دحضا للشائعات أسباب الانهيار في لبنان غير موجودة

ما يقرب من ٥ سنوات فى تيار

د. ندى يونس أبو جودة - 
 
تولّد صناعة الشائعات في أوقات اليأس والإحباط التي تمرّ بها الشعوب انزعاجاً او حتى اضطراباً اجتماعياً كان أم سياسياً. ويكمن الخطر في ذلك بحسب كتاب "علم نفس الشائعة"، في تحويل جزء من هذه الشائعة إلى "حقيقة" أو واقع لأن هناك أطرافاً في المجتمع يريدون تصديقها. ومردّ ذلك، بحسب الكاتب، يعود إلى ارتباط هذه الشائعات بأوقات الأزمات والحروب.
 
وما يحصل في هذا الاطار، هو، وبحسب تقرير اقتصادي حول الوضع في لبنان ومقارنته بالوضع في اليونان نشرته "الجمهورية"، "عملية تخويف مريبة يقوم بها اشباح لدبّ الذعر بين الناس، حول انّ لبنان مقبل على الانهيار والافلاس".
 
استناداً إلى نظرية الكاتب، تدلّ "مقارنة لبنان باليونان" و"وصول لبنان إلى "حافة الانهيار" على قوة "الشائعات" وقوة الجهات التي تطلقها في فترة من عدم الاستقرار يمرّ بها المجتمع اللبناني الذي يرزح تحت أعباء اقتصادية واجتماعية بنتيجة تداعيات النزاعات في البلدان المجاورة.
 
فمن الناحية الاقتصادية، أكد التقرير "انّ الاسباب التي أدّت الى الانهيار والافلاس في اليونان، ليست موجودة في لبنان". فهل كان إطلاق هذه المقارنة بمثابة آلية دفاعية استخدمتها تلك الجهات للدفاع عن نفسها لأسباب محددة في وقت معيّن؟
 
والحالة هذه، هل تحوّل لبنان إلى أرض خصبة لترويج هذا الشكل من أشكال "الحقيقة"؟ وهل أصبحت هذه "الشائعات"، المصنوعة كجزء من سلسلة من الحقائق المربوطة بالمعلومات المفبركة، تمثل تهديداً حقيقياً للمجتمع اللبناني، الأمر الذي يحتّم على المسؤولين والمواطنين العمل معاً على الحدّ منها لتجنيب البلاد ارتداداتها السلبية؟
 
إن "لبنان يمرّ بأزمة اقتصادية ومالية دقيقة"، يضيف الخبراء في التقرير، "لكن المجال للخروج منها وتجاوزها ممكن، في حال أظهرت القوى السياسية جدّيتها بالمعالجة واتخاذ إجراءات حاسمة وتنفيذية على صعيد خطة الكهرباء وعلى صعيد الموازنة العامة، واذا تمّ التوافق على الابتعاد عن المزايدات، والسجالات السياسية والشعبوية".
فهل يحسم هذا التقرير العلمي الجدل في هذا الوضع الذي أنتج غياب الثقة بين الدولة والمواطن؟
وما الذي يدحض الشك باليقين في الأزمات الكبرى، حين تعمل بعض الجهات على تحويل الشائعات إلى حقائق او محاربة الحقائق وأعادة خلقها لتقديمها للناس على أنها شائعات؟
أمام هذا الواقع، من الذي يملك القوة في فرض "الحقائق" او "الشائعات"؟

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على