مستشفي القباني في خطر

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

هل لجأ النظام إلى وزير الصحة لمعالجة التضخم السكاني برفع معدل الوفيات؟

لماذا نشك في النظام ونظن أن وراء كل قرار «إنّ» وكأنها شركة اتصالات؟

هل بدأت وزارة الصحة في تأجير مستشفياتها الحكومية؟

هذه الحكومة ترتكب كل مصيبة وتقول من أجل المواطن البسيط، حتى إنها تترك مريضا بسيطا يموت بسبب نقص العلاج، وتقول عشان المواطن البسيط اللي جنبه يعيش. 

إنهم يستهينون بنا، إنهم لا يهتمون بآلام ومشاكل الشعب، عينهم علي الأجهزة الأمنية، ما دام الأجهزة الأمنية راضية، فليذهب الشعب إلى الجحيم، والبرلمان مستأنس والحمد لله، ومافيش مشاكل، أهم حاجة إن مرات أي لواء إن شالله تكون عايزة تنفخ شفايف، تتعالج على نفقة الدولة وفي الخارج. 
ممكن واحد يقولك كلاما مرسلا وهو مرسل حقيقي ومبالغ فيه أيضا، ولكن نحن نريد منهم معلومات، ينشرون بشكل واضح أسماء وألقاب وتكلفة العلاج على نفقة الدولة في الخارج والتكلفة المالية وأنواع العمليات، يقدمون معلومات حقيقية، وبدون معلومات حقيقية، فنحن مضطرون إلى الكلام المرسل والمستفز على أساس إنهم يتحرُّوا، ويقدموا معلومات رسمية، ولكن عادتنا بهم البلادة ولن يقدموا معلومات حتى لو وقفنا على دماغنا، رغم أن المعلومات أصبحت حقا من الحقوق بمادة دستورية، ولكن هذا نظام لا يحترم «لا دستور ولا قانون ولا يحزنون».

إيه حكاية مستشفى القبانى، مستشفى القباني هو مستشفى تابع لما يسمى المراكز الطبية المتخصصة التابعة لوزارة الصحة و من أهم المستشفيات في مصر، وبعد امتناع مستشفى العجمي عن تقديم الخدمة بسبب الصيانة وإعادة البناء ومستشفى القباني يخدم غرب إسكندرية بالكامل، بالإضافة إلى الساحل الشمالي بالكامل وحتى مطروح، لأن مستشفى العامرية أو ما دونه هي مستشفيات صغيرة وليست بها إمكانيات مستشفى القباني.

عدد العمليات في شهر نوفمبر الماضى 331 عملية بين عمليات كبيرة وصغيرة ومتوسطة بمعدل 11 عملية في اليوم، كشف على 13553 مريضا في شهر نوفمبر منهم 3141 على نفقة الدولة بخلاف المؤمّن عليهم والتعاقدات مع الشركات، عالج حتى الآن 22 ألف حالة كبد فيروس سي. 
يستقبل 3072 حالة طوارئ، لديهم 28 كرسي غسيل كلوي و7 غرف عمليات، غير الحضانات، ويقدم الأدوية للأمراض المزمنة، ومنها الكبد "فيروس سي" المنتشر في مصر، وبه وحدة للكانسر.

بدأت تتردد الأنباء عن تحويله إلى مستشفى لعلاج السرطان، وبدأوا في إخلاء دور من المستشفى لهذا الأمر، رغم أنه كان يوجد قسم لعلاج الكانسر، وهذا كلام ظاهره الرحمة وباطنه من قبله العذاب.

الأعجب والأغرب، أنهم يتعاقدون الآن مع جمعية لتأجير دور من المستشفى، وقد بدأت الجمعية في العمل قبل التوقيع الرسمي على العقد، ولا أعلم كيف يجرؤ مستشفى تابع لوزارة الصحة على أن يؤجر دورا لجمعية، إلى هذا الحد تتنصل الدولة من مسؤولياتها الأساسية.

الصحة القائمة على التبرعات هي مشكلة كبيرة وهي مبرر جديد لاستمرار التسول عن طريق إعلانات التليفزيون، مع العلم أن التليفزيون، وطبقا لتصريحات سعيد حساسين نفسه في قناة "العاصمة" وكنت معه في حلقة على الهواء، قال إن شركات الاتصالات تأخذ 50% من إيراد التبرع عن طريق التليفون والربع للقناة، والباقي يذهب إلى المموّل، وبالطبع هذا المموّل يصرف على النثريات والإيجارات للمباني الإدارية وموظفيها، فعندها قلت للمذيع معنى كده أنه لا يصل للخدمة 5% من أموال المتبرع فقال مبالغا ولا 1% وهذه نقطة خطيرة.

والذي كشف الموضوع أن أحد الضيوف قال إنه يريد إعفاء من وزارة الاتصالات زي اللي بياخده صندوق تحيا مصر، على أساس إن هذه التبرعات لعمل الخير وليست للمكاسب الشخصية.

قال لي مواطن مصري أمريكي، إن الجهات التي تتلقى تبرعات في أمريكا تعلن سنويا، عن النسبة التي ذهبت للخدمة، وقال إنها تتراوح بين الـ12% والـ15%، وعندما أراد التبرع لإحدى الجمعيات الهامة والشهيرة في مصر، سألهم عن نسبة ما يذهب للخدمة من المال الذي سيتبرع به، تعجب مدير الفرع من السؤال، وقال ليس عندي إجابة، لأن النظام في مصر، إنك تتبرع وانت ساكت وماتسألش، إحنا نعمل إعلان مؤثر يستدر عطف الناس، والناس تتبرع وهي ساكتة، الفلوس دي اتصرفت إزاي مالهومش دعوة.

أين البرلمان ونواب الإسكندرية من مستشفى القباني؟! فين استجواب وزير الصحة؟ 
هل نسيتم مستشفى القلب الذي أغلق في وقت إبراهيم محلب على أساس التطوير، وهو مغلق حتى الآن؟ 53% من مواطني مصر ليس لديهم تأمين صحي، ويلجأون إلى المستشفيات التي تقدم علاجا على نفقة الدولة ومنها مستشفى القباني، يكفي ما يمر به المواطنون من ضغوط المعيشة اليومية التي ارتفعت أسعارها بشكل غير مسبوق في تاريخ مصر كله، على الأقل من حقهم أن يجدوا مكانا يقدم الحد الأدنى من الخدمة الصحية، وبخاصة أن مستشفى القباني يقدم جميع الخدمات، وإن كان لا بد من عمل مستشفى خاص للكانسر، فهناك مستشفى العجمي الذي أعيد تجديده حديثا، من الممكن أن يقوم بهذه الخدمة أو مستشفى غيط العنب الذي بناه المجتمع الأهلي ورجال الأعمال الذين بنوا حي غيط العنب الذي افتتحه الرئيس، فهو مستشفى معقول قادر على تقديم هذه الخدمة.

المجتمع الأهلي شيء مهم جدا، يبني مستشفى جديدا يضاف إلى الخدمة الصحية، مش يؤجر مستشفى حكوميا.

أزيلوا خوف المرضى واكشفوا الستار عن نياتكم وأفصحوا علانية عن خططكم، كفانا مفاجآت، لأن الشعب سيقدم دروسا قاسية في المستقبل بعد الحكم بعدم دستورية المادة 10 من قانون التظاهر.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على