السفير الأمريكي الجديد يتعهّد بنقل السفارة إلى القدس

ما يقرب من ٩ سنوات فى الدستور

فلسطين المحتلة- أعلن الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب أمس تعيين ديفيد فريدمان سفيرا للولايات المتحدة لدى اسرائيل وهو محام اكد انه ينتظر بفارغ الصبر القيام بمهمته «في العاصمة الابدية لاسرائيل القدس»، مما يمس نقطة بالغة الحساسية في المنطقة.
ونقل بيان نشره فريق ترامب عن ديفيد فريدمان «انوي العمل بلا كلل لتعزيز العلاقات الثابتة التي تربط بين بلدينا ودفع السلام قدما في المنطقة، وانتظر بفارغ الصبر ان افعل ذلك من السفارة الاميركية في العاصمة الابدية لاسرائيل، القدس».
ويكرر السفير الذي عينه ترامب بذلك، وعدا قطعه المرشح الجمهوري خلال الحملة، بتأكيده ان الولايات المتحدة ستعترف بالقدس عاصمة لاسرائيل وستقيم فيها سفارتها اذا انتخب رئيسا.
ولا تعترف واشنطن والجزء الاكبر من الاسرة الدولية بالقدس عاصمة للدولة العبرية، وتقيم سفاراتها في تل ابيب.
وقال ترامب في البيان انه «بصفته سفيرا للولايات المتحدة في اسرائيل، سيحافظ ديفيد فريدمان على العلاقات الخاصة التي تجمع بلدينا»، بدون ان يشير الى مكان السفارة.
وكان فريدمان المحامي المتخصص بقضايا الافلاس، عبر خلال حملة الانتخابات للرئاسة الاميركية عن دعمه لتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة. وهو يقيم علاقات وثيقة مع مستوطني الضفة الغربية المحتلة.
وقال ترامب في البيان نفسه ان فريدمان «صديق ومستشار منذ فترة طويلة». واضاف ان «علاقته الوثيقة باسرائيل ستدعم مهمته الدبلوماسية، وسيكون مكسبا رائعا لبلدنا بينما نعزز علاقاتنا مع حلفائنا ونكافح من اجل السلام في الشرق الاوسط».
وانتقدت منظمة «جاي ستريت» اليسارية المؤيدة لاسرائيل والمتمركزة في الولايات المتحدة بشدة اختيار فريدمان فور اعلانه، معتبرة انه تعيين «متهور» لـ»صديق اميركي لحركة الاستيطان» في الاراضي الفلسطينية.
وقال رئيس هذه المنظمة جيريمي بن عامي في بيان ان «هذا التعيين خطوة متهورة تهدد سمعة اميركا في المنطقة ومصداقيتها في العالم».
واضافت المنظمة التي تعرف عن نفسها بانها «مؤيدة لاسرائيل ولاحلال السلام»، ان اعضاء مجلس الشيوخ الذين سيصوتون على هذا التعيين «يجب ان يعرفوا ان اغلبية اليهود الاميركيين يعارضون الآراء والقيم التي يمثلها هذا الشخص».
وكان ترامب التقى خلال الحملة الانتخابية رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو. وقال فريق ترامب بعد اللقاء ان الولايات المتحدة ستعترف بالقدس «عاصمة غير قابلة للتقسيم لدولة اسرائيل»، اذا انتخب رئيسا.
ولم يكرر ترامب هذه التصريحات بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية في الثامن من تشرين الثاني. لكن مستشارته كيليان كونواي قالت خلال الاسبوع الجاري ان هذه الخطوة «تحتل اولوية كبرى» لديه.
وتشكل خطوة من هذا النوع خرقا لسياسة واشنطن بابقاء وجودها الدبلوماسي في تل ابيب.
وردا على سؤال بشأن حل الدولتين الذي شكل اساس اكثر من عقدين من المفاوضات مع الفلسطينيين، قال فريدمان ان ترامب «يشكك بذلك الى حد كبير».
وفي تشرين الاول اكد المحامي في تجمع مؤيد لترامب في القدس ان «ادارة ترامب لن تضغط ابدا على اسرائيل من اجل حل الدولتين او اي حل يتعارض مع رغبات الشعب الاسرائيلي».
ورحب اليمين الاسرائيلي بهذه التصريحات وانتهز فرصة فوز ترامب للترويج لقضيته، بما في ذلك الدعوة الى وأد حل اقامة دولتين الى الابد.
ويعتبر المجتمع الدولي الاستيطان غير قانوني وعقبة رئيسية في طريق السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين سواء كان بموافقة الحكومة الاسرائيلية ام لا.
ورحب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بتعيين السفير الجديد.
وقال مصدر في مكتب نتانياهو اشترط عدم كشف اسمه ان رئيس الوزراء «راض» عن التعيين.واضاف ان نتانياهو «يعرف ديفيد فريدمان ويتطلع للعمل عن قرب معه».
وفي وقت سابق، رحبت تسيبي حوتوفلي، نائبة وزير الخارجية الاسرائيلية في بيان بتعيين فريدمان قائلة ان «تعيينه يشكل خبرا جيدا لاسرائيل».
