قولوا خيرا أو اصمتوا ..

أكثر من ٧ سنوات فى الدستور

الاستعلاء على الناس هو تمييز عنصري، فالمتكبر المستعلي يرى نفسه فوق الجميع، يميز نفسه عن الآخرين ولا يكتفي، بل إنه يعتبر نفسه صاحب الحق دوما، ولا يحق لسواه ما يحق له، وهذه وجهة نظر استفزازية لم تعد قابلة للصرف في مجال التعامل البشري، ومكانها الغابة، وهي ليست قابلة للصمت عنها أكثر، فثقافة القانون والعدالة والمساواة يجب أن تسود في ذهنيات وتفكير وممارسات كل من يعتقد نفسه إنسانا متوازنا، غير متطرف بأفكاره وميوله..
حديث الاستعراض؛ قد يكون أنيقا لو كنا نتحدث عن قيم اجتماعية وسياسية وثقافية وتنموية مثلى، لكنه يكون وبالا على المتحدث به والرافع لشعاره، حين ينطلق من مزايدات لابتزاز الناس والافتئات على مواقفهم وكفاءتهم وولائهم لأنفسهم ومبادئهم وأوطانهم، وهذا ما يمكنني أن أفهمه حين يستعرض بعضهم بالكلمات والشعارات الوطنية، فالحديث عن الولاء للبلد ولقيادته ولمواطنيه وقضاياهم، حين لا يكون صادقا ويتقصى بث روح الوئام والمحبة وإفشاء ثقافة الاعتذار بين الناس، يكون حديثا غير مطلوب بل مذموم، ولا حاجة لنا بسماعه او الدفاع عنه وعن مطلقيه..
لم يعد ممكنا أن نتناول بعض القضايا الوطنية كما كنا في السابق، فنحن نتحدث عن أجيال من الأردنيين تتمتع بثقافة حرة، اكتسبوها من عالم مفتوح، وعلى الرغم من المسحة التجارية والمصلحية التي تغلف هذا الانفتاح، إلا أن القيم الانسانية الديمقراطية الحرة موجودة فيه، وتصل إلى كل المتواصلين في هذا العالم عبر وسائل التواصل التي نعرف، لهذا فإن الحديث الخشبي الذي نكتبه أو نجتره على مسامع الناس، لا أحد يقرأه أو يسمعه، ويتحولوا عنه إلى غيره حتى وإن كان البديل مجرد حديث إمتاعي يقع في باب الملهاة، لهذا يجب علينا أن نغير في مفرداتنا وفي أسلوب عرضنا للقضايا، خصوصا تلك المتعلقة بالثقافة والوطنيات.
لا أريد التحدث بطريقة نخبوية لا تصل للناس جميعا، بل سأتحدث بطريقة مباشرة عن الرياضة والشباب والتنفيس عن الاحتقانات والآفات النفسية المزمنة، باعتبار أن للتنفيس مواسم، يقدرها بعض الساذجين حسب فهمهم للواقع باعتباره سباق على الفرص:
هل نحن فعلا بحاجة إلى ناديين رياضيين يصدران لنا أزمات ومشاكل موسمية؟ وهل هذه المشاكل والأزمات غير مدفوعة أو مقبوضة الأجر؟ أم هي عفوية؛ وحين تحدث تجد «اولاد حلال» يدفنوها في مكانها وفي أذهان من أطلقوها بتفكير مسبق أو دونه؟..
على الرغم من تاريخ الناديين العريقين؛ إلا أن تاريخ ومستقبل واستقرار الأردن أكثر أهمية من رياضة لا نراها تحتدم الا محليا، بينما نحصد «قوال غزيرة وهزائم مخجلة» كلما ذهبنا إلى خارج الحدود، والله لا يهمنا كأس العالم بقدر ما يهمنا بلدنا وأهله ومستقبله واستقراره وأمنه وطيب حال وبال سكانه.
أقترح على كل الجهات الوطنية المسؤولة صاحبة العلاقة، أن تشرعن لقانون صارم حول الملاعب وما يحدث فيها، ولتصل إلى انذار الأندية بالحرمان لمواسم كروية أو الإغلاق النهائي، فلا بطولات رياضية تهمنا أمام أزمات يصنعها اشخاص يستمتعون بالمرض أكثر من الصحة والرياضة وسمو الأخلاق والتفكير.
قدّروا حساسية موقف الوطن الصابر، وجهود قيادته وجنوده ورجاله، وأغلقوا باب الابتزاز والتكسب والتنفع من أزمات وطنية مفتعلة، هي ملعبهم الحقيقي وهي حدود علمهم عن بناء أمجاد الأوطان.
والله قرفنا القصة شباب.. أي خلص عاد، بيكفي .
ibqaisi@gmail.com

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على