رواد مواقع التواصل ''يثورون'' ضد الصمت إزاء مأساة حلب

أكثر من ٧ سنوات فى السبيل

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عبارات التنديد والشجب لما آل إليه الوضع في حلب، وتقاسم رواد هذه المواقع العديد من الصور والفيديوهات التي تعكس بشكل صادم مأساة السكان. واستخدم ملايين المغردين وسم "حلب تباد"، عبروا فيه عن غضبهم الشديد تجاه ما لحق المدينة وسكانها جراء الحرب.

الإحساس بـ"ثورة" من الغضب تجاه الوضع في الحلب، هو الشعور السائد لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا للظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها سكان العاصمة الاقتصادية سابقا لسوريا، لاسيما في الأحياء الشرقية، والتي تمكنت قوات النظام السوري مدعومة بميلشيات إيرانية وعراقية وسلاح الجو الروسي من استعادتها. والغضب لم يقتصر على منطقة دون أخرى، هو إحساس حارق، تقاسمه العربي مع الأوروبي وحتى الأمريكي. لم يتوقف "شعب" مواقع التواصل الاجتماعي، كما يعرفهم بعض رواده، عند حيثيات الحرب وتفاصيلها، بل فرضت عليهم قوة المشاهد والصور التي تناقلتها وسائل الإعلام للوضع في حلب إبداء الحزن والأسى تجاه مأساة مئات الآلاف من السكان، والمطالبة بضرورة الضغط على الحكومات والمؤسسات الأممية لوضع حد للمأساة الانسانية. تنديد بـ"إهمال" حلب وتعددت مظاهر التعبير عن الغضب تجاه مأساة حلب سواء من خلال تدوينات على فيس بوك أو تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي تويتر. وأظهرت المظاهرات التي نظمت في العواصم الأوروبية الاهتمام المتزايد الذي أصبحت تحظى به حلب ومعها الأزمة السورية، وهناك من يعتقد أنها قد تشكل أحد مواضيع النقاش في الانتخابات في عدة بلدان أوروبية بينها فرنسا. تعبئة شعبية فرنسية وسم حلب باللغة الفرنسية استخدم في ملايين التغريدات على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، تلك المدينة التي تدمع في صمت في رسم لفنان سوري فلسطيني، نشرها الأب بيير فانسون فورولدي مصحوبة بتغريدة كتب فيها، ""عين مطبقة، دمعة دم، اسم حلب باللغة العربية، إنه رسم قاتم وطاعن". وتكتب مغردة أخرى على تويتر أن التعبئة تتواصل في باريس على عدة جبهات لأجل دعم حلب، مرفوقة بمقال لصحيفة لوموند، وصورة تدين "الجمود والإهمال" بحق حلب، نفس الصحيفة، تنشر مقالا لرئيس منظمة "أطباء بلا حدود"، تقاسم نشره بشكل واسع على تويتر، أكد فيه "نعم يمكن أن نقدم شيئا لحلب". وحمل المقال صورة لسوري يدفع عربة على متنها شخص ممدد، قد يكون طاعنا في السن أو أحد الجرحى أو المرضى، الذين لا يمكنهم التنقل، ويستخدم أهاليهم أساليب بدائية في نقلهم بعيدا عن أهوال الحرب والقصف السوري والروسي. "حلب تباد" على الجانب العربي، ارتفعت حدة اللهجة أكثر تجاه النظام السوري وروسيا على السواء إضافة إلى إيران التي تشارك ميلشياتها في الحرب الدائرة في سوريا. ونشر رواد التواصل الاجتماعي صورا مركبة للأسد، يظهر في إحداها بهيئة جزار. وتقاسم رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مكثف وسم #حلب_تباد، صبوا عبرهم جام غضبهم على القوى الغربية ومعها الدول العربية، معتبرين أنها اكتفت بالتفرج على مصير حلب دون أن تحرك ساكنا. وقال أحد هؤلاء في تغريدة "لماذا الغرب اختار حلب لقتالهم"، بل أن هناك من يتهم الغرب مباشرة بكونه "بارك حرق حلب". "شعب" مواقع التواصل الاجتماعي شجب بكل ما يملك من قوة هذا الوضع المأساوي في حلب، حتى أن التنديد في بعض الحالات كان بحق كل الأطراف الدولية الغربية والعربية، باعتبار أنها، في نظره، تتحمل جزءا من المسؤولية فيما يحصل. ونقرأ في تدوينة على فيس بوك "سوريا احترقت يوم اختار بشار قمع المظاهرات السلمية بدل الاستجابة لمطالب الشعب السوري، سوريا احترقت يوم توافدت عليها عصابات داعش والنصرة بمباركة فتاوى شيوخ البترودولار، سوريا احترقت يوم سكت العالم عن تدمير حضارة عظيمة ووقف متفرجا على إبادة وترحيل شعب بأكمله. سوريا احترقت بأيادي عربية/أمريكية واليوم أيادي عربية/روسية ترد والعالم مستمر في الاستمتاع بالفرجة المفتوحة..." أقوى الصور ومن أقوى الصور التي نشرها هؤلاء كانت لأطفال تكسو وجوههم الأتربة، ويعلوها حزن غامر، لم يتمكن الغبار من حجبه عن الأنظار. وجاء في تغريدة مرافقة لإحدى الصور "لماذا يتم إحراق حلب بأكملها من أجل شخص واحد ومجموعة من أذنابه وبمساعدة الدب الروسي". وفي ظل كل هذا الدمار والمأساة الإنسانية التي، قال البعض إن العالم لم يشهد مثيلا لها منذ الحرب العالمية الثانية، تتوقف تغريدات عن لحظات حب خاص تجمع حلب بسكانها، ونقرأ على الجدران عبارات التعهد بالعودة إليها من جديد. "راجعين يا هوا"، كتب أحد الحلبيين على أحد الجدران، في إشارة إلى أغنية المطربة الشهيرة فيروز، إضافة لكتابات حائطية أخرى، تظهر مدى قوة الترابط بين المدينة وسكانها، وتشديدهم على عودتهم الأكيدة في يوم من الأيام إليها. فرانس 24 

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على