واضافت حوتوفلي «تعكس مواقفه رغبة في تعزيز قوة القدس كعاصمة لاسرائيل في هذا الوقت وتفهما ان المستوطنات لم تكن ابدا المشكلة الحقيقية في المنطقة».
بدوره، رحب مجلس يشع الاستيطاني الذي يمثل 400 الف مستوطن في الاراضي الفلسطينية المحتلة، باختيار السفير الجديد.
وقال اوديد رفيفي المتحدث باسم المجلس «لدى فريدمان محبة عميقة لكل اراضي اسرائيل وسكانها، بمن فيهم الموجودون في يهودا والسامرة» مستخدما الاسم الاستيطاني للضفة الغربية المحتلة.واضاف رفيفي ان «معرفة (فريدمان) وحكمته ستعززان الجسر بين شعبينا العظيمين».
من جهته اعتبر الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، نقل الولايات المتحدة الأمريكية سفارتها من تل أبيب إلى القدس بمثابة «إعلان حرب».
وقال الشيخ صبري في خطبة الجمعة أمس في المسجد الأقصى «إن وعد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بنقل السفارة إلى القدس خلال دعايته الإنتخابية جاء على حساب حق أهل فلسطين لان في نقل السفارة اعتراف بالقدس عاصمة لليهود وهذا يعني أيضا أن يسقط حق الفلسطينيين في هذه المدينة».
وأضاف «هذا الوعد أيضا يتناقض مع ما يسمى بالقرارات الدولية التي تعتبر القدس مدينة محتلة».
وحذر الشيخ صبري من انه «اذا ما تم تنفيذ هذا الوعد فإنه يعني أن امريكا تعتبر أن مدينة القدس هي عاصمة لليهود وبذلك تكون امريكا قد أعلنت حربا جديدة ضد أهل فلسطين بل ضد العرب والمسلمين».
وحذر من أن «المسجد الأقصى يتعرض لتجاوزات إسرائيلية بشكل يومي واخر هذه التجاوزات هو اضافة ساعة يوميا لاقتحام اليهود المتطرفين له».
وقال «هذا يؤدي إلى زيادة عدد المقتحمين مع التاكيد على اننا لا نوافق اصلا على الاقتحامات وان كنا نقول أن المسجد الأقصى في خطر فاننا الآن نقول أن الاقصى في اخطار عديدة».
إلى ذلك أصيب عشرات الفلسطينيين، والمتضامنين الأجانب بالاختناق عقب قمع قوات الاحتلال للمسيرات الأسبوعية في الضفة الغربية.
وأطلق الجنود الصهاينة ظهر أمس، العشرات من القنابل الغازية باتجاه المسيرة الأسبوعية المناهضة للجدار والاستيطان في بلدة بلعين غربي رام الله.
واعتقلت قوات الاحتلال، الفتى ورد عبد القادر حامد (15 عاماً)، من بلدة سلواد في محافظة رام الله والبيرة.
وأوضح نادي الأسير الفلسطيني في بيان له، أن قوات الاحتلال اعتقلته من على المدخل الغربي للبلدة، علماً أن الفتى حامد هو نجل رئيس نادي الأسير قدورة فارس.
وأُصيب عشرات الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب بالاختناق جرّاء استنشاق الغاز السام، كما اعتقل جنود الاحتلال أحد المتضامنين، وفقًا لشهود عيان.
وخرج مواطنون فلسطينيون شرق قلقيلية بعد صلاة الجمعة في المسيرة الأسبوعية التي تطالب في فتح شارع قرية كفر قددوم المغلق منذ 14 عامًا.
وأفاد منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم، مراد شتيوي، أن المسيرة انطلقت بمشاركة واسعة من أبناء القرية وعدد من المتضامنين الأجانب رغم برودة الطقس وتساقط الأمطار، مؤكدين على الاستمرار بفعالياتهم التي انطلقت منذ 6 سنوات حتى تحقيق أهدافها كاملة.
وأضاف أن قوات الاحتلال هاجمت المشاركين في المسيرة بقنابل الغاز والصوت والأعيرة المطاطية، ما أدى إلى إصابة العشرات بالاختناق؛ حيث تم معالجتها «ميدانيًّا».
من جهة ثانية تواصل سلطات الاحتلال منع المصلين المسنين من قطاع غزة من الوصول الى القدس للصلاة في المسجد الأقصى المبارك.
وقالت مصادر فلسطينية أن سلطات الاحتلال كانت تسمح كل يوم جمعة بمغادرة مائة وخمسين مواطنا مسنا من غزة بالتوجه إلى القدس، بتنسيق من هيئة الشؤون المدنية .
واشارت الى أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي سمحت فقط لعشرات الموظفين في وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الاونروا» في قطاع غزة بالتوجه إلى مدينة القدس لأداء صلاة الجمعة في المسجد الاقصى المبارك عبر معبر بيت حانون «ايرز» شمال القطاع.
وتواصل سلطات الاحتلال وقف التنسيقات لهيئة الشؤون المدنية بدعوى عدم عودة المصلين الى قطاع غزة في نفس اليوم.(وكالات).

شارك الخبر على