أم السرب تضم عدداً من المواقع الاثرية التي تعود إلى العصور النبطية والرومانية والبيزنطية والإسلامية

أكثر من ٧ سنوات فى الدستور

أ.د. محمد عبده حتاملة*

هناك أكثر من تفسير لسبب تسميتها بهذا الاسم؛ فقد تكون سميت بذلك لكثرة سروب الخيل والقوافل فيها قديما، أو لكثرة ما فيها من سراب يتراءى خلال الصيف بسبب طبيعتها الصحراوية، فـ (السرب)، بفتح السين والراء: القناة يدخل منها الماء، والسربة جمعها: سرب، ومن معانى سرب باللغة العربية: القطيع والجماعة من الخيل والظباء وغيرها. وتعنى كلمة السرب فى اللغات السامية: المكان الجاف والحار، فهي بالعبرية: شرف (بالفتح): حر شديد سراب، وقد ورد في سفر أشعيا: «ويصير السراب أجما والمعطشة ينابيع ماء». وبالآرامية شرف (سرب) بالفتح فالكسر: حر، وبالعربية: السراب هو ما يشاهد نصف النهار من اشتداد الحر كأنه ماء، وقد ورد في القرآن الكريم:)والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء(. وقد سميت أم السرب بهذا الاسم إما لسروب قوافل الجمال عبرها أو لسرابها.
تقع إلى الشمال من مدينة المفرق على بعد ثمانية عشر كيلومتراً منها، وتتبع إدارياً لواء البادية الشمالية الغربية، أحد ألوية محافظة المفرق،. وتضم هذه القرية بلدية الأمير الحسين بن عبدالله التي تضم أيضاً: الباعج والنهضة والزبيدية وحويجة.
وتضم منطقة أم السرب عدداً من المواقع الاثرية التي تعود إلى العصور النبطية والرومانية والبيزنطية والإسلامية، لاسيما عهد الأمويين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين. وقد ازدهرت المنطقة والمناطق المجاورة بعد عام 106م، إذ ألحق الامبراطور الروماني تراجان مملكة الأنباط بالامبراطورية الرومانية، وبنيت البيوت المميزة وخاصة في الجهة الغربية من القرية، وأقيمت البرك المائية فيها لقربها من طريق تراجان التي تبعد عنها نحو ثمانية كيلومترات.وقد أشارالبخيت إلى بركة رومانية في القرية. ولعل أهم آثارها: الأعمدة المنحوتة بالأسلوب الكلاسيكى، ونقش نبطي حول اسم النبي ربنال الثاني .
وازدهرت قرية أم السرب في عصر البيزنطيين بشكل ملحوظ، حيث بنيت ثلاث كنائس من أهمها كنيسة سيرجيوس وباخوس سنة 489م، كما بنيت بعض البيوت السكنية. وقد تم تحويل الكنيسة المذكورة إلى مسجد في عهد الأيوبيين، وكان الأمويون من قبلهم قد استوطنوا المباني الرومانية والبيزنطية بكثافة، وأضافوا إليها الكثير فى المجال المعماري.
وقد بلغ عدد سكان أم السرب عام ????م ( ????) نسمة ينتمي معظمهم إلى عشائر العيسى. وقد ذكر القلقشندي أن العيسى أو العيس بطن من آل الفضل من عرب الشام، ويتألفون من: السويلم والعلي والحويطة والحريز. ويتألف السويلم من الماضي والقبلان.
ويتألف العلي من الرشدة (وهم الحساسة والمحاليس والطريف)، والقطاشة (وهم الهليبان والكميان والشلاح والخمان والزريق والشوابة)، والثروان (وهم الغريب والمقازيح والرويعى والنهوان والهريس)، والرمحة (وهم الخروس والحسيان والسحلان).
والجدير بالذكر ان هناك عائلات فى أم السرب من عشائر زبيد، وعائلات آخرى من بئر السبع. وقد نزحت هذه العائلات الى القرية منذ الخمسينيات من القرن العشرين الميلادي.
وتتألف الحريز من الودعان والحبيب والمهرة.

