اعلان عن حفر بئر نفطي قبالة الصفرا.. و تخبُّط مواقف حول مزارع شبعا

حوالي ٥ سنوات فى تيار

مقدمة نشرة أخبار الـOTV:
قبل السادس والعشرين من نيسان 2005، الذي تصادف اليوم ذكراه الرابعة عشرة، كان اللبنانيون مقسومين بوضوح بين فريقين: الأول، ينادي بالحرية والسيادة والاستقلال، والثاني يرفع شعار الشرعي والضروري والموقت في شأن وجود أكثر من ثلاثين ألف جندي سوري على أرض لبنان، وما استتبع ذلك من تبعية داخلية، وسيطرة غير لبنانية على القرار.
أما بعد ذلك التاريخ، فتحول الانقسام في اتجاه تسميتي الثامن والرابع عشر من آذار ومحوره السلاح والشراكة، ليشرِّع انتخاب العماد ميشال عون رئيساً عام 2016، باب اللبنانيين واسعاً، أمام انقسام من نوع آخر، يواجَهون يومياً بشكل جديد من أشكاله.
فاليوم، على سبيل المثال، اعلان عن حفر بئر نفطي قبالة الصفرا. وفي المقابل، تخبُّط مواقف حول مزارع شبعا اللبنانية ثم غير لبنانية... ثم اللبنانية ثم غير اللبنانية من جديد... وهذه الصورة الكاريكاتورية المختارة مما تم تداوله في السياسة اليوم بالتحديد، ليست إلا نموذجاً بسيطاً عن تناقض غير بسيط بين فكرين ونهجين وممارستين متضاربتين للشأن العام، يُنسج على منوالها الكثير، ومنه على سبيل المثال أيضاً: عمل لإرساء أسس الإصلاح البنيوي، وفي المقابل، كلام بكلام، ومؤتمرات وتعليقات وتغريدات... إلى جانب التصدي المؤسساتي لا الكيدي للفساد، ومن ابرز تجلياته اللجوء إلى القضاء للفصل في النزاعات والاتهامات، تماماً كما فعل الوزير جبران باسيل في ما اورده بشأنه الوزير السابق أشرف ريفي. وفي المقابل، مشهدية اتهامات متنقلة بين شاشة ومنبر.
هذا من دون اغفال مسألة التصدي الصريح لمأساة النزوح السوري، وتداعياتها على السوريين النازحين إلى لبنان من جهة، وعلى اللبنانيين الذين يكادون ينزحون منه من جهة أخرى، في الداخل، وفي المحافل الاقليمية والدولية... والتي تقابل بالتلكؤ والتردد وهرب إلى الأمام، بعد إهمال طويل سمح بوقوع الكارثة، ويسمح مذذاك بتفاقمها من دون حسيب أو رقيب.
لكن، كما قبل عام 2005، كذلك بعدَه: الخيارات لا طائفية ولا مذهبية ولا مناطقية، ولا تستبطن أياً من مظاهر الانقسام المعروفة.
فالخيار الذي طرح على اللبنانيين قبل عام 2005 كان: من مع لبنان الحرية والسيادة والاستقلال، ومن مع لبنان الوصاية والاحتلال.
والخيار الذي طرح عليهم بين عامي 2005 و2016: من مع لبنان الميثاق والشراكة والمناصفة، ومن مع لبنان الهيمنة والاستئثار والطغيان.
أما بعد عام 2016، فالخيار يختصره التالي: من مع لبنان عودة النازحين ومكافحة الفساد والازدهار الاقتصادي، ومن مع لبنان الوطن النازح، والدولة الفاسدة، والاقتصاد المترهل...
قد يكون اللبنانيون تأخروا في القرار يوماً، لكنهم في المحصلة لم يتخذوا في أي يوم من الأيام، القرار الخاطئ.

شارك الخبر على