نموذج

حوالي ٥ سنوات فى المدى

 د. أثير ناظم الجاسور
هنالك فرق بين أن يسيطر عليك الواقع بكل تجلياته خصوصاً اذا كان محبطاً لا نور فيه وبين أن تكون أنت من يغير ويرسم ملامح حياة جديدة بسلوك جديد بمزاج جديد ملؤها امل، فبالرغم من الصعوبات التي قد تواجه الإنسان في زمن التيه الذي نعيشه إلا أن هناك محطات أساسية ومهمة يجب أن نقف عندها ونتمعن بمحتواها وندرسها بشكل مفصل لما تحتويه من معانٍ نبيلة وإيثار ونكران للذات، ففي واقعنا الذي نعيشه اَي مشروع مهما كانت بساطته قد يواجه تحديات إبتداءً من التفكير به انتهاءً بإنجازه، وأنا اكتب كلماتي هذه يمر أسبوعاً كاملاً على اكبر مهرجان للكتب في العراق والشرق الأوسط في موسمه السابع هو مهرجان " أنا عراقي أنا اقراء " في الثالث عشر من نيسان ٢٠١٩ أو مهرجان الكتاب كما اسماه بعض، من زار هذا المهرجان وشاهد الإعداد الكبيرة من الزائرين وهم متلهفين باحثين عن جليسهم يرى وبكل وضوح السعادة والفرح وهي مرسومة على محياهم.مبادرة أنا عراقي أنا اقرأ تعمل على تشجيع القراءة على اعتبارها اداة للتواصل والحوار والتعرف على الكثير من الأفكار والمعلومات التي تساعد على بناء نماذج للعقلانية والوسطية من خلال طرح عناوين متعددة وبمختلف الاختصاصات والتوجهات دون قيد لتساهم في تغيير سلوك ومزاج المجتمع الذي عانى من التضارب الفكري المساهم في تأزم الاوضاع السياسية والاجتماعية وحتى الاقتصادية، الجانب الآخر من عمل المنظمة هو توزيع الكتاب بالمجان لكي يتسنى لذوي الدخل المحدود الحصول على الكتاب بعد ان عملت الصراعات السياسية على تدهور الأوضاع المعيشية للمواطن مما جعلت تفكيره ينحصر في لقمة عيشه وحاجاته الاساسية، بالتالي قد يكون من الصعب على الكثير من الشباب أن يقتني كتباً بمبلغ وقدره قد يضر بميزانيته مما قد يدفعهم للعزوف عن القراءة، بالمحصلة فإن الفكرة تطرح العديد من الإيجابيات التي تنعكس على الفرد والمجتمع من حيث الارتقاء بالمجتمع من خلال القراءة.شباب مبادرة أنا عراقي ولأشهر طوال في كل موسم من مواسم المبادرة عملوا بجد من أجل رسم السعادة للأطفال وللكبار عملوا دون كلل أو ملل بجهد كبير عجزت مؤسسات الدولة بميزانياتها الضخمة ومسمياتها العملاقة ان تقوم بمثله أو جزء منه، لقد وفّر شباب المبادرة ٢٥ ألف كتاب بجهود ذاتية وبدعم الأصدقاء، والأجمل وأنت تشاهد سعادة هؤلاء الشباب وفرحهم وهم يرون أن عملهم يكلل بالنجاح على مدار سبع سنوات متواصلة منذ العام 2012 ولغاية 2019، بالنتيجة هم اليوم يقفون ثابتي الخطى فرحين محتفلين فخورين بإنجازهم الكبير.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على