أوصرة

تعد من القرى الأردنية ذات التاريخ الموغل فى القدم كما تدل الآثارالمتناثرة حولها
تعنى كلمة أوصرة فى اللغات السامية: مكان جمع وخزن الحبوب أو مكان الكنز، فكلمة أوصر بالعبرية: خزينة أو خزانة أو ثروة أو كنز. وتقابل بالعربية:أيصر وتعنى: الكساء الذي يملأ من الكلأ ويشد.. وتعنى بالسريانية: مخزن القمح. وجذر كلمة أوصرة باللغة العبرية: أصر: جمع وادخر. وبالآرامية أصر أيضا: حبس أو حجز. وبالعربية: صر: ربط أو شد، والصرة: ما يصر فيه، والمصر: كيسالنفقة.
وهناك إشارة إلى أنها كانت تسمى ايضا (أوصيرة)، وهى قرية تبعد عن عجلون إلى الشمال الغربى سبعة عشر كيلو متراً، وتعد من القرى الشفاغورية،ومن قرى تجمع (خيط اللبن) الذي يضم أيضا: راسون، وعرجان، وباعون،وحلاوة، والهاشمية (فارة سابقاً)،والوهادنة، ودير الصمادية. وترتفع أوصرة عن سطح البحر نحو 850 متراً. وتقع فلكياً على خط الطول 35درجة و42 دقيقة شرقاً، ودائرة العرض 32 درجة و23 دقيقة شمالاً.
وتتبع أوصرة إدارياً قضاء عرجان، أحد أقضية محافظة عجلون، وهى - أي أوصرة - مركز القضاء. وكان أول مجلس قروي قد ثم تشكيله فى أوصرة عام1981م، ثم تم تحويل المجلس القروي إلى بلدية عام 1996م، وبعد ذلك أصبحت أوصرة إحدى القرى التي تضمها بلدية العيون، أما القرى الأخرى التي تضمها البلدية فهي: راسون وعرجان وباعون.
وتعد أوصرة من القرى الأردنية ذات التاريخ الموغل فى القدم ؛ إذ تدل الآثارالمتناثرة حولها على أنها سكنت منذ عصور قديمة، ولذلك تعاقبت عليها الحضارات بما فيها حضارة الرومان والبيزنطيين، ولعلها كانت فى تلك العصور - كما تدل آثارها- كثيرة السكان الذين قل عددهم في القرنين العاشر وأوائل الحادي عشرالهجريين/السادس عشر والسابع عشر الميلاديين، وهو الأمر الذي تشير إليه دفاترالطابو العثمانية، التى تشير أيضا إلى حاصلاتها الزراعية، وغيرها. فقد ورد فى دفترلطابورقم (970) الذي يرجع تاريخه إلى سنة 977هـ/1570م أن»قرية أوصرة في لواء عجلون تابعة لبني غصيب، تيمار طور على بن حمزة، فيها خمس خانات ومجرد واحد، وحاصلها في قسم من الربع: ثلاثة آلاف أقجة. من الحنطة: عشرغرارات قيمتها ألف وثلاثمائة أقجة. من الشعير: عشر غرارات قيمتها سبعمائة أقجة. وخراج الزيتون: ألف أقجة. وحصة مالك حسن بن نعير اثناعشر قيراطاً قيمتها ألف وخمسمائة أقجة. وحصة التيمار: اثنا عشر قيراطاً قيمتها ألف وخمسمائة أقجة. ورسم المعزة: ثمانون أقجة،فيكون حصة التيمار مع الرسوم: ألف  وخمسمائة وثمانين أقجة.
وورد في دفتر الطابورقم ( 185) الذي يرجع تاريخه إلى سنة1005ه/1596م أنقرية أوصرة عن تيمار علي بن عبدالله وعن زعامة إبراهيم جاوش تابع ناحيةعجلون، فيها ثمان خانات، وحاصل قسم من الربع ؛ من الحنطة: سبع غرارات قيمتها تسعمائة وستون أقجة. من الشعير: خمس غرارات قيمتها أربعمائة أقجة. وخراج الأشجار: ستمائة وأربعون أقجة. وحصة ملك حسن قباد: اثنا عشر قيراطاً قيمتها ألف أقجة. وحصة التيمار: اثناعشر قيراطاً قيمتها ألف أقجة. والعشر عن مالك الملك: مائة أقجة. ورسم المعزة والنحل: ثلاث وستون أقجة. ورسم المعصرة: أربع وعشرون أقجة.
وقد ازداد عدد سكان أوصرة باطراد منذ بداية القرن العشرين الميلادي، ذلك أن القرية بموقعها الجغرافي الجميل، وبمناظرها الطبيعية الخلابة، ووجود ينابيع المياه فيها، كل ذلك جعلها منطقة جاذبة ليس للسكان فحسب وإنما للمتنزهين والمصطافين أيضاً.
وقد بلغ عدد سكان أوصرة حسب إحصاء عام 2004م ( 1704) نسمات ينتمون إلى عشائر: البعيرات، والقرشى، وغيرهما. وكان البعيرات قد سكنوا أول الأمر في خربة (أم الجلود) الواقعة قرب الطريق الرئيسية بين عنجرة وساكب،ثم استقروا فى أوصرة.
ويعتمد سكان أوصرة في معيشتهم على الزراعة وتربية المواشي والوظائف الحكومية والعسكرية.
توجد فى أوصرة المرافق الضرورية، كما توجد فيها مدرستان ثانويتان شاملتان للبنين والبنات، ومركز صحي.

