حسين حمودة "يحيى الطاهر عبد الله" نجاح منبعث من هامش مجتمعي

أكثر من ٧ سنوات فى أخبار اليوم

يرى الناقد الكبير د."حسين حمودة"، أن الأديب الراحل يحيى الطاهر عبد الله، استطاع ان يترك بصمة مؤثرة، في مجال القصة القصيرة، ولم يؤثر عليه وجوده ضمن هامش سُكت عنه كثيرا، إلا أنه استطاع أن يكون أحد مراكز الإبداع.

لأول مرة مؤتمر أدباء مصر يتواصل مباشرة مع الجمهور
وقال حمودة في تصريحات خاصة لبوابة أخبار اليوم، أن مؤتمر أدباء مصر، الذي اختتم منذ يومين وحمل اسم الراحل "يحيى الطاهر عبد الله"، كان هناك إعداد طويل ومتصل له، وقد اختار القائمون عليه محورا مهما يتصل بتجربة التهميش في الثقافة والإبداع، وأتصور أن الهامش الذي يتعلق بهذا الموضوع هو هامش مهم جدا، فالصعيد في التكوين المصري احد الهوامش الفاعلة رغم أنه لم ينل ما يستحق من عناية فكما قال جمال حمدان "صعيد مصر أشبه بمزرعة خلفية لمصر كلها، ورغم ذلك فهذا الهامش قدم إبداعات مهمة وتجارب ثقافية كبرى في التاريخ المصري الحديث والمعاصر .

كما أضاف الناقد الكبير "حسين حمودة": كان هناك نشاط ملحوظ في أكثر من مكان وهذا يؤدي فيما أتصور على الاتصال الواسع بجمهور ليس تقليديا، والأنشطة المصاحبة للمؤتمر من معارض كتب والأنشطة السينمائية ، تفتح المجال لجمهور أكبر من المحترفين الذين  يواظبون على الحضور ولا يعلم أحد بهم شيئًا.

"يحيى الطاهر عبد الله" نموذج للهامش المبدع الذي أصبح أهم "متن"
واستعرض حمودة "تجربة يحيى الطاهر عبد الله"، قائلا: أنه اسم من الأسماء المهمة في كتابة القصة القصيرة والرواية المصرية في فترة الستينيات وفيما بعدها، وهو أحد  أبناء الصعيد ، له أعمال مهمة منها  روايته "الطوق والأسورة"، التي تحولت إلى فيلم بالإضافة إلى رواية أخرى قصيرة بعنوان " تصاوير من الماء والتراب والشمس"، لكن انجازه الأكبر كان في مجال القصة القصيرة، فله مجموعات أساسية في تاريخ القصة المصرية، مثل "الدف والصندوق، أنا وهي وزهور العالم، حكايات للأمير حتى ينام، الرقصة المباحة"، وكلها تمثل علامات في كتابة القصة المصرية.

يحيى الطاهر عبد الله راهن على المزاوجة بين جماليات الإبداع الشعبي من ناحية وتقنيات القصة القصيرة المعاصرة من ناحية أخرى، وقدم بالتالي نقلة مهمة في المسيرة التي سارت في هذا الاتجاه الذي بدأها محمود طاهر لاشين ، واستكملها يحيى حقي، ثم يوسف إدريس.

تجديد الخطاب الديني لن ياتي بجهود المفكرين والمبدعين فقط...
وعن النداءات المدوية بتجديد الخطاب الديني ومحاربة التهميش الثقافي والمجتمعي قال د. حسين حمودة: "النداءات المبكرة التي نادى بها التنويريون أمثال طه حسين وقبله محمد عبده، نداءات اتصلت بواقع فيه الكثير من المشكلات التي لها موروث سابق،جعلها مترسخة في مجتمعنا المصري وفي مجتمعاتنا العربية، وتجاوز إشكالات هذا الواقع لا يأتي بسهولة والأهم من ذلك إنها لا تأتي من جهود مفكرين أو مبدعين فقط، فهي تحتاج إلى خطوات أوسع مدى على مستوى السياسة والاقتصاد والتخطيط الاجتماعي، فمثلا إذا توقفنا عند تجربة واحدة فقط وهي تجربة التعليم فنجد طه حسين قدم في نهايات الثلاثينيات مشروعا كبيرا ومهما جدا لتجاوز مشكلات التعليم المصري ، ولكن لا احد من النافذين بمن فيهم طه حسين نفسه الذي أصبح فيما بعد وزيرا للمعارف، لا أحد استطاع أن يحل هذه المشكلات لأنها لا تقتصر على هذه الدائرة فقط، فالإحساس طول الوقت بان هناك مشكلات قديمة في مجتمعنا ومتجددة ولا يمكن تجاوزها يجعلنا لا نكف عن المحاولة.

أيهما أبقى "مبدع يكتب للنخبة أم للعامة وهل هذا التنوع مطلوب"؟
وعن رأيه في أيهما أبقى المبدع الذي يكتب للنخبة أم العامة... قال : هذا يتوقف على الرهان الذي يراهنه كل مبدع وغالبا المبدعون الأكثر انتشارا ليس في ثقافتنا العربية ولكن في العالم كله هم يراهنون على جمهور بسيط، ويستخدمون أساليب بسيطة للوصل إلى هذا الجمهور، وهناك هدف أساسي كامن وراء تجاربهم يرتبط بفكرة الرواج الواسع، مثلا السيدة " جوان رولينج " صاحبة "هاري بوتر"، باولو كويلهو ، هما الاسمان الكبيران اللذان يوزعان توزيعا كبيرا في العالم كله ، والأمر نفسه يمكن أن نجده مع اختلافات مع بعض الأسماء في الرواية المصرية مثلا وان كانت الأرقام أقل بكثير من التي توزعيها السيدة "رولينج" أو باولو كويلهو ، لكن هناك كتاب آخرين يحاولون أن يكتبوا بعمق اكبر وألا يتوقفوا عند فكرة الرواج هذه ، ويتحركون بأمل بان يتم تلقي أعمالهم في فترات لاحقة، ففكرة البقاء في هذه المستويات المتعددة هي فكرة مهمة وأتصور أن هناك أعمال تصدر وتنتشر وتوزع كبيرا ثم تختفي بعد فترة، فالقيمة الحقيقية وحدها تستطيع أن تقاوم الزمن وان تبقى لأزمنة قادمة.

شارك الخبر على