لا ينفع البكاء على ما اقترفه عاملون في الشأن العام

حوالي ٥ سنوات فى تيار

في ظلمة ذاك التاريخ، وقساوة مشهد المصلوب، أحرق البكاء عيونَ البعض، وأعمى نظرَهم... وعلى خلاف المؤمنين بيسوع، لم يكن هذا البعضُ على يقين بأن غدَ القيامةِ آتٍ، لأن الحجر سيُدحرَج، والمخلِّص سيقوم، ليبدأ العهد الجديد .
اليوم، ولاسيما على المستوى الاقتصادي، لا يفيد الترداد أن لبنان مصلوب، ولا ينفع البكاء على ما اقترفه عاملون في الشأن العام على شاكلة بيلاطس وهيرودس وقيافا ويهوذا وسواهم. ففي النهاية، لا بدّ أن تهدأ النفوس ويقتنع الجميع بأن الخلاص الوحيد مدخلُه اعتماد سياسات قد تكون موجعة للبعض بعد عصر نفقات البذخ والترف، لكنها ستحمل القيامة الأكيدة بعد تكريس معايير الانصاف.
في كل الاحوال، ليست المرة الاولى التي يُصلب فيها لبنان. فالوطن الصغير غرزت في يديه ورجليه مراراً مساميرُ الحروب الاهلية، وجُلد بحروب الاخرين، ليتوَّج أخيراً بإكليل أعباء النزوح السوري.
في الجمعة العظيمة لا يبدو الجوابُ على سلة الاسئلة التي يطرحها الناس وشيكا. فاليوم خُصص لسَجدة الصليب وجناز المسيح، اما في اليوم الثالث فقداس في بكركي سيحضره رئيس الجمهورية، المصر على طرح مشروع الموازنة على بساط البحث في اسرع وقت ممكن، ليشكل حداً فاصلاً بين الشائعات والحقائق.
وفي هذا الإطار، لفت أنظار المراقبين اليوم، وغداة الحلقة التلفزيونية لوزير المال علي حسن خليل، كلامٌ عن اقتراحات وخفافيش ليل واشباح ومزايدين وطارئين يريدون التعطيل والتخريب، من دون أن يفهموا ما هي الاقتراحات التي يجري العمل لتعطيلها، ولمن قدمت ومع من تم بحثها؟ هذا مع العلم أن ما صدر عن وزير المال هو مجرد أفكار خاضعة للنقاش، وليس مقترحات عملية ولا خطة محددة.
وفي الموازاة، تشير معلومات الـ OTV على سبيل المثال، إلى عدم حصول أي تواصل مع وزارة الدفاع الوطني حتى الآن حول ما يرتبط بها في الموازنة العامة، الأمر الذي لا يمكن البحث به ثنائياً تمهيداً لفرضه... وطالما لم يناقش مع وزارة الدفاع فالجيش غير معني.
وفي الإطار عينه، لم ينف وزير الدفاع الياس بو صعب في اتصال مع الـ OTV التوجه العام باعتماد التقشف، مشدداً على أن الوزارة معنية بموازنة جدية، نظراً إلى إدراكها للوضع الاقتصادي الصعب الذي يتطلب قرارات جريئة. ووصل الأمر ببو صعب حد الإشارة إلى أن الموازنة التي سترفعها وزارة الدفاع، بعد مناقشتها مع قيادة الجيش، قد تفاجئ كثيرين، لكن ما ستتضمنه من خطوات لن يكون مفروضاً، بل يتخذ القرار في شأنه في الوزارة، وبعد النقاش مع قيادة الجيش. علماً أن وزير الدفاع كان غرد بالقول: "كل ما يتم تداوله عن اتفاق مع الجيش بشأن أي تخفيضات تطال رواتب العسكريين أو حول إلغاء التدبير رقم٣ هو كلام عار عن الصحة، وأي موازنة لا تناقش مع وزير الدفاع لا يكون الجيش معنياً بها".

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على