شكرا لبلدية صحار والدبدوب!

almost 5 years in الشبيبة

علي بن راشد المطاعنييوم السبت الماضي أحد زملاء الدراسة من ولاية صحار اتصل بي، وقال بان هناك شخصا يرغب في الالتقاء بك، رحّبت به طبعا لاسيما وأنه زميل تربطنا ذكريات جميلة ايام الدراسة الجامعية، حضروا للمنزل وبعد السؤال عن الأخبار والعلوم وفقا للطريقة العُمانية، وبعد الحصول على الإجابة التقليدية المنتظرة وهي (ما شي علوم)، ثم القيام بواجب الضيافة المعروفة، اقترب الضيف العزيز مني وهو الأخ والزميل أحمد بن سالم دبدوب، فأطلعني على صور لشاطئ شيزاو بولاية صحار الذي سبق وأن كتبت عن الكارثة التي حلّت به لقاء رمي مخلّفات المنازل به. ثم قال: جئت أبشرك بان مقالك قد أتى أكله وأن بلدية صحار والجهات الأخرى استجابت لما ورد في المقال واستشعرت المسؤولية الوطنية والبيئية، وأنه جاء ليشكرني على ما كتبته.قلت: لماذا تكبدتم مشقة قطع مسافة 250 كلم من صحار لتشكرني، ما فعلته هو في الواقع واجبي ككاتب وهذا الواجب يملي عليّ إماطة اللثام عن قضايا الوطن ومعاناة المواطنين بكل حيادية ومصداقية، هذا ما تعلّمناه عند دراستنا للإعلام ومارسناه بكل حيادية ومصداقية وكما يحب ربنا ويرضى.قال: أبيت إلا أن اصلك واشكرك لأنك رفعت معاناة الكثير من المواطنين والزوار لمشكلة لم تحل منذ 2010 تقريبا رغم كل الجهود والمطالبات والنداءات التي وصلت لكل المسؤولين بمن فيهم محافظ شمال الباطنة والجهات المسؤولة كلها بدون تحديد ولم نجد آذانا صاغية لنداءاتنا المتكررة، وذلك رغم الملفات والوثائق حتى حالات الجرحى من المخلّفات التي لا ترد للمستشفيات أرفقناها للجهات المسؤولة لكي تصدّق حجم الكارثة.واردف قائلا: إلا أن كل ذلك لم يشفع لنا للأسف، لكن مقالك وصف الحالة كما ينبغي ووضع النقاط على الحروف وخلص بأن مثل هذه الانتهاكات تعد أمرا معيبا أن تكون في السلطنة على ضوء كل الاهتمام بالبيئة من أعلى المستويات في البلاد بدءا من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله- والذي أنشأ أول وزارة للبيئة في الوطن العربي وأصدر المراسيم للهياكل التنظيمية لوزارة البيئة وأنشأ مراكز خاصة بهذا المجال وأصدر التشريعات الواحدة تلو الأخرى بشأن الاهتمام بالبيئة وفي نهاية المطاف نرى مشكلة جثمت على صدورنا لتسع سنوات تقريبا بدون حل جذري للأسف في مدينة تاريخية مهمة كصحار.نداؤنا الأخير لبلدية صحار وغيرها من الجهات يتمحور حول ضرورة إكمال دورهم في معالجة كل الشواطئ التي تعاني من مشكلة التآكل، والشركات العاملة في صحار لن تتوانى عن الإسهام في معالجة المشكلة فهي جزء من هذا الوطن والبيئة مسؤولية الجميع، ونقل حجارة من الجبال الى الشواطئ ليس بالأمر المستحيل في إطار معالجة مشكلات بيئية كحارة شيزاو.في الختام نكرر شكرنا لبلدية صحار وكافة الجهات التي رفعت الأذى عن أجمل شواطئ صحار، وأزاحت ركام وبقايا المباني المتهالكة من هذه البقعة الجميلة، وفتحت صفحة جديدة ناصعة البياض مع أهالي شيزاو بولاية صحار.ثم نقدم باقات ورد عبقة وملونة كعربون اعتذار لكل شخص أزعجه مقالنا، فليس لنا مصلحة إلا نظافة البيئة وجمال الشواطئ العُمانية ورفع الأذى عن المواطنين وإيجاد الحلول العلمية والعملية لكل معضلة بيئية تعلن عن نفسها هنا أو هناك حتى نصل بها لرحاب الحلول المتكاملة بحول الله.

Mentioned in this news
Share it on