أم القطين

القطين بفتح القاف وكسر الطاء:المكان المأهول بالسكان أو مكان إقامةالمسافرين، وهي جمع قاطن: المقيم في المكان.وقطين الدار:  أهلها. وتعني كلمة قطين في اللغات السامية الأخرى: العبرية والارامية: الصغير أو القليل أو الضئيل أو النحيف أو الخدم والاتباع والحشم.
وقيل:  أخذت أم القطين اسمها من التين المجفف، وهو (القطين)، وقصة ذلك -كما يقول بعض أهالى القرية - أن التجار كانوا يرتادون القرية، وسقط منهم حملمن التين، وجاء بعده بزمن تجار آخرون فوجدوه قد جف، أي صار قطينا، وعندماسئلوا: من أين جئتم؟ قالوا: من أم القطين، والتصقت العبارة - بمرور الزمن- بالمكان فصار يسمى (أم القطين).
وقيل:  إن القطين هنا مثنى قط، وهو الحيوان المعروف ؛ إذ يتناقل أهلها أن القرية عندما كانت برية، كان فيها قطان بريان، وسمي المكان بـ (أم القطين) نسبة لهما. ولأم القطين أسماء اخرى منها: الضبيعية، حيث كانت منطقة غاباتتكثر فيها الضباع، ومنها: جفنة، وهي امرأة لأحد أمراء الغساسنة، وقد سميت القرية (جفنة) تيمنا بها.
والراجح في أم القطين أنها سميت بذلك نسبة للتين المجفف، مع أن التين لا ينمو فيها، غير أنها كانت مركزا للقوافل التجارية، ومحطة لراحة القوافل، وربما كان بعضهم ينقل التين، ولكى لا يفسد كانوا يجففونه ويخزنونه، فسميت (أم القطين) لذلك.
وأم القطين منطقة كانت خصبة وما تزال على الرغم من إطباق الباديةعليها من جانب، وهي قرية قديمة تعاقبت عليها الحضارات التي شهدتها أرض الأردن، وتقع هذه القرية على بعد خمسة وخمسين كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من مدينة المفرق، وتبعد اثني عشر كيلومتراً عن طريق المفرق- بغداد. وقد كانت تتوسط درباً معبدة بالحجارة بين الأزرق وبصرى الشام، وهذه الدرب جزء من طريق نبطية قديمة كانت مهيأة للعربات والجمال. وكانت تسلك هذه الطريق قوافل الملح القادمة من الأزرق ولذلك تسمى (طريق الملح).
ويبدو من الشواهد الباقية أن أم القطين كانت وفيرة المياه منذ اقدم الاز منة، ويدلعلى ذلك وجود بركتين رومانيتين كبيرتين، وعدد من الآبار فيها. كما أن فيها عدداً كبيراً من المساكن القديمة والأبراج، وقد نهبت حجارتها بعض القرى السورية القريبةخلال الفترة 1925 - 1930م. كما أن بعض سكانها استخدموا حجارتها القديمة لبناء مساكن حديثة.
وتدل الحفريات الأثرية في أم القطين على أنها كانت مأهولة منذ العهد البرونزي (3500ق.م) حتى الآن. غير أنها كانت أكثر ازدهاراً، بل بلغت أوج ازدهارها في العصر الروماني، فبعد أن احتلها الرومان عام106م أصبحت لها مكانة عسكريةبالإضافة إلى مكانتها التجارية، وكانت ترابط فيها فرقة رومانية عند السور الشمالي للقرية. وقد عثر فى أم القطين على العديد من المظاهر المعمارية النبطية والرومانية والنقوش والمسكوكات.
