احتفاليّة تأسيس حزب الدعوة تجمع العبادي والمالكي في مكان واحد

أكثر من ٧ سنوات فى المدى

 
شدّد رئيس الوزراء حيدر العبادي، أمس السبت، على ضرورة انطلاق "المصالحة المجتمعية" بعد تحرير الموصل، مطالباً الكتل بالتنازل عن الامتيازات والابتعاد عن البحث عن المناصب.وقال العبادي، في كلمة له خلال احتفالية بمناسبة الذكرى الـ60 لتأسيس حزب الدعوة، وتابعتها (المدى) أمس، ان "المصالحة المجتمعية ستنطلق بعد تحرير الموصل وفيها معان كبيرة ، لان داعش حاول أن يوقع بين أبناء البلد الواحد والعشيرة الواحدة". ورأى انّ "أمامنا تحدياً كبيراً بعد الانتصار على عصابات داعش الإرهابية عسكرياً".وأضاف رئيس الوزراء "من حق الإنسان أن يعتقد بما يريد وليس من حقنا أن نفرض رأينا على الآخرين". وتابع "علينا أن نحافظ على الأصالة ونبتعد عن البحث عن المناصب وعلينا التنازل عن الامتيازات"، مؤكدا ان "الطائفية المقيتة أوصلتنا إلى نتائج سلبية".وفي سياق آخر، قال رئيس الوزراء ان "قواتنا البطلة حالياً داخل الموصل والنصر قريب لكنه بحاجة إلى دعم من الجميع ،لأن العدو ليس طبيعياً وإنما مسلح بأيدولوجية فكرية غير طبيعية".وأشار القائد العام للقوات المسلحة الى ان "داعش يستخدم كل المباني الحكومية لتنفيذ مآربه الدنيئة في قتل المواطنين"، مؤكدا ان "العمليات العسكرية مستمرة في الموصل  على وفق الخطط والتأخير يأتي لتجنب سقوط المدنيين".بدوره، اعتبر أمين عام حزب الدعوة نوري المالكي، خلال كلمة له في الاحتفالية، ان "مفهوم التسوية الوطنية لا يعني التصالح مع من تلطخت يداه بدماء العراقيين".واضاف المالكي ان "الارهاب يجب ان يقضى عليه اجتماعيا وسياسيا واتمنى ان لا نفتح معركة مع شريك في العملية السياسية لان معركتنا واحدة ننتهي منها وبعدها نحل خلافاتنا بالدستور والقانون".واضاف رئيس ائتلاف دولة القانون "أتمنى من دول الجوار مساعدة العراق في مرحلة بناء البلد بعد انتهاء عصابات داعش الإرهابية"، مشددا على ان "عدونا الحقيقي داعش والتكفير والتطرف". وتابع المالكي"أتمنى على إخواننا العرب مد يد العون إعلاميا وعسكريا ،لان استقرار العراق يعني استقرار المنطقة"، داعيا دول الجوار الى "الانفتاح علينا والسماع منا وليس من المغرضين".وبين المالكي ان "طبيعة العمل السياسي العراقي حركي ويحتاج إلى تأسيس أحزاب وخير الأحزاب من يعمل للإنسانية وليس لفئة".وكان  الحزب قد احتفل العام الماضي بذكرى تأسيسه مرتين، الاولى بحضور العبادي واخرى بحضور المالكي. وارجع مراقبون، وقتها، تعدد احتفالات الحزب بذكرى تأسيسه الى الصراعات الداخلية بين اجنحة الحزب الذي ينقسم بين العبادي والمالكي.وفي هذا السياق، قال رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، خلال الاحتفالية، "إننا نواجه فكراً يشوه الرسالة ويسيء للدين والكرامة ويدعونا للعمل من اجل الحفاظ على الصورة الدينية".وشدد رئيس الجمهورية على "ضرورة وحدة الموقف بين الجميع"، معتبرا ان "تلاحم القوات الأمنية والشعب العراقي يؤكد ضرورة مواصلة عملنا من اجل ترسيخ القيم بين جميع الأطراف السياسية وتحقيق النصر المؤزر على داعش".بدوره قال رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، خلال الاحتفالية، ان "الضرورة تفرض علينا تحديد ملامح هذه المرحلة للحفاظ على وحدة البلد"، مؤكدا ان "المشاكل الكبيرة تحتاج الى حلول كبيرة كمشروع التسوية الوطنية".وأضاف الجبوري ان "المسؤولية الوطنية تفرض على الجميع تحشيد القدرات وتعبئة الطاقات وتركيزها في مشروع وطني جامع يحقق ما نصبو اليه من دولة مؤسسات تحترم القانون وتعمل من أجل الحريات والحقوق".وشدد رئيس البرلمان على ان "الضرورة تفرض علينا تحديد ملامح هذه المرحلة للحفاظ على وحدة البلد وتفويت الفرصة على أعدائه، وذلك من خلال إدامة التواصل بين الأطراف الفاعلة وتغليب لغة الحوار الوطني المستدام دون حواجز أو سواتر أو ممنوعات في ما يتعلق بالحوار ومحاولات التقريب والتفاهم".وأشار الجبوري الى ان "المشاكل الكبيرة الموجودة تحتاج الى حلول كبيرة توازيها، وإلى تضحيات كبيرة وصدور واسعة لا تكل ولا تمل، ومن صور التفاهم التي تشكلت في الآونة الاخيرة وثيقة التسوية التاريخية وما دار حولها من جدل كثير، يؤشر الى حد كبير إننا في بداية الطريق".ولفت رئيس البرلمان الى ان "مؤشر تسجيل الأحزاب في المفوضية يبشر بولادة احزاب واعدة ستأخذ فرصتها في العمل السياسي في المرحلة القادمة ما سيوفر فرصة خيارات جديدة للمواطن ويدفع بالأحزاب التاريخية لإجراء إصلاحات حقيقية وجوهرية تتلاءم مع التحديات والمتطلبات المستجدة".
 

شارك الخبر على