«واشنطن بوست» رد فعل ترامب تجاه أزمة الغواصة يهدد بتعقيد العلاقات مع الصين

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في تقرير لها، اليوم الأحد، أن رد فعل الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، تجاه أزمة الغواصة الأمريكية، التي احتجزتها الصين، والتي تعهدت بكين مؤخرًا بإعادتها لواشنطن، ربما يهدد بتعقيد العلاقات الثنائية بين البلدين، قبيل تنصيب ترامب رسميًا على رأس الإدارة الأمريكية الجديدة في يناير المقبل.

وذكرت الصحيفة أن الحكومة الصينية أعلنت، أمس السبت، أنها ستعيد الغواصة الأمريكية التي احتجزتها الأسبوع الماضي في بحر الصين الجنوبي، في خطوة للأمام تهدف لنزع فتيل التوترات بين القوتين الكبيرتين في المحيط الهادي.

وأضافت أن رد فعل ترامب على هذه الأزمة، والتي انتقد فيها الصين واتهمها بسرقة الغواصة، جاء حادًا ومن الممكن أن يهدد بإطالة أمد واحدة من أكثر الحوادث خطورة بين الجيش الصيني والجيش الأمريكي في الذاكرة الحديثة، كما أنه من المحتمل أن يزيد من تعقيد العلاقات بين البلدين.

كان ترامب كتب عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بعد أن وافقت بكين على إعادة الغواصة، قائلًا: "علينا أن نقول للصين إننا لا نريد الغواصة التي سرقوها.. فليحتفظوا بها"، متابعًا: "الصين تسرق غواصة أبحاث تابعة للبحرية الأمريكية من داخل مياه دولية، انتشلتها من البحر وأخذتها إلى الصين في عمل لم يسبق له مثيل".

وقالت واشنطن بوست إنه رغم الكلمات الحادة من ترامب، وبعض المسؤولين الصينيين أيضًا، إلا أن البيانات الرسمية من بكين وواشنطن ترجح حرص حكومتي البلدين على تجنب تفاقم التوترات في مرحلة تمر فيها العلاقات الصينية - الأمريكية بحالة من الغموض وعدم اليقين، خاصة بعد انتخاب ترامب.

وأشارت إلى أنه مع تأكيد الصين على حقوقها في مناطق ببحري الصين الجنوبي والشرقي، تطالب دول أخرى بأحقيتها فيها، فقد شرعت أيضًا في برنامج طموح لبناء مجموعة جزر اصطناعية، بعضها يبدو الهدف منه جعله مراكز عسكرية.

وأضافت الصحيفة أنه ردًا على أفعال الصين، قامت البحرية الأمريكية بعدة تصرفات تهدف لإظهار قوتها، من بينها إجراء دوريات بحرية بالقرب من مناطق متنازع عليها وبيع سفن حربية لدول منافسة للصين، ورغم ذلك تجنبت واشنطن أي تصعيد عسكري خطير حقيقي مع بكين.

وبعد أن أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، أن الصين ستعيد الغواصة، صرح مسؤول دفاعي أمريكي -رفض الكشف عن هويته- بأن إدارة الرئيس باراك أوباما "سعيدة لاستعادة الغواصة وتجاوز هذه الأزمة".

كانت الواقعة حدثت، الخميس الماضي، حين قامت سفينة حربية صينية باحتجاز غواصة أمريكية يقول "البنتاجون" إنها تعمل بشكل قانوني ومميزة بوضوح على إنها ملكية أمريكية تجمع بيانات عن درجة الملوحة ودرجة الحرارة ونقاء المياه على مسافة 50 ميلًا بحريًا شمال غربي خليج "سوبيك" قبالة الفلبين.

وأثارت الواقعة مخاوف واشنطن من تزايد النفوذ البحري والوجود العسكري لبكين في بحر الصين الجنوبي، وسعيها لـ "عسكرة مواقع بحرية" في هذه المنطقة.

وسارعت الحكومة الصينية عقب الواقعة بيومين، بالإعلان عن عزمها إعادة الغواصة للولايات المتحدة، ولكنها رأت أن القضية "تم تضخيمها"، كما انتقدت ما وصفته بـ"أنشطة المراقبة" الأمريكية في تلك المنطقة.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، يانغ يوغون، في تصريح صحفي، إن الصين ستعيد الغواصة إلى الولايات المتحدة بطريقة ملائمة، مؤكدًا أن التحفظ عليها جاء لتأمين السفن العابرة في تلك المنطقة.

وأضاف يوغون: "عثرث سفينة إنقاذ تابعة للأسطول الصيني على جهاز غير معروف في بحر الصيني الجنوبي يوم الخميس وفحصت سفينة الإنقاذ الجهاز لمنعه من تسبيب الضرر للأمن الملاحي"، موضحًا أن الأسطول الصيني وجد بعد الفحص أن ذلك الجهاز غواصة مسيرة عن بعد وقرر إعادتها إلى الولايات المتحدة.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على