من الأشهر اليوم؟

أمنة نصير: ماذا تفعل المناظرات مع شعب 45% منه لا يقرأ؟

خالد الجندي: كمين للمشاهد يعمق الكراهية بين المجتمع

«تجديد الخطاب الديني».. نداء كل عام الذي تتقاذفه برامج «التوك شو»، بالأمس مناظرة ساخنة، واليوم أخرى لا تعرف الهدوء، وغدًا مناظرة تسجل الأكثر انتشارًا.

ومع كل مناظرة يزداد الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في شئون دينية، ويفتح المجال للاجتهاد ولما يعرف بـ«الفتي»، وفي النهاية يظل الخطاب الديني نفسه هو المتضرر في النهاية.

إحداث بلبلة

«الدكتورة أمنة نصير- أستاذ العقيدة والفلسفة والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر» قالت لبوابة أخبار اليوم إن المناظرات ما هي إلا عملية جدلية لا طائلة من ورائها مع شعب 45% منه لا يقرأ ولا يكتب، فالمناظرات تحتاج لشعب مثقف يعي كيفية الحوار.

واستكملت «نصير» حديثها بالتأكيد على أن تلك المناظرات، تحدث بلبلة للشعب، مضيفة: «وأنا لا أحبذ الحوار في قضايا العقائد وأعتبره جدال لا يرسي إلى فكر ولا يجدي إلى تفاهم».

موهبة التناظر

الداعية الشيخ خالد الجندي أكد أن «هذه المناظرات تهدم الدين وتبلبل الناس وتنشر الفتن وتتسبب في أزمات لا نستطيع علاجها فيما بعد، ويجب أن نفرق بين العلم والموهبة فموهبة التناظر لا تتاح في كل وقت ولكل الناس، مشيرا إلى قول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه (لو جادلني أربعون عالم لغلبتهم، ولو جادلني جاهل واحد لغلبني)».

وقال الجندي: «أنا شخصيا أوقفت المناظرات على الهواء نهائيا بعد مناظرتي مع الدكتور كريمة، ووجدت أن الشر كله يكمن في مثل هذه المناظرات، التي لا طائلة من ورائها ودائما الذي يربح فيها هو الطرف الأقدر على التعامل مع الكاميرا، إضافة إلى ما طرأ على المجتمع المصري، من أخلاق سيئة ، لم نكن نعهدها من قبل».

وأضاف: «الأصوات عالية ومتداخلة والمذيع غير مسيطر، أو ضعيف الثقافة، والسباب أصبح سهلا ميسورا والقذف بأكواب المياه أصبح معتادا، هذا بخلاف التكفير والتخوين والإقصاء والتسفية، والفضائح المتناثرة والمداخلات المصطنعة».

واختتم الجندي حديثه، قائلا: «باختصار نستطيع أن نقول هذه المناظرات هي الكمين الذي أعدوه للمشاهد انقسم بسببها المجتمع، واختلطت بسببها المفاهيم، وانتشر بسببها الجهل، وتعمقت بسببها الكراهية، فتعسا ثم تعسا لمثل هذه المناظرات المدمرة لمجتمعنا».