وفي الخلاصة، هذه المرة أيضاً... إنه جبران باسيل... حيث لا يجرؤ الآخرون.

حوالي ٥ سنوات فى تيار

"كاذب". هذه هي الصفة التي اعتاد بعض اللبنانيين أن تكون لصيقة بأسماء غالبية مسؤوليهم السياسيين منذ عقود... ولهذا ربما، تَراهُم اليومَ متفاجئين مصدومين مصعوقين، بالكلام الذي صدر أخيراً عن الوزير جبران باسيل.الأكيد أن الأسهل على رئيس التيار الوطني الحر كان أن يكون كمعظم الآخرين وأن يمارس السياسة مثلَهم... فلا لزوم لقول الحقيقة، ولا ضرورة لمصارحة الناس، ذلك أن التقليد اللبناني في السياسة قائم على تجاهل المشاكل وإهمالِ الحلول، والهرب قدْرَ الإمكان إلى الأمام، وعندما تقع الواقعة، نتهمُ غيرنا بما قصَّرنا به، ربما عن إجهل، والأرجح عن قُصور.غير أن جبران باسيل، هذه المرة أيضاً، قرر سلوكَ الطريق الصعب. فبعد تحذير أول ذهب أدراج رياح المزايدات الشعبوية في عام الانتخابات، عند اقرار سلسلة الرتب والرواتب، لم يلفت انتباهَ كثيرين تنبيهٌ ثان صدر من صربيا، يوم أطلعَهُ رئيسُها على حقائق ووقائع وحلول اعتمدت في بلاده. أما اليوم، فكان لا بد من رفع الصوت، حتى يدرك الجميع أن الخطر داهم، وأن الإجراءات المطلوبة في إطار الموازنة الجديدة باتت حتمية.لكن، وعلى جري العادة... الكلام الذي قيل، حُرِّف واجتزئ وشُوِّه، وبنيت عليه حمْلات طويلة عريضة، ووصل الأمر بالبعض إلى الدعوة إلى تحركات على الأرض.أما الكلام الفعلي، فتناول نواح خمس: حجم الدولة الذي يشكل جزءا يسيرا من المطلوب، إلى جانب خدمة الدين والتهرب الضريبي والجمركي، والكهرباء، والضرائب التي يمكن ان تستوفى من اصحاب الجيوب الكبيرة... فالكل يتحدث عن اجراءات صعبة، فيما هي مؤقتة، ولا تشمل ذوي الدخل المحدود، علماً أن كثيرين كانوا يتنكرون لمكامن الخلل، واليوم بدأوا يقرون بها... مهما يكن من أمر، الحقيقة باتت في متناول الناس... فليس بالضرورة أن تبقى صفة الكذب هي اللصيقة باسم المسؤول، ولا تجاهل المشكلات والهرب إلى الأمام من المسؤوليات، وإلقاء اللوم على الغير.فالسياسي في لبنان يمكن أن يكون صادقاً. والممارسة السياسية يمكن أن تحدد الأزمات بوضوح لتواجهها بتصميم، فتصل بالسفينة إلى بر الأمان...وفي الخلاصة، هذه المرة أيضاً... إنه جبران باسيل... حيث لا يجرؤ الآخرون. 

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على