وتوجد تحت قرية أم القطين أنفاق بركانية بدأ اكتشافها عام 1985م، وأشهرهذه الأنفاق وأوسعها (مغارة عزام) التي تقع بالقرب من أحد البراكين. ويصل عمق بعض هذه الإنفاق إلى600 متر وتتراوح أقطارها بين عشرة أمتار وخمسة عشر مترا،وتزين سقوفها استدارات جميلة تتدلى منها هوابط وكتل من المعادن النادرة.وهذه الأنفاق موجودة فى الصخور البازلتية ذات المواصفات الفيزيائية والهندسية المناسبة، وخاصة أنها تتميز بسماكة مناسبة. وهذه الأنفاق أو الكهوفتوفر مأوى لبعضالحيوانات المفترسة والطيور والخفافيش. وقد كانت تستخدم عبر عصورطويلة مساكن للمعيشة ولأغراض الدفاع وغيرها. ويمكن استخدام الكهوف المكتشفة كمناطقسياحية وترفيهية تضاف إلى المعالم السياحية الأردنية لأغراض السياحةالبيئية، وذلك بعد إعادة تأهيلها بتوفير الإنارة الداخلية والمياه، وتحسين مداخلها، ومن ثم إنشاءالمتنزهات والاستراحات داخل الكهوف وحولها.
كما يوجد فى قرية أم القطين تل، يسمى (تل قعيص)، ويقول أهلها إن هذا التل كان اسمه (تل قيس) باسم الشاعر الجاهلى المعروف امرىء القيس الذي كانيجلس في المكان ليخلو مع نفسه، ثم تحول الاسم مع توالي الأزمنة إلى(قعيص).
ويوجد في أم القطين أقدم مخافر البادية الأردنية، حيث تم تأسيسه عام1932م ليكون مركزاً أمنياً فى وسط البادية الشمالية، وفيها صرح لشهداء البادية يتضمنقائمة بأسماء الشهداء الذي قضوا في حرب (1948م) وحرب (1956م) وحربحزيران (1967م) ومعركة الكرامة (1968م) وحرب تشرين (1973م) والذين قضوا أثناء تأديتهم الواجب. وكان لوجود المخفر في أم القطين أثر إيجابي، حيث ساعد على استقرار القرية ونموّها بعد أن أخذت عائلات العسكر تقيم فيها.
ويبلغ عدد سكان أم القطين في الوقت الحاضر (4468) نسمة حسب إحصاءعام 2004م، وينتمي معظم سكانها إلى عشائر:  العظامات، وهم بطن منعشائرالعظامات فى جبل العرب، والمساعيد، الشرفات، الشنابلة (زبيد)، وعشيرةالدروز من بني معروف. ويعمل أهل القرية في الوظائف الحكومة والقوات المسلحةوالزراعة وتربية المواشي.
وتوجد فى القرية مدرستان ثانويتان للبنين والبنات، ومدرستان أساسيتانإحداهما للإناث، والثانية مختلطة، وفيها مركز صحى شامل، وناد رياضى، ومركزلتكنولوجيا المعلومات، ومركز للمحافظة على القرآن، ومركز بيئي تعليمي، وستة مساجد، وملعب، ومكتب بريد. وفيها أيضا من الجمعيات:  جمعية أم القطين للتنمية الاجتماعية، وجمعية أم القطين التعاونية لمربي الأغنام.
وتتبع أم القطين إدارياً قضاء أم القطين، التابع لمحافظة المفرق، فهي مركزالقضاء. وفيها دار بلدية تضم بالإضافة إلى أم القطين: المكيفتة.

