اتفاق المعارضة والمجلس العسكري السوداني انفراجة طال أمدها

ما يقرب من ٥ سنوات فى كونا

(خبر موسع)
الكويت - 5 - 7 (كونا) -- دخل السودان مرحلة جديدة اليوم الجمعة بعد توصل المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير المعارضة وبوساطة افريقية - اثيوبية الى اتفاق بشأن ترتيبات الفترة الانتقالية ومنها ما يتعلق بالمجلس السيادي.وخرج المواطنون السودانيون في مسيرات حاشدة للاحتفال باتفاق تقاسم السلطة الذي وقع في وقت متأخر من ليل امس الخميس بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى اعلان الحرية والتغيير.ويأتي هذا الاتفاق بعد انهيار المحادثات المباشرة بين الطرفين بعدما فضت قوات نظامية اعتصاما في وسط الخرطوم في الثالث من يونيو ما اسفر عن مقتل العشرات.وبفضل وساطة اثيوبيا والاتحاد الافريقي استأنف الجانبان المفاوضات الحاسمة لرسم الخطوط العريضة للمرحلة الانتقالية القادمة.وقال مبعوث الاتحاد الافريقي الحسن ولد لبات في مؤتمر صحفي بساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة عقب جلسة تفاوض بين الجانبين "المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير اتفقا على مجلس سيادة برئاسة دورية وتشكيل حكومة كفاءات مدنية لإدارة البلاد لثلاث سنوات وقد تزيد قليلا".وأوضح لبات ان المجلس العسكري وتحالف قوى الحرية والتغيير اتفقا كذلك على فتح "تحقيق دقيق شفاف وطني مستقل" لمختلف الاحداث العنيفة التي عاشتها البلاد في الاسابيع الأخيرة.واضاف ان الطرفين اتفقا أيضا على "اقامة مجلس للسيادة بالتناوب بين العسكريين والمدنيين ولمدة ثلاث سنوات او تزيد قليلا".وأشار الى ان الاتفاق نص على ان تكون الفترة الانتقالية لمدة ثلاث سنوات وثلاثة أشهر تبدأ من "خلع" نظام الرئيس السابق عمر البشير في 11 ابريل الماضي على ان يترأس فيها المجلس السيادي الفترة الاولى بواقع 21 شهرا مضت منها ثلاثة أشهر فيما تترأس قوى الحرية والتغيير الفترة الثانية.وذكر انه بموجب الاتفاق سيتكون المجلس السيادي من 11 عضوا منهم خمسة عسكريين ومثلهم من المدنيين بالاضافة لعضو مدني ذي خلفية عسكرية يتوافق عليه الطرفان.وبموجب الاتفاق ستقوم قوى الحرية والتغيير بتسمية رئيس وزراء من اصحاب الكفاءة لتشكيل حكومة من 18 وزيرا وستسعى الحكومة الانتقالية خلال الأشهر الستة الأولى للتوصل لاتفاق سلام دائم ومستدام مع الحركات المتمردة.وستقوم لجنة فنية مشتركة من قانونيين بمشاركة إفريقية بصياغة الاتفاق خلال 48 ساعة ليتم التوقيع عليه بشكله النهائي.في المقابل تأجل تشكيل المجلس التشريعي لوقت لاحق ولمدة لا تتجاوز 90 يوما وسبق ان اتفق الطرفان على ان تحالف قوى الحرية والتغيير سيحصل على ثلثي مقاعد المجلس التشريعي قبل ان تفض قوات الامن اعتصاما في الثالث من يونيو الماضي ما ادى الى مقتل العشرات وانهيار المحادثات وتراجع المجلس العسكري عن هذه المحاصصة.وقال عضو فريق التفاوض من قوى الحرية والتغيير ابراهيم الامين في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الهياكل الانتقالية التي تم الاتفاق حولها تشابه هياكل النظام البرلماني حيث يحظى مجلس الوزراء بصلاحيات واسعة اما المجلس التشريعي فقد تم ارجاؤه لفترة تتراوح بين 45 و90 يوما لضم احزاب وجماعات سياسية ملتزمة بخط التغيير من خارج قوى الحرية "ما سيخلق حيوية في المجلس".