شرايين التنمية

أكثر من ٦ سنوات فى الشبيبة

علي بن راشد المطاعنيفي خضم الظروف الاقتصادية التي يشهدها العالم والسلطنة جزء لا يتجزأ من ذات العالم، تمضي ولله الحمد المشروعات والخدمات التنموية في البلاد ومن بينها شبكات الطرق باعتبارها شرايين التنمية التي تنساب عبرها الخدمات للمواطنين ومن خلالها تمضي عجلة الاستثمار بكافة أشكاله وصوره لتحقيق غاياته البعيدة النبيلة.فاليوم نرى بأن مسارات الطرق المزدوجة الرئيسية التي تربط محافظات السلطنة ‏بدأت تتضح ملامح استكمالها مرحلة بعد أخرى، وطريقا بعد آخر في حركة لا تهدأ وتيرتها أبدا عبر عمل دؤوب لا يرضى بصيغة أخرى غير اكتمال كل الطرق ولتتعاطى الحياة أخذا وعطاء، نرى الآن الجبال العاتيات الشامخات ترضخ للأمر الواقع عندما ينال الديناميت منها لفتح طريق وصولا لقرية أو مدينة أو محافظة وشق نفق لربط طريق تعذّر استكماله عبر السلاسل الجبلية أو تلافيا لأي تساقط للأحجار يعرّض مستخدمي الشوارع للخطر او يعيق حركة السير يوما ما، هو أمر يثلج الصدر حقا إذ نرى بأن مشروعات الطرق تمضي لتحقيق السبق نحو الاكتمال، ولتحقق الدور الذي من أجله شُقّت وعُبّدت وأُنجزت في سباق مع الزمن رغم التحديات الجغرافية والطبوغرافية التي ترفع التكلفة المادية لإنشاء الكيلومتر من الطرق، ناهيك عن الأوضاع المالية التي بالطبع تلقي بظلالها في هذا الشأن وغيره ولكن ما نشهده من استمرار إنشاء شرايين التنمية في البلاد هو ما يثلج الصدر ويؤكد أن المشروعات التنموية الرئيسية لا تتوقف لأي ظروف مهما بلغت قساوتها؛ فالبرامج الإنمائية ماضية لتحقيق أهدافها بما يحقق الأهداف التي أنشئت من أجلها.ولا شك أن افتتاح أول أجزاء ازدواجية طريق أدم - ثمريت بطول يزيد عن ‏41 كم أمام الحركة المرورية يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هذا الطريق الحيوي يمضي في مسار الإنجاز بكل مراحله البالغة 717 كم، لتكتمل منظومة هذا الطريق بطرح ثلاثة أجزاء مكمّلة للجزأين الأول والثاني بطول 317 كم، لإكمال ازدواجية هذا الشريان إلى محافظة ظفار، فهذا المشروع الكبير وفي بيئة وتضاريس السلطنة صعبة المراس وبما تحمله من تحديات، يمضي وفق المخطط لإنشائه وخلال فترة وجيزة من الزمن ستكون الطرق إلى محافظة ظفار مزدوجة لترتبط مع غيرها من المحافظات وبمواصفات عالية المستوى وتحظى بشهادات عالمية في جودة الطرق وفي مستوياتها العالية تشييدا وبناء، آخذة في الاعتبار المؤثرات الطبيعية والمناخية والجيولوجية، وموفرة بذلك ترياق التواصل والتلاقي بكل القرى والأحياء الواقعة على مساراتها عبر المخارج والتقاطعات والجسور.إن الاهتمام الذي توليه الحكومة لشبكات الطرق ماثل للعيان ولا تخطئه أي عين، ولا يحتاج إلى الكثير من الأدلة أو البراهين؛ فاليوم الطرق التي تربط المحافظات أصبحت مزدوجة، تمنح الأريحية في التنقل بين ولايات السلطنة وتوفر الأمن والسلامة لكل مستخدميها وتفتح آفاقا واسعة أمام الأنشطة الاقتصادية أن تزدهر وتتطور لرفد سياسات التنويع الاقتصادية.ففي السنوات الأخيرة شهدت شبكة الطرق نقلة نوعية كمّا ونوعا من خلال إنجاز العديد من الطرق الرئيسية مثل طريق الباطنة السريع كأفضل الطرق التي أنشئت في السلطنة ويجري استكمال طريق الشرقية كمسار آخر لطريق قريات صور، واستكمال طريق إلى الباطنة جنوب ناهيك عن الطرق الأخرى لتشكّل كلها شبكة متكاملة تزيد أطوالها عن الآلاف من الكيلومترات متحدية كل العوامل الطبيعية ومتخطية كل العقبات التي تعترض مسارات الطرق بالطبع التحديات موجودة لا يمكن التهرب منها ومن انعكاساتها على هذه المشاريع منها ما يتعلق بالجغرافيا وأشكال الأرض ومنها المادية وأولوياتها ومنها ما يتعلق بالمجتمع ومطالباته غير الواقعية وذات الحسابات الخاصة ومنها ما يتعلق بالتعويضات ومسارات الطرق كلها تعيق العمل التنموي للوصول لمراحل إنجازه بسلاسة، فهذه التحديات من الطبيعي جدا أن تأخذ الكثير من الوقت والجهد لغرض الانتهاء منها بإرضاء كل الأطراف.نأمل أن تكلل الجهود المضنية والمبذولة لاستكمال كل الطرق بالنجاح والتوفيق، إيذانا باكتمال شبكات الطرق المزدوجة بالبلاد وفقا للخطط الموضوعة بدقة، فالطرق هي الشرايين التي وعبرها يتدفق رحيق التنمية والنماء ليصل لكل بقعة من بقاع هذا الوطن الغالي.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على