بطل فيلم "بغداد في خيالي" هيثم عبد الرزاق أغلب الممثلين الكبار في العالم كانت جذورهم مسرحيّة

حوالي ٥ سنوات فى المدى

بغداد/المحرر السينمائي
(بغداد في خيالي) هو أحدث أفلام المخرج العراقي المقيم في سويسرا سمير جمال الدين، والذي اختار لدور البطولة فيه الممثل والأكاديمي والذي يدخل عالم السينما للمرة الأولى، رغم نتاجه الغني في المسرح ، على مدى أكثر من ثلاثين عاماً مخرجاً ومممثلاً متميزاً، قدم أعمالاً مهمة للمسرح العراقي منها: هاملت، وهاملت بلا هاملت، ومائة عام من المحبة، وفي أعالي الحب، وحفلة الماس والخال فانيا وفي عام 1998 أسس ورشة فضاء التمرين، التي قدمت ممثلين ومخرجين للمسرح والتلفزيون العراقي.. هو الممثل العراقي هيثم عبد الرزاق.
عن موضوع الفيلم يقول عبد الرزاق: الفيلم يتناول "ثيمة" تدور حول أهمية الآخر، فأغلب الكوارث الإنسانية في التاريخ تكمن بعدم قدرة العقل على رؤية هذا الآخر المختلف لأن الثقافة غالباً ما تتحول بمرور الوقت الى اعتقاد مغلق وسلطة. فلا نستطيع أن نرى الآخر ، لذلك يبرز التهميش والإقصاء والعنف والاضطراب والفوضى.. لذا نلاحظ أغلب أبطال الفيلم هم ضحايا هذه الفرضية لأنهم اختلفوا مع سلطة المتمترسين خلف معتقداتهم لذلك تمّ تهميشهم وترحيلهم وإقصائهم إنسانياً ، ويضيف الفيلم يناقش الاختلافات السياسية والطائفية والجنسية والعرقية ونتائجها المؤلمة والقاسية على الوضع الإنساني، كأنه يريد تفكيك هيكل هذه الظاهرة الثقافية التي كثرت ضحاياها في العالم الجديد وخاصة في الشرق، كذلك يشير الفيلم الى قدرة الغرب الكيل بمكيالين وهذا نلاحظه في عمليات التحقيق مع توفيق الشخصية الرئيسة في الفيلم.وقال الممثل هيثم عبد الرزاق:الفيلم يناقش قضية ساخنة في منتهى الحساسية، ولكن القاسم المشترك للتفاعل والتعاطف مع الفيلم سيكون لصالح شخصيات و أبطال الفيلم والألم الذي تعرضوا له بسبب رحلة الاقصاء بدون مبرر إنساني ومنطقي لذا أتوقع النجاح للفيلم الكبير، لأن الفيلم يثير إحساساً مشتركاً بأن الحروب ثقافية وعن كيفية اختياره لبطولة هذا الفيلم رغم انه لايملك تجربة العمل في السينما قال: هناك خطأ شائع عند السينمائيين العراقيين عن الممثل المسرحي، إن أغلب الممثلين الكبار في العالم كانت جذورهم مسرحية وهذا معروف عالمياً.. واختياري للفيلم تمّ بالصدفة حيث كنت أعرض مسرحيتي في برلين عندما التقينا بصديقتنا المغتربة الممثلة إنعام البطاط وطلبت منا صور لأن هناك مشروعا لفيلم كبير في سويسرا من انتاج ألمانيا وسويسرا وانكلترا وقد نسينا الموضوع ولكن بعد سنتين تم الاتصال بي لمعرفة التفاصيل عني وفي الوقت نفسه كان هناك اتصال مع ممثلين آخرين من مناطق متعددة أخرى وعندما جاء المخرج الكبير سمير ليقدم فيلمه رحلة أوديسا في بغداد التقيت به ، لكن كانت المشكلة في قدرتي وإجادتي اللغة الانكليزية لكنهم لعبوا دوراً كبيراً في تدريبي على اللغة وبعد ستة أشهر تمت الموافقة على منحي الدور وكانت فرصة عظيمة لي لاختبار قدراتي بعد المسرح والتلفزيون في السينماوأضاف :"انا أكاديمي وأدرّس التمثيل وأعرف أهمية الجذر المسرحي للممثل السينمائي ولكن ليس أي ممثل، إنما ذلك الممثل الذي يفهم صمت المسرح وليس ثرثرته وصراخهوعن عدم إجادته الانكليزية قال عبد الرزاق: واجهتني هذه المشكلة في البداية لكنني تجاوزتها بالإيقاع لأني كنت أحفظ إيقاع الأشياء بالإضافة الى اللغة كان إيقاع إحساسي بالأشياء المحيطة بي يُشغل الآخرين عن اللكنة في لغتي باعتباري عربياً مغترباً في الفيلم ويشير إنه كان يصبو لأن يكون مقنعاً للعالم فكان يحفظ روح الإيقاع ، لأن الإيقاع لغة عالمية لإقناع الآخرين ولاشغالهم والتأثير عليهم والتواصل معهم كان تركيزي ينصب على الوضع النفسي والعقلي والجسدي للشخصية فكانت اللغة تحصيلاً حاصلاً مثلما يحفظ المرء قطعة موسيقية فكنت أحفظ الوضع الروحي للغة الانكليزية بالاستماع المتكرر للعبارة والإلحاح عليها لكي تخلع ملابسها .وعن تجربة العمل مع المخرج سمير جمال الدين يقول هيثم عبد الرزاق: سمير جمال الدين مخرج بمنتهى الذكاء في التعامل مع الممثل قدرته على تقييم الاداء بمنتهى الدقة يستمع ويترك مساحة من الحرية للابتكار ، شديد مع التقنيين لراحة الممثل تقرأ إجاباته من التماعة عينيه لهذا إذا طلبت منه الإعادة يسأل لماذا ويجيب دائماً لاتخف اطمئن ، كنت أراقبه بشدة ، بالإضافة الى ذلك فهو يطمئن عليك دائماً وعلى راحتك.وعن تجربته في السينما يقول: أنا اؤمن بقدرة الإنسان وإرادته لكن آفاق المستقبل قدرية بالنسبة لي لأنني لم أفكر أن أكون ممثلاً أصبحت ممثلاً ولم أفكر أن أكون مخرجاً صرت كذلك ولم أفكرأن أقدم أعمالاً في أوروبا وتكتب عني الصحف الأوروبية حدث ذالك ويعتبروني أفضل أكاديمي لتدريس ولصناعة الممثلين وترشيحهم للاحتراف ولم أفكر يوماً أن أصبح أستاذاً في جامعتي التي تخرجت منها ولم أتوقع أن أمثل فيلماً عالمياً ، المسألة بالنسبة لي لعبة ولهو ومتعة اجتهد لأكسب متعتي وأفرح بنفسي ويبدو هذا يجعلني مطلوباً لأنني سوف لن أكون موجوداً في المستقبل فلماذا أشغل نفسي بالعدم أنا أشغل نفسي بماذا أفعل الآن وهنا وكيف أعيد تفكيك التكرار لكي لا أشعر بالملل، وتبدو هذه وسيلة عظيمة لترك البصمات على صفحات الزمن

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على