أيل

مدينة اثرية قديمة تقوم عليها قرية حديثة، وتقع في أحضان جبال الشراة
قرية عامرة في جنوبي الأردن إلى الغرب من معان، وقد سميت (أيل) باسم الحيوان المعروف، ولعله كان موجوداً فى المنطقة فسميت باسمه. وأيل: أيلان؛ أيل الصغير، وأيل الكبير، وهما متجاورتان.
تتبع أيل إداريا القضاء المسمى باسمها، وهوأحد أقضية محافظة معان، وتضمها بلدية أيل الجديدة التي تضم أيضاً (روضة الأمير راشد، وبسطة، والفرذخ، وبئر البيطار). وتقع القرية فلكياً على خطط الطول 35 درجة و 32 دقيقة شرقاً،ودائرة العرض 30 درجة و 13 دقيقة شمالاً. وتبعد القرية عن العاصمة عمان جنوبا نحو 250 كم.
وقد ذكر البلاذري فى كتابه (فتوح البلدان) أن أهل أيل أعطوا الجزية فى غزوة تبوك، ويعني ذلك أن أيل كانت مدينة قديمة، وأن أهلها كانوا نصارى. وقد وصف العبادي أيل فذكر أنها «مدينة اثرية قديمة تقوم عليها قرية حديثة، وتقع في أحضان جبال الشراة، على الطريق الواصل ما بين معان إلى وادي موسى، وهي إلى الأخيرة أقرب. وبها عين ماء جار، كان في السابق نهراً جارياً، وعليه بساتين، ويشكل مورداً للعربان وأصحاب المواشي، وكان مصدر الحياة للمدينة الأثرية التي لم تبق منها إلاعلامات ظاهرة من الأطلال، والأجزاءالأوسع مطموسة تحت التراب الذي حملته رياح القرون الخوالي حتى الآن.
ووصف حمزة العربي أيل الصغير وأيل الكبير اللتين تشكلان قرية أيل فقال بعد أن زار الموقع في أوائل القرن العشرين الميلادي واصفاً أيل الصغير: «وهناك خربة أخرى.. تسمى أيل الصغير، ذات مزارع ومياه جارية ورسوم اثرية في شعب بين هضبتين وعلى كل فإن أراضي الشراة غنية بالآثار القديمة والمياه الكثيرة الجاريةالمتدفقة،والخرائب الجمة التى كانت فيما سلف عامرة بملايين السكان، وكثيرمن عيونها لم تزل تجري إلى الآن، تفيض بالدموع والعبرات، تبكي على مستنبطيها، وتنوح على ساكنيها الأقدمين، وأراضيها خصبة للغاية، إلا أنها متروكة مهملة لعدم من يعمل فيها، لقلة الأمن وكثرة التعدّي.
وقال العربي واصفاً أيل الكبير: «وبالقرب من بسطة مما يلي معان خربة أخرى يقال لها أيل باسم الأيل الذي هو حيوان معروف من ذوات الأظلاف، وهي أشبه شيء ببسطة في موقعها، ولم أر فيها شيئاً من المزارع والمياه الجارية أو الآباروالأحواض لسرعة سير السيارة وعدم وقوفنا بها، لمحناها والسيارة جادّة فى السير، لكن أخبرني من يتعاطى الزراعة بها من أهالي معان أنّ فيها عيناً جارية وأطلال مبانٍ قديمة. وهذه خربة أيل الكبير».
وقد بلغ عدد سكان قرية أيل في عام 1994م (903) نسمات، وارتفع عددهم إلى (1049) نسسامة حسب إحصاء عام2004م. وينتمى بعض هؤلاءالسكان لعشيرة النعيمات، وهى فرع من الحويطات، وتتألف من العلاوية،والسحاليل، والغوانمة، والشتاتلة، والسبوع، والسواقدة، والسليمات، والسلالمة.
ويلاحظ أن النمو السكاني لقرية أيل بطيء وسبب ذلك هوالفقر الذي لم تفلح المساعدات التى تقدمها الجهات الرسمية والطوعية فى الحد منه.
ويوجد في قرية أيل: جمعية الصدقة فى قضاء أيل، ومكتب التنمية الاجتماعية التابع لوزارة التنمية الاجتماعية، ومركز صحي، ومدرسة ثانوية شاملة للذكور، ومدرسة أساسية.
*قسم التاريخ- كلية الآداب
الجامعة الأردنية

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على