الأخيرة، ليترك الساحة لمنافسين آخرين.
واستعدادا لتلك الانتخابات، أجرت الأحزاب انتخابات تمهيدية لاختيار ممثلها، فقامت أحزاب يمين الوسط باختيار رئيس الوزراء الأسبق فرانسوا فيون ليكون مرشحا بارزا نحو الإليزيه، وبنجاحه الكبير استطاع تبديد أحلام وآمال نيكولا ساركوزي في العودة مجددا إلى الساحة السياسية، فما كان منه سوى الاعتراف بالهزيمة وتأييد فيون.
من جهة أخرى، تستعد مارين لوبان زعيمة الجبهة الوطنية "اليمين المتطرف" إلى المنافسة بقوة كممثلة لحزبها، وترى لوبان في نفسها كتلة تنافسية لا يستهان بها خاصة في ظل تنامي التيار الشعبوي الرافض للمهاجرين والعرب بعد تصاعد الأعمال الإرهابية في الفترة الأخيرة.
أما اليسار فسيخوض غمار المنافسة على الانتخابات التمهيدية له مانويل فالس الذي أعلن استقالته من منصبه كرئيس للوزراء تمهيدا للمشاركة في الانتخابات المزمع عقدها في الـ22 والـ29 من يناير المقبل جنبا إلى جنب مع سبعة مرشحين آخرين.