ومن جانبه علق نائب رئيس المجلس العسكري محمد حمدان دقلو على الاتفاق قائلا انه سيكون شاملا ولن يقصي أحدا.كما قال القيادي في قوى الحرية والتغيير عمر الدقير ان الاتفاق سيشكل بداية عهد جديد ستكون اولويته تحسين الاوضاع الاقتصادية وتشكيل لجنة لاجراء تحقيق شفاف للكشف عن قتلة المتظاهرين ومحاسبتهم.ومساء اليوم أعلنت قوى الحرية والتغيير في السودان اليوم الجمعة انها ستسمي في الاسبوع القادم ممثليها في مجلس السيادة فضلا عن تسمية رئيس الوزراء الذي سيتولى تشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة.وقال المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير خالد عمر في مؤتمر صحفي إن المرحلة الانتقالية تستهدف إحداث عملية مصالحة وطنية شاملة دون إقصاء لأحد مشيرا الى ان الاتفاق سيمهد لانتقال السودان من حقبة الحرب الى فترة السلم داعيا الحركات المسلحة للانخراط في العملية السياسية
ولاقى الاتفاق على المجلس الانتقالي بالسودان اشادات من العديد من المنظمات الدولية والدول فقد رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في بيان بالاتفاق قائلا ان الروح الايجابية البناءة والمرونة التي تحلى بها المجلس العسكري وقيادات قوى اعلان الحرية والتغيير وجميع الحركات السياسية والمدنية هي التي أفضت للوصول الى هذا التوافق السوداني المهم حول ترتيبات وهياكل المرحلة الانتقالية لتمكين السودان من عبور الصعاب التي تواجهه.واشار ابو الغيط الى ثقته في قدرة الأطراف السودانية على استكمال مسيرة الانتقال الديمقراطي في البلاد والوصول بها الى بر الأمان.وجدد التأكيد على التزام الجامعة العربية بمرافقة الأطراف السودانية في هذه المسيرة "دعما لكل ما يثبت من استقرار البلاد ويحقق تطلعات جميع أطياف الشعب السوداني ويصون الدور العروبي الفاعل الذي يضطلع به السودان في منظومة العمل العربي المشترك".من جهتها رحبت المملكة العربية السعودية بالاتفاق وعبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية في بيان صحفي عن تطلع المملكة لأن تشكل هذه الخطوة المهمة بداية لمرحلة جديدة يسودها الأمن والاستقرار في السودان وبما يلبي تطلعات شعبه الشقيق.واكد المصدر ثبات موقف المملكة العربية السعودية الداعم للسودان وشعبه في كل ما يحقق أمنه واستقراره وازدهاره.بدورها رحبت وزارة الخارجية المصرية في بيان بالاتفاق قائلة انه يمثل خطوة مهمة على طريق تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في البلاد معربة عن دعمها الكامل لخيارات الشعب السوداني بكامل أطيافه من أجل تحقيق آماله في الأمن والاستقرار والرخاء.واشار البيان الى استمرار مصر في دعم الأشقاء بالسودان لتجاوز المرحلة الحالية واستعادة السودان لدوره المهم عربيا وأفريقيا ودوليا.كما رحبت وزارة الخارجية التركية في بيان عبر موقعها الإلكتروني الرسمي بالاتفاق الذي نتج عن المباحثات التي جرت بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير في السودان.وأعربت الوزارة عن أمل تركيا بأن تسهم هذه الخطوة في إرساء الاستقرار بالسودان وضمان تقدم عملية الانتقال وفق مفهوم شامل. (النهاية)

م خ / ر ج

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على