رؤساء أمريكا السابقون.. أين هم الآن؟
over 7 years in أخبار اليوم
بعد فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية، ذهب مراسل تليفزيون شبكة »BS الأمريكية ليسأل أوباما: هل سنفاجأ عندما نطلب يوما سيارة أجرة، فنجدك تقودها؟ وأجاب أوباما: الأمر سابق لأوانه وإن كنت قد قلت من قبل إنني سأعمل سائقا في شركة أوبر لتأجير السيارات من المنازل.. ولكنني كنت أمزح علي أية حال! وإجابة أوباما التي أثارت الكثير من التساؤلات والتهكم ولكنها طرحت تساؤلات أخري حول مصيره هو شخصيا بعد تركه كرسي البيت الأبيض مثله مثل رؤساء أمريكا السابقين الذين مازالوا علي قيد الحياة بداية من الرئيس كارتر، الرئيس الـ 39 لأمريكا، وانتهاءً بالرئيس بيل كلينتون الرئيس رقم 42.
وقبل أيام من إثارة الموضوع من جديد، ومع كل انتهاء لفترة رئاسية، تداول الأمريكان فيديو ساخرا صوره أوباما وهو يظهر محاولا الحصول علي فرصة عمل دون جدوي، وكان من بين المتفاعلين مواطن إماراتي قدم عرضا سخيا لأوباما للعمل في بلده، في مجال المحاماة وهي مهنة أوباما قبل أن يفوز بالمنصب الأكبر في العالم، وكان قد تخرج في كلية الحقوق بجامعة هارفارد منذ نحو 35 عاما.
والطرفة.. أثارت الشجون داخل أمريكا وخارجها، حول رؤساء أمريكا السابقين بعد تركهم كرسي البيت الأبيض، فمنهم من حاول ولفترة طويلة الحصول علي عمل مناسب ولم يوفق، وهو الرئيس الـ 41 لأمريكا جورج بوش الأب، رغم ثراء عائلته العريقة الفاحش، وبالفعل يئس بوش الأب الذي تولي الرئاسة مابين عام 89، 1993 ولم يظهر كثيرا في وسائل الإعلام الأمريكية، ولكنه كان دائم الظهور في مباريات البيسبول وكرة القدم الأمريكية، واكتفي بالاعتكاف لكتابة مذكراته وزيارة عدة بلدان حول العالم هو وعائلته، وفي عيد ميلاده الـ 75 قفز بالمظلة احتفالا به هو وعدد من أصدقائه الشباب والشيوخ وبعض أفراد عائلته الشهيرة.
أما جورج بوش الابن.. الرئيس الـ 43 الذي تولي رئاسة أمريكا ما بين عامي 2001، 2009 ولفترتين رئاسيتين، فقد ظهرت عليه علامات الفن وبالتحديد منذ العام 2013 عندما بدأ في رسم عشرات الصور للحيوانات وبالتحديد للكلاب! قبل أن يتفرغ في داخل مركز الرئاسة لرسم عدد من البورتريهات السيئة فنيا لعدد من زعماء العالم، ولم ينس بالطبع أن يرسم بورتريها خاصا به وسط تلك الرسومات.
وتتميز عائلة بوش أبا وابنا.. بأنها من أعرق العائلات الأمريكية التي خرج منها رؤساء أو رجال سياسة تبوأوا العديد من المناصب في الولايات الأمريكية، أو في بعض أجهزة المخابرات سواء في المخابرات الأمريكية الـ »IA أو الفيدرالية الـ FBI أو داخل الجيش الأمريكي، كما تميزت بسعة الثراء وبالعديد من الأصول المالية قبل تولي أبنائها كرسي الرئاسة ومنها أصول في المجالات الاقتصادية والتقنية وغيرها.
ومن قبلهم.. كان الرئيس الـ 39 لأمريكا.. وهو الريفي القادم من مزارع الفستق والفول السوداني في الجنوب: جيمي كارتر، وهو من مواليد العام 1924 وهو مهندس معاهدة السلام الشهيرة بين مصر وإسرائيل، وترك الرئاسة في العام 1981، وبعدها لم يضيع وقته كثيرا، فبعد عام من ذلك أنشأ مركز كارتر وهو منظمة غير ربحية للنهوض بحقوق الإنسان حول العالم أو بالقيام بعدة أنشطة خاصة بذلك ومنها: مراقبة سير العمليات الانتخابية، وكان من بين مهامه مراقبة الانتخابات التي جرت في كل من مصر وتونس عبر ثورات الربيع العربي، ومن ضمن أنشطة المركز أيضا: مكافحة الأمراض وبالتحديد مرض دودة غينيا الذي كرّس كارتر جزءا كبيرا من وقته للقضاء عليه في أفريقيا، وهو مرض يأتي من تلوث مياه الشرب، وكان عدد المرضي المصابين به في منتصف ثمانينيات القرن الماضي نحو 3,2 مليون شخص، انخفض عددهم إلي أقل من 22 حالة فقط بفضل جهود المركز في العام الماضي، وبالإضافة لذلك يقوم كارتر بإلقاء العديد من المحاضرات حول العالم، وبزيارة بعض مناطق النزاعات في أفريقيا وآسيا بوجه خاص، وبالقيام أحيانا بجهود وساطة سلمية في العديد من القضايا، وله مع ذلك عدة أنشطة داخل مركزه وداخل مكتبته الرئاسية.
ويأتي بيل كلينتون الرئيس 42 لأمريكا الذي تولي الرئاسة لفترتين رئاسيتين مابين عامي 93، 2001، ليشكل نموذجا فريدا بين كل الرؤساء الأمريكان، فالرجل لم يكوِّن ثروته الحقيقية إلا بعد تركه كرسي البيت الأبيض وبالتحديد بعد تأليفه لكتابه الشهير: حياتي، الذي خصّص له دعاية هائلة وبخاصة لتلهف القراء حول العالم لقراءته، طمعا في معرفة المزيد عن حياته الشخصية وبالذات مع (مونيكا لوينسكي) المتدربة في البيت الأبيض، وهي القضية التي أثارت الاهتمام كثيرا وهددته شخصيا بترك منصبه الرئاسي، وقد باع كتابه نحو 2,2 مليون نسخة حول العام وكوّن منه ثروته الحقيقية، وإضافة لذلك فاز كلينتون بجائزة جرامي لأفضل ألبوم غنائي للأطفال في العام 2004 وبعدها بعام واحد فاز بنفس الجائزة لأفضل ألبوم للكلمة الناطقة عن حديثه عن سيرته الذاتية، وكلينتون معروف حول العالم بإلقاء المحاضرات بدءا من دبي لأواسط آسيا لأفريقيا ومرورا بأوروبا وحتي أمريكا اللاتينية، وذلك بأجر، كما أنه معروف بوساطته في بعض النزاعات الدولية وبزياراته المتعددة بصفته الشخصية أو مبعوثا من هيئات دولية، لمعسكرات ومخيمات اللاجئين ومناطق التوتر